للمتابعة اضغط هنا

التصعيد الإسرائيلي الإيراني يهدد بتوسيع دائرة الصراع في المنطقة

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

المستقلة /- شهدت الأيام الأخيرة تصعيداً خطيراً بين إسرائيل وإيران، إذ شنت إسرائيل عشرات الاغتيالات والهجمات على منشآت إيرانية خلال السنوات الخمس الماضية في حرب استخباراتية تهدف إلى استفزاز طهران وجرّها إلى “فخ الرد”، وهو ما يبدو أن طهران قد وقعت فيه عبر قصفها المدن الإسرائيلية بعشرات الصواريخ يوم الثلاثاء الماضي.

يرى الخبراء السياسيون والأمنيون أن الرد الإسرائيلي القادم سيشل المصالح الاقتصادية الإيرانية ويعطل برنامجها النووي، وذلك على غرار ما حدث للعراق في ثمانينيات القرن الماضي عندما تم تدمير مفاعل “أوزيراك” النووي العراقي.

توقعات برد إسرائيلي واسع

التصريحات الإسرائيلية تشير إلى هجوم واسع خلال الأيام المقبلة يستهدف مواقع إيرانية إستراتيجية، حيث وصف الجيش الإسرائيلي القصف الإيراني بأنه “تصعيد خطير” سيقابله رد “في الوقت والمكان المناسبين”، محذراً من أن هذا التصعيد سيكون له “عواقب وخيمة” على إيران.

من جانبه، يعتقد الأكاديمي المتخصص في الشؤون الدولية، مازن الحيالي، أن إيران انجرت إلى هذه الحرب المفتوحة مع إسرائيل رغم أن توقعات كثيرة كانت تشير إلى التزام طهران بسياسة التهدئة. وأشار الحيالي إلى أن طهران كانت تتجنب الانخراط المباشر في الصراعات، وتفضل الاعتماد على أذرعها في المنطقة لخوض المعارك نيابة عنها.

لكنه يرى أن إيران ارتكبت “خطأً إستراتيجياً” بانجرارها إلى هذه المواجهة، لا سيما في ظل التوترات الدولية المحيطة بالملف النووي الإيراني، ومحاولاتها التأثير على الانتخابات الأمريكية المقبلة لعرقلة عودة دونالد ترامب إلى السلطة.

المكاسب الإسرائيلية والمخاطر الإيرانية

أما الخبير الإيراني، سردار خوشناو، فيرى أن العملية العسكرية الإيرانية التي أطلقت عليها “الوعد الصادق 2” قد تأتي بنتائج عكسية على طهران. فمنح التصعيد نتنياهو فرصة للبقاء في السلطة وتعزيز موقعه السياسي داخلياً. كما أن الحرب المفتوحة مع إيران قد تساعد في تعزيز التحالفات الإسرائيلية مع دول أوروبا وليس فقط الولايات المتحدة وبريطانيا، مما يزيد من عزل إيران دولياً.

وأضاف خوشناو أن الصراع قد يدفع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للعودة إلى السلطة، وهو ما تخشاه إيران التي تعتبر أن سياسات ترامب كانت تميل إلى التعامل العسكري الحاسم مع طهران.

المخاطر على المنشآت النووية الإيرانية

من جهة أخرى، يشير فيصل العمري، الخبير في مركز “نينوى” للدراسات، إلى أن إسرائيل تستهدف منذ فترة طويلة المنشآت النووية الإيرانية، وسيكون هدفها الرئيسي الآن هو تدمير البنية التحتية النووية والحرمان الدائم لإيران من الوصول إلى التكنولوجيا النووية. ويرى العمري أن إسرائيل قد تستغل الأوضاع المتوترة الحالية في المنطقة لشن هجوم على المنشآت النووية والنفطية الإيرانية، مستفيدة من غياب رادع دولي يمنعها من تنفيذ هذا الهجوم.

تداعيات التصعيد على العراق والمنطقة

يحذر العديد من المراقبين من امتداد تداعيات هذا الصراع إلى دول الجوار، خاصة العراق الذي قد يتأثر بشكل مباشر نتيجة قربه الجغرافي وتحالفاته الإقليمية. وقد تشهد المنطقة بأكملها اضطرابات أوسع إذا ما استمر تبادل القصف بين إسرائيل وإيران، مما يهدد بتفاقم الأزمات الأمنية والسياسية في الشرق الأوسط.

في المجمل، يبدو أن التصعيد بين إسرائيل وإيران قد دخل مرحلة جديدة وخطيرة، تتطلب مراقبة دقيقة لتطورات الأوضاع وما ستؤول إليه من نتائج قد تكون كارثية على المنطقة بأسرها.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق