أجرى دبلوماسيون ألمان محادثات، اليوم الثلاثاء، مع أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، الفصيل الذي قاد تحالفًا معارضًا أطاح بالرئيس السوري بشار الأسد، للتباحث حول “العملية الانتقالية السياسية”، وفق ما أفادت به برلين.
والتقى الدبلوماسيون الجولاني، الذي بات يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع، إلى جانب مسؤول العلاقات الخارجية في الهيئة ووزير التعليم في الحكومة الانتقالية التي تشكّلت مؤخرًا، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الألمانية.
وأوضحت الوزارة أن المحادثات ركزت على “عملية انتقالية سياسية” في سوريا، بعد سقوط الأسد إثر هجوم خاطف شنّته فصائل سورية معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام. وأضاف البيان أن المناقشات التي جرت في دمشق تطرّقت أيضًا إلى “توقعات ألمانيا فيما يتصل بحماية الأقليات وحقوق المرأة كشرط أساسي لمواكبة التنمية السلمية في سوريا”.
كما أشار البيان إلى أن الدبلوماسيين الألمان التقوا “ممثلين عن المجتمع المدني والطوائف الدينية”، وأفاد بأن الوفد “تفقّد مبنى السفارة الألمانية في دمشق”، الذي لا يزال مغلقًا منذ عام 2012، أي منذ اندلاع الحرب السورية.
وتسعى قوى غربية إلى إقامة قنوات تواصل مع السلطات الجديدة في سوريا بهدف تجنّب سيناريوهات مشابهة للفوضى التي سادت في العراق وليبيا بعد سقوط نظام الأسد.
من جانبها، أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أمس الإثنين، أنها أوفدت مبعوثًا إلى دمشق لإجراء محادثات مع السلطات الجديدة، في حين كشفت أن الولايات المتحدة قد اتّخذت أيضًا مبادرات أولية في هذا الصدد.
وفي السياق ذاته، زار وفد فرنسي العاصمة دمشق، اليوم الثلاثاء.
وأكدت وزارة الخارجية الألمانية على ضرورة ألّا تتحول سوريا إلى “لعبة بيد قوى أجنبية” أو “ساحة اختبار لقوى متطرفة”.
وأضافت الوزارة أن هيئة تحرير الشام لا تزال “تتحلى بالحذر حتى الآن”، لكنها شدّدت على أن ألمانيا “ستحكم عليها بناءً على أفعالها”، مشيرة إلى أن “أصول الهيئة تعود إلى عقيدة القاعدة”. وأوضحت الوزارة أن “أي تعاون مستقبلي يتطلب ضمان حماية الأقليات العرقية والدينية واحترام حقوق المرأة”.
0 تعليق