فى نفس اليوم الذى دخلت فيه الميليشيات المسلحة إلى دمشق بدأ الأعداء التاريخيون لسوريا فى سباق لنهش جسد الوطن وتثبيت مناطق النفوذ، وانتهاز الفرصة للثأر من سوريا الدولة بعد أن سقطت حجة استهداف النظام الذى سقط!!
فى نفس يوم سقوط دمشق، كان مجرم الحرب نتنياهو يعلن إلغاء اتفاقية فك الاشتباك التى انشأت المنطقة العازلة مع سوريا، وكانت قيادة جيش العدو الإسرائيلى تعلن دخول القوات الإسرائيلية إلى أرض سوريا واحتلال جبل الشيخ والمنطقة العازلة، وتقوم طائراتها بضرب أكثر من مائة هدف فى العمق السورى بحجة أنها تخشى من وقوع أسلحة متطورة فى يد الميليشيات، بينما الهدف واضح وهو تدمير ما تستطيع من القوة العسكرية وتأمين الاحتلال الجديد للأرض السورية.
وفى نفس الوقت كانت تركيا التى رعت وجهزت ودربت الميليشيات تستكمل مهمتها لتثبيت نفوذها الجديد ولتأمين حلفائها فى صراع تتوقعه مع فصائل أخرى ومع الأكراد.. وكان الرئيس بايدن يشيد بالدور الأمريكى فى أحداث سوريا، ويبشر الميليشيات بأن قائدها الموضوع على قائمة الإرهاب والذى رصدت أمريكا قبل ذلك عشرة ملايين دولار لمن يرشدها إليه سوف يُرفع من القوائم هو والميليشيا التى يقودها منذ أن كانت جزءا من «القاعدة» وحتى غزت دمشق!!
وفى الوقت الذى كانت أمريكا تؤكد استمرار وجودها العسكرى فى سوريا «والذى تم بصورة غير قانونية»، لم يذكر الرئيس الأمريكى كلمة واحدة عن الاحتلال الإسرائيلى الجديد لأراضى سوريا.
بل على العكس أكد على الدور الإسرائيلى فى كل أحداث المنطقة من غزة إلى لبنان إلى سوريا، مؤكدا أن أمريكا ستكون بجانب إسرائيل إذا تعرضت لأى تهديد من الأوضاع الجديدة فى سوريا!!
حجة العداء للنظام السورى سقطت مع سقوط حكم الأسد. العداء الآن لسوريا الدولة والوطن. فى الأسبوع الماضى فقط كانت الأمم المتحدة تصدر قراراً جديداً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى لهضبة الجولان.. الآن تمد إسرائيل احتلالها إلى كل المنطقة العازلة وتستولى على ما تستطيع من أرض سوريا.. وبينما تحتفى صحف إسرائيل بتصريحاتٍ منسوبة لقادة فى الجيش السورى الحر تشكر إسرائيل على دعمها لهم، يقول قادة إسرائيل: إن من دعموهم أصبحوا «بين يوم وليلة» خطراً عليهم ليبرروا احتلال المزيد من أرض سوريا!!
نقلا عن اخبار اليوم
0 تعليق