في مساء أحد أيام فبراير، كان ويل شورتز، خبير الألغاز الشهير، يجلس على مكتبه في بلسمينفيل، نيويورك، عندما أدرك أنه لم يعد قادرًا على الجلوس بشكل مستقيم. "فهمت على الفور أنني تعرضت لسكتة دماغية"، قال شورتز، الذي يبلغ من العمر 72 عامًا.

ضربت السكتة الدماغية الجانب الأيمن من دماغه، مما تسبب في ضعف الجانب الأيسر من جسده وصعوبات في الكلام. لكن، كما أضاف شورتز، لم تؤثر هذه الحالة على قدرته في حل وابتكار الألغاز، وهو ما يقدره الملايين حول العالم، خاصة من محبي الألغاز في "نيويورك تايمز".

أهمية الرعاية السريعة

بعد حدوث السكتة، شعر شورتز بضرورة الحصول على الرعاية الطبية العاجلة، لكنه تأخر في الوصول إلى المستشفى بسبب اتخاذه بعض الوقت لتغيير ملابسه. ومع ذلك، تمكن في النهاية من الاتصال بشريكه الذي حضر على الفور وطلب الإسعاف. "الوقت هنا يعتبر دماغًا"، كما أكدت الدكتورة ميشيل لين، أخصائية الأعصاب، مشيرة إلى أهمية تلقي العلاج سريعًا.

خطوات التعافي

بعد قضاء أكثر من أسبوع في المستشفى، بدأ شورتز برنامجه التأهيلي، الذي شمل العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي. قال إنه كان ينبغي عليه البدء في استخدام ذراعه اليسرى منذ البداية، حيث إن تحسين الوصلات العصبية يتطلب استخدام الأطراف.

في أبريل، تمكن من حضور بطولة الألغاز السنوية التي أسسها عام 1978، حتى وإن كان في كرسي متحرك. "شعرت بسعادة كبيرة لوجودي هناك"، أضاف شورتز، مشيرًا إلى التصفيق الحار من الحضور.

تحديات مستمرة

على الرغم من التقدم الذي أحرزه، ذكر شورتز أنه واجه أوقاتًا صعبة خلال فترة التعافي، حيث كان يتساءل: "هل سأظل هكذا لبقية حياتي؟". ومع ذلك، أكد الأطباء أن التعافي يمكن أن يستمر لأكثر من الستة أشهر التي كانت تُعتبر "نافذة ذهبية" للتعافي.

رسالة أمل

ويل شورتز، الذي يستمر في ممارسة أنشطته المفضلة مثل كرة الطاولة، أشار إلى أهمية ممارسة التمارين المتنوعة لتقوية الدماغ وتعزيز التعافي. "التحسن لا يتوقف عند حد معين، بل يستمر طوال الحياة"، كما أكد شورتز.

إن قصته تعتبر مثالًا على قوة الإرادة والأمل في التغلب على التحديات الصحية، مما يلهم الكثيرين للمثابرة في مواجهة الصعوبات.