شنت الولايات المتحدة ضربات جديدة على أهداف للحوثيين في اليمن مع تنامي التدخل المباشر لواشنطن في صراعات في الشرق الأوسط؛ ووفقًا لصحيفة آراب ويكلي اللندنية، تتوسع الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد الحوثيين لتشمل ما هو أبعد من حماية الملاحة البحرية.
ونشرت الصحيفة صورة لتصاعد الدخان في صنعاء عقب الانفجارات الناجمة عن الضربات الأمريكية، نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية.
وأعلن الجيش الأمريكي أنه نفذ 15 ضربة ضد أهداف مرتبطة بالحوثيين في اليمن، في إشارة إلى زيادة التدخل الأمريكي في ساحات المعارك المتوسعة في الشرق الأوسط.
وقال سكان في اليمن إن انفجارات وقعت في مواقع عسكرية وحتى مطار، بينما قالت القيادة المركزية الأميركية التي تشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط إن الأهداف مرتبطة بقدرات الحوثيين العسكرية الهجومية، لكنها لم توضح ما إذا كان ذلك يشمل قدرات الصواريخ أو الطائرات بدون طيار أو الرادار.
وذكرت القيادة العسكرية المسؤولة عن القوات الأمريكية في الشرق الأوسط على وسائل التواصل الاجتماعي: "نفذت قوات القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) ضربات على 15 هدفًا حوثيًا في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن اليوم".
وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن "هذه الأهداف شملت قدرات عسكرية هجومية للحوثيين"، مضيفة أن الضربات نفذت "لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أمانا وأمانا للسفن الأمريكية وقوات التحالف والسفن التجارية".
ونفذ الحوثيون نحو 100 هجوم على السفن التي تعبر البحر الأحمر منذ نوفمبر الماضي ويقولون إنهم يتصرفون تضامنا مع حركة حماس الفلسطينية في حربها ضد إسرائيل في غزة.
وعلى الرغم من النفي الإيراني، يُنظر إلى الحوثيين على أنهم يتلقون إشاراتهم من طهران. فقد أغرقوا حتى الآن سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا أربعة بحارة على الأقل. ومن ناحية أخرى، يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها تنسق تحركاتها عن كثب مع إسرائيل وهي تفكر في خيارات الانتقام بعد الهجوم الصاروخي الأخير لطهران.
وقالت قناة المسيرة التلفزيونية، وهي منفذ الأخبار التلفزيوني الرئيسي الذي تديره حركة الحوثي التي تسيطر على معظم أنحاء اليمن، وسكان، إن غارات جوية شنت على عدة أجزاء من اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء ومطار الحديدة.
وأضافت القناة أن الضربات استهدفت أيضا جنوب مدينة ذمار وجنوب شرق محافظة البيضاء.
وقال سكان إن الهجوم على محافظة البيضاء استهدف عدة مواقع عسكرية للحوثيين.
وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات متكررة بهدف الحد من قدرة الحوثيين على استهداف الشحن، لكن هجمات المتمردين على السفن التجارية التي تمر عبر البحر الأحمر وخليج عدن استمرت.
لقد امتدت الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد الحوثيين إلى ما هو أبعد من حماية الشحن البحري.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية على الحديدة الشهر الماضي عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل بعد أن قال المتمردون إنهم استهدفوا مطار بن غوريون الإسرائيلي بصاروخ.
وجاءت الضربات الأميركية بعد يوم من إعلان المتمردين عن تنفيذ هجوم بطائرة بدون طيار على تل أبيب. وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض "هدفا جويا مشبوها" خلال الليل قبالة وسط إسرائيل، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وقال الحوثيون إنهم أطلقوا صواريخ كروز على إسرائيل، ردا على القصف الإيراني المكثف على البلاد وفي اليوم السابق، ألحق الحوثيون أضرارا بسفينتين في هجومين منفصلين قبالة سواحل اليمن.
وقالت عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة (UKMTO) إن إحدى السفن أصيبت بطائرة مسيرة بحرية، مما أدى إلى ثقب خزان الصابورة، في حين تضررت سفينة ثانية بسبب صاروخ بعد أقل من ثلاث ساعات.
يذكر أن الحوثيين، الذين سيطروا على مساحات واسعة من اليمن الذي مزقته الحرب لمدة عقد من الزمان، هم جزء من "محور المقاومة" للجماعات المرتبطة بإيران والتي تحشد ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
وتحركت إدارة بايدن على مضض ضد الضربات الحوثية في البحر الأحمر، وعادة ما تحاول اعتراض هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ ضد السفن التجارية والسفن الحربية الأمريكية.
كما قصفت إسرائيل البنية التحتية العسكرية للحوثيين بوتيرة أقل وتجنبت أهدافا أوسع في اليمن، حيث تسعى إلى احتواء تداعيات الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عام بين إسرائيل وحماس.
وتأتي الضربات الأخيرة في الوقت الذي خرج فيه آلاف الأشخاص إلى شوارع العاصمة صنعاء للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين واللبنانيين وسط الهجمات التي تشنها إسرائيل.
وقال المسؤول الحوثي هاشم شرف الدين لقناة المسيرة إن "العدوان على العاصمة والمحافظات اليمنية بعد المسيرات التضامنية مع لبنان وغزة محاولة يائسة لإرهاب شعبنا".
وقال إن "اليمن لن يتراجع أمام هذه الاعتداءات وسيواصل صموده في مواجهة الأعداء بكل ما أوتي من قوة.
0 تعليق