لطالما كانت محطات الفحم في تركيا محور نقاش مثير للجدل لسنوات عديدة، خاصة أن الحكومة قاومت المطالب بوقف المشروعات الجديدة وعارضت اتجاه أوروبا نحو تقليص الاعتماد على أكثر أنواع الوقود تلويثًا.
ورغم الإلغاءات المتكررة في مقترحات بناء محطات الفحم، حافظت الحكومة التركية على موقفها الداعم للمشروعات الجديدة، وإن كان بوتيرة أبطأ.
ومنذ عام 2015، شهدت تركيا انخفاضًا حادًا في عدد محطات الفحم المقترحة، إذ تخلت عن أكثر من 70 غيغاواط من القدرة المخطط لها، مع تشغيل 6 غيغاواط فقط من السعة الجديدة، وفق تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
ورغم أن معدل إلغاء محطات الفحم في تركيا البالغ 92% هو أحد أعلى المعدلات على مستوى العالم؛ فإن المشروعات ما تزال مطروحة على الطاولة.
محطات الفحم في تركيا بين عامي 2015 و2024
اتّسم عام 2015 بخطط طموحة لتطوير محطات الفحم في تركيا، بسعة مقترحة تصل إلى 57.5 غيغاواط، لكن باتت عمليات الإلغاء والتأخيرات هي الاتجاه السائد داخل القطاع، حسبما جاء في تقرير حديث صادر عن مؤسسة إنرجي غلوبال مونيتور.
في عام 2015، كان لدى تركيا:
- 57.5 غيغاواط من سعة محطات الفحم المقترحة.
- 2.1 غيغاواط قيد الإنشاء.
- 15.3 غيغاواط من القدرة التشغيلية.
أما وضع محطات الفحم في تركيا خلال 2024 فبات على النحو الآتي:
- إلغاء 70.6 غيغاواط.
- 0.7 غيغاواط مشروعات مقترحة.
- 0.1 غيغاواط قيد الإنشاء.
- القدرة التشغيلية 20.9 غيغاواط.
ورغم ذلك، لم تلتزم تركيا بالتخلص التدريجي من الفحم في تعهدها المناخي الأخير الذي قدمته في مؤتمر كوب 29، الذي عُقد في باكو بأذربيجان للمدة من 11 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني (2024).
ويوضح الرسم الآتي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- أكبر الدول المطورة لمحطات توليد الكهرباء بالفحم عالميًا:
محطات الفحم في تركيا تصطدم بالتحديات
خلال السنوات الأخيرة، واجهت مقترحات تطوير محطات الفحم في تركيا عقبات متزايدة؛ إذ اصطدمت بمعارضة شديدة من قِبل الجماعات البيئية والمجتمعات المحلية والمنظمات الدولية.
ومن أبرز هذه التحديات:
- المخاوف العامة من التلوث الناجم عن محطات الفحم.
- خصخصة قطاع الفحم.
- اعتماد المحطات على الفحم المستورد الأعلى تكلفة بديلًا للفحم البني المحلي منخفض الجودة.
وخلال الربع الثالث من عام 2024، ألغت البلاد تراخيص محطتين للفحم، وهما محطتا "كارابورون" و"كيرازليدير"؛ بسبب المخالفات في التصاريح البيئية وعدم اهتمام المستثمرين.
بالإضافة إلى ذلك، أجلت البلاد مشروعًا آخر لتطوير محطة فحم "مالكارا"، وذلك للتباطؤ في التنفيذ.
وبذلك، لم يتبق لتركيا سوى مقترح واحد، بعدما كانت من بين أكثر 10 دول تطويرًا لمشروعات التوليد بالفحم لما يقرب من عقد من الزمان، وهو عبارة عن توسعة لمحطة كهرباء "أفشين ألبستان" في كهرمان مرعش، وتتضمن إضافة وحدتين بإجمالي قدرة 688 ميغاواط، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وقد أعرب السكان المحليون عن معارضتهم للمشروع، بحجة أن ارتفاع التلوث في مدينة مكتظة بالسكان سيؤدي إلى آلاف الوفيات المبكرة وعبء مالي يصل إلى مليارات الدولارات.
استهلاك الفحم في تركيا
خلال عام 2023، احتلت تركيا المرتبة الثانية بين أكبر مستهلكي الفحم لتوليد الكهرباء في أوروبا، بعد ألمانيا.
وعلى مدى العقد الماضي، ارتفع توليد الكهرباء بالفحم في تركيا من 64 تيراواط/ساعة إلى 118 تيراواط/ساعة خلال عام 2023، مع زيادة القدرة المركبة بنسبة 65%، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ومن المتوقع أن تتجاوز القدرة المركبة لمحطات الكهرباء بالفحم 24 غيغاواط بحلول 2035، ارتفاعًا من إجمالي 22 غيغاواط في الوقت الراهن.
بالإضافة إلى ذلك، نما اعتماد تركيا على الفحم المستورد لتوليد الكهرباء خلال عامي 2015 و2023.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- محطات الفحم في تركيا من مؤسسة غلوبال إنرجي مونيتور.
- استهلاك الفحم في تركيا من وحدة أبحاث الطاقة.
- خريطة مشروعات التوليد بالفحم قيد التطوير في العالم من وحدة أبحاث الطاقة.
0 تعليق