تسعى شركة ساوند إنرجي البريطانية (Sound Energy) إلى تعزيز مكانتها في قطاع الغاز المغربي خلال العام المقبل (2025).
وكشف الرئيس التنفيذي للشركة غراهام ليون، في تصريحات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، موقف شركته من المشاركة في أنبوب الغاز المغربي النيجيري، وآفاق استكشاف الهيدروجين في البلاد.
كما تطرَّق ليون إلى تفاصيل الاتفاق الأخير مع شركة مناجم المغربية، فضلًا عن التحديات التي تواجهها شركته في مجال التنقيب عن الغاز في المملكة، موضحًا أهمية الاستكشاف المستمر والمشروعات المستقبلية.
أنبوب الغاز المغربي النيجيري
قال غراهام ليون، إن شركته قادرة على بيع كل الغاز الذي تريده، إمّا في السوق الصناعية من خلال علاقتها مع شركة أفريقيا للغاز، أو في سوق الطاقة عبر المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.
وأشار إلى أن ما يميز المغرب هو العقلانية في التعامل مع هذا القطاع، لأنه ينظر إلى التسعير بعناية، ويحدد سعر الغاز بناءً على الأسعار الدولية.
وقال ليون: "لذا، يضمن المغرب أن يكون السعر معقولًا.. أولويتنا هي تلبية احتياجات السوق المحلية، من خلال تلبية متطلبات محطات الكهرباء العاملة بالغاز والسوق الصناعية".
وتابع: "هل سيكون لدينا غاز مخصص للتصدير؟ إذا كان لدينا، فلن نضعه في هذا الخط المحلي.. بل سنوجّهه إلى منطقة الشرق الأوسط الكبرى، إذا استدعت الحاجة".
صفقة الاستحواذ مع شركة مناجم
تحدَّث الرئيس التنفيذي لشركة ساوند إنرجي، غراهام ليون، عن صفقة الاستحواذ مع شركة مناجم المغربية، لبيع أصول الغاز بقيمة إجمالية تصل إلى 45.2 مليون دولار.
وقال: "أعتقد أن أبسط ما يمكن قوله هو أنني التقيت منذ مدة بالرئيس التنفيذي لشركة مناجم، حيث شرح لي إستراتيجية نمو الشركة وكيفية توسُّعها في مناطق جديدة، وأبدوا رغبتهم بالنظر في أعمال الغاز الخاصة بنا في المغرب".
وأضاف: "عملْنا بجدّ خلال الأشهر القليلة الماضية، واتفقوا معنا على تقييم المشروع، وأعلنّا ذلك في الصيف، ثم عملنا بجدّ خلال الأشهر الـ6 الماضية للحصول على كل الموافقات المطلوبة من الأطراف المعنية".
وأشار لبون إلى إغلاق الصفقة يوم الثلاثاء 10 ديسمبر/كانون الأول 2024، ومن ثم كانت النتيجة إيجابية، وأصبحت شركة مناجم الآن مسؤولة بشكل كامل.
وتمتلك ساوند إنرجي عددًا من الشركات التابعة، بما في ذلك شركة ساوند إنرجي موروكو إيست (Sound Energy Morocco East) التي تمتلك 55% من ترخيص تندرارة، وكذلك 47.5% من مشروعات الاستكشاف في المنطقة، مثل حقل أنوال وحقل تندرارة الكبير.
وأوضح ليون أن هذه الشركة هي المشغّل المرخص في المغرب، وتعمل من خلال مكتب فرعي، ولكن هذا لا يعني أن شركة ساوند إنرجي قد انسحبت بالكامل، إذ ما تزال تمتلك 20% من حصتها عبر شركتها الأخرى، ساوند إنرجي مريجة ليمتد (Sound Energy Maridja Limited).
وتابع: "من المؤكد أن اسم شركة ساوند إنرجي موروكو إيست سيتغير قريبًا ليصبح مناجم أو شيئًا مشابهًا، وستظل هي المشغّل لنا، بينما تظل شركة ساوند إنرجي مريجة جزءًا من الترخيص".
وشدّد ليون على العمل بشكل وثيق مع شركة مناجم في هذا المشروع، وأن الأمر ليس مجرد صفقة شراء ثم انسحاب المالك.
التنقيب عن الغاز المغربي
تحدَّث الرئيس التنفيذي لشركة ساوند إنرجي أيضًا عن خطط التنقيب عن الغاز المغربي وتسويقه، في التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال غراهام ليون، إن هناك جزأين من الاستكشاف الآن، الأول تحت إشراف شركة ساوند إنرجي موروكو ساوث (Sound Energy Morocco South)، وهي شركة تابعة، ولديها ترخيص سيدي المختار بنسبة 75%، وتشغّل شركة ساوند إنرجي هذا المشروع.
ويتوقع ليون أنه بمجرد إكمال إجراءات الترخيص مع المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن والوزارة، ستبدأ الشركة البريطانية برنامجًا للمسح الزلزالي في عام 2025، قد يستغرق نحو شهرين أو 3 أشهر لإكماله.
بعد ذلك، ستقيّم الشركة النتائج، ما سيسمح لها بتحديد ما إذا كانت ستبدأ الحفر في سيدي المختار العام المقبل (2025).
وفي منطقة تندرارة الكبرى، سُجِّل ترخيص مشروع أنوال، وتنتظر الشركة الموافقات النهائية في المغرب.
وبالنظر إلى أعمال الحفر التنموي في 2026، التي قد تشمل حفر 4 إلى 6 آبار، بما في ذلك مشروع خط الأنابيب، تحتاج الشركة إلى حفر آبار الاستكشاف في 2025، وإلّا فسيتعين عليها جلب منصات حفر من الخارج، ما يزيد التكاليف.
وقال ليون: "خطّتي هي أن نعمل بشكل وثيق مع مناجم الآن لنكون جاهزين للحفر.. لدينا بئر واحدة إس بي كيه-1، وهي امتداد لبئر اكتشاف قديمة، وأودّ أن نبدأ حفرها بسرعة.. ثم لدينا بئر أخرى في ترخيص البئر السنوي تسمى "إم 5"، التي قد تكون احتياطاتها ضخمة، كما قد تكون غير كافية.. نحن نقدّر احتمال نجاحها بنحو 20%".
وتابع: "بئر إس بي كيه-1 واعدة جدًا، يمكننا حفرها حيث اكتُشِف الغاز في الماضي بمعدلات تدفّق معقولة.. وبما أننا قد أنشأنا البنية التحتية في الموقع، سيكون من الأسهل تطويرها، ويمكننا ربطها بمشروع خط الأنابيب أو إدخالها في مشروع الغاز المسال، أو حتى جعلها مشروعًا مستقلًا للغاز المسال أو الغاز الطبيعي المضغوط".
وأوضح أن هناك صعوبات في التنقيب عن الغاز المغربي في البحر، على عكس اليابسة؛ إذ يتطلب البحر تكاليف ضخمة لإحضار منصة حفر، أو سفينة غوص أو بارجة إلى هناك.
وقال: "أعتقد أن حقل أنشوا كان مشروعًا مؤسفًا للغاية، لأنهم استهدفوا العديد من الفرص الصاعدة، لكنهم لم يجدوا النتائج التي كانوا يأملون فيها".
وتابع: "من المؤكد أن تطوير حقل الغاز في البحر سيكون أكثر تكلفة بكثير، من التنقيب على الغاز في البر.. ومن ثم، يمكننا أن نحقق على الأرجح ضعف الربح لكل وحدة من الغاز البري، لأنه أقل تكلفة وأكثر تنظيمًا".
تطوير الهيدروجين في المغرب
في النهاية، تطرَّق الرئيس التنفيذي لشركة ساوند إنرجي، غراهام ليون، إلى إمكان تطوير الهيدروجين في المغرب، في إطار جهود تحول الطاقة.
وشدد ليون على أن الخطة طويلة الأجل للشركة كانت دائمًا هي إنشاء شركة طاقة انتقالية متكاملة ذات دورة كاملة، قائلًا: "من ثم، يشمل نشاطنا الاستكشاف والإنتاج والتنمية، وبالطبع المغرب هو المجال الرئيس لعملياتنا".
وتابع: "مع مساهمينا المغاربة، الذين يمتلكون 20% من أسهمنا، يُعدّ المغرب مكانًا جيدًا للعمل بالنسبة لنا، ولكن كما تعلمون، لا يوجد الكثير من احتياطيات الهيدروكربونات في المغرب.. لذا، سنواصل الاستكشاف، ونعمل على فتح حوض تندرارة".
وعن إمكان النظر في الفرص خارج المغرب، قال ليون: "ربما.. لقد كنّا نبحث عن فرص أخرى في مناطق مختلفة.. نحن نؤمن بمستقبل الطاقة الانتقالية".
لذلك، أشار ليون إلى أنه قد تكون هناك فرصة للانتقال من الغاز فقط إلى أشكال أخرى من الطاقة في المغرب؛ إذ وقّعت الشركة البريطانية اتفاقية استكشاف مع شركة لدراسة إمكان تطوير الهيدروجين في المغرب.
كما قال: "على الرغم من أن المغرب يظل محور اهتمامنا، فإنه إذا ظهرت الفرصة المناسبة في مكان آخر، وكان منطقيًا للعمل فيه، سنقيّمها أيضًا".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق