تترقّب صادرات سلطنة عمان من الغاز المسال في 2025 غزو أسواق جديدة، في خطوة من شأنها أن تدعم خطط مسقط لتنويع إمدادات الطاقة إلى الأسواق الناشئة في أوروبا وآسيا.

ومع انطلاق العام الجديد، بدأت الشركة العمانية للغاز المسال فصلًا جديدًا من خلال توسيع إمدادات الطاقة إلى أوروبا وآسيا، لتعزيز مكانة سلطنة عمان بوصفها محركًا رئيسًا في أسواق الطاقة العالمية.

وتشهد صادرات سلطنة عمان من الغاز المسال، وفق تطورات القطاع التي تتابعها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تغيير آلية عمل العقود التي كانت سائدة لمدة 25 عامًا.

وتهدف الخطط الجديدة التي تبنّتها الشركة العمانية للغاز المسال إلى دفع النمو المستدام ودعم رؤية عُمان 2040، والحفاظ على مكانتها في سوق الطاقة العالمية.

صفقات الغاز المسال العُمانية في 2025

من المقرر بدء تفعيل عدد من صفقات الغاز المسال العمانية في 2025، بموجب الآليات الجديدة التي قصّرت عدد السنوات إلى 10 سنوات فقط.

وتتضمّن صفقات سلطنة عمان لتصدير الغاز المسال التي ستنطلق خلال العام الجاري، اتفاقية مع شركة جيرا اليابانية، لتصدير نحو 0.8 مليون طن سنويًا، لمدة 10 سنوات.

وشهدت السلطنة، خلال عام 2024، توقيع اتفاقية بيع وشراء مكملة لاتفاقيتين وُقِّعَتا في العام السابق له مع شركة شل للتجارة (الشرق الأوسط)، وتتضمّن حصولها على 1.6 مليون طن سنويًا من الغاز المسال العماني، وتمتد لـ10 سنوات بدءًا من عام 2025.

ومن المقرر أن تبدأ الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال تصدير الغاز المسال إلى شركة بوتاش التركية، بعد توقيعها في أبريل/نيسان اتفاقًا يتضمّن توريد نحو مليون طن سنويًا إلى تركيا لمدة 10 سنوات، بدءًا من عام 2025.

وكان قطاع الطاقة في سلطنة عمان قد نجح خلال 2023 في توقيع العديد من صفقات الغاز المسال غلبت عليها العقود طويلة متوسطة الأجل، لتنجح البلاد في تأمين بيع ذلك الوقود على مدة زمنية تتراوح ما بين 4 و10 سنوات.

ووقّعت عُمان في 2023 صفقة مدتها 10 سنوات مع شركة توتال إنرجي الفرنسية، تتضمّن تصدير 800 ألف طن متري سنويًا من الغاز المسال، بداية من عام 2025.

كما وقّعت الشركة العمانية اتفاقية خلال عام 2023، وتضمّنت تصدير مليون طن متري سنويًا إلى شركة "يونيبك" الصينية لمدة 4 سنوات تبدأ من عام 2025.

يستعرض الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة، صفقات تصدير الغاز المسال العماني التي من المقرر دخولها حيز التنفيذ خلال 2025:

وكانت الشركة العمانية للغاز المسال قد أعلنت يوم الثلاثاء 31 ديسمبر/كانون الأول (2024) اختتام فصل مهم في الشراكة التاريخية بين سلطنة عمان وكوريا الجنوبية في مجال الغاز المسال، بعد عقود من التعاون طويل الأجل تم خلالها تنفيذ عقود تسعير مرنة ترتبط بمؤشرات الأسعار العالمية بدلًا من الأسعار الثابتة.

وكان عقد تصدير الغاز المسال العماني إلى كوريا الجنوبية مثار جدل خلال السنوات الأخيرة، إذ بدأ في أبريل/نيسان 2000 لمدة 25 عامًا، ويختص بتصدير كميات تصل إلى 4.1 مليون طن سنويًا بنسبة استحواذ تصل إلى 40% من إجمالي إنتاج سلطنة عمان من الغاز المسال.

عقود الغاز المسال العمانية

يجسّد التحول الجديد في عقود الغاز المسال العمانية القوة التنافسية الكبيرة التي تتمتع بها السلطنة ومكانتها الراسخة في سوق الغاز العالمية.

ترتبط صفقات الغاز المسال العمانية في 2025 بأسعار النفط العالمية، وستكون كالآتي:

• شركة قلهات للغاز المسال: ما بين 4 و5 سنوات، وبكمية غاز تبلغ نحو 3.8 مليون طن متري سنويًا.
• الشركة العُمانية للغاز المسال: عقود لمدة 10 سنوات بكمية تبلغ 7 ملايين طن متري سنويًا.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2024، وقّعت الشركة العُمانية للغاز المسال اتفاقيات المساهمين واتفاقيات توريد الغاز، في خطوة من شأنها تعزيز إيرادات سلطنة عمان من الغاز المسال.

بموجب الاتفاقيات، تتضمّن قائمة مساهمي الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال كلًا من جهاز الاستثمار العماني، وشركة شل، وشركة توتال إنرجي، بالإضافة إلى شركة كوريا للغاز المسال، وشركة ميتسوي وشركاه، وميتسوبيشي كوربوريشن، وشركة بي تي تي العامة المحدودة، وشركة إيتوشو.

كما تتضمّن قائمة مساهمي شركة قلهات للغاز الطبيعي المسال كلًا من جهاز الاستثمار العماني، والشركة العمانية للغاز المسال، وشركتي إيتوشو كوربوريشن، وميتسوبيشي كوربوريشن اليابانيتين.

وتعزّز الاتفاقيات الشراكات الإستراتيجية، وإيجاد فرص جديدة والاستثمار في أسواق عالمية مختلفة، واستعداد الشركة العمانية للغاز المسال لمرحلة ما بعد عام 2024.

وتمكّنت الشركة خلال المدة الأخيرة من تسوق الغاز العماني، ووقّعت على عدد من الاتفاقيات الملزمة لتصدير ما يصل إلى 10.4 مليون طن متري سنويًا من الغاز الطبيعي المسال بدءًا من عام 2025.

وتُعدّ الاتفاقيات جزءًا من الجهود المبذولة لمرحلة ما بعد عام 2024، عبر خطة شاملة تضمن استمرارية عمليات الشركة العُمانية للغاز المسال، ووجودها من خلال تعزيز عملياتها وأنشطتها التجارية وتنمية الشراكات الإستراتيجية، وإعادة تشكيل هيكلها لمواكبة التطورات العالمية في مجالات الطاقة الدولية والإقليمية.

وقال خبير صناعة الغاز وائل حامد عبدالمعطي، في تغريدة عبر حسابه على منصة "إكس": "عمان تدخل عام 2025 مع حزمة عقود جديدة ستمكّن الغاز العماني من الوصول إلى العديد من الأسواق في أوروبا وآسيا، ومن أبرزها تركيا".

وأضاف: "الحقبة الجديدة تمثّل انتهاء عقدين ونصف العقد من عقود تاريخية لجأت إليها السلطنة في المرحلة التأسيسية، لتنفيذ أول مشروع لإسالة الغاز بالبلاد، التي كانت مطلوبة لاسترداد التكاليف الرأسمالية الضخمة في هذا النوع من المشروعات".

صادرات الغاز المسال العماني

ارتفعت صادرات الغاز المسال العماني بنسبة 4.2% إلى 8.94 مليون طن خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الماضي (2024)، مقارنة بنحو 8.58 مليون طن خلال المدة نفسها من العام الماضي.

وشهدت صادرات سلطنة عمان من الغاز المسال في الربع الثالث من عام 2024 تراجعًا بنسبة 7.2% إلى 2.85 مليون طن، مقارنة بنحو 3.07 مليون طن خلال المدة نفسها من عام 2023.

يوضح الرسم التالي -أعدّته منصة الطاقة- صادرات سلطنة عمان من الغاز المسال على مستوى ربع سنوي منذ عام 2023 وحتى الربع الثالث من عام 2024:

وجاءت كوريا الجنوبية في مقدمة المستوردين خلال الربع الثالث، إذ استحوذت على نحو مليون طن يمثّل 35%، في حين بلغ إجمالي وارداتها خلال الأشهر الـ9 قرابة 3.42 مليون طن.

وحلّت اليابان في المركز الثاني بحجم واردات بلغ 0.99 مليون طن، أو ما يمثّل 34% من إجمالي الصادرات العمانية خلال الربع الثالث من 2024، في حين بلغت وارداتها خلال الأشهر الـ9 نحو 2.68 مليون طن.

واحتلت الهند المركز الثالث ضمن قائمة المستوردين، بحجم واردات بلغ 0.29 مليون طن، تليها الصين في المرتبة الرابعة، بنحو 0.28 مليون طن، خلال الربع الثالث من 2024.

وبلغت واردات الهند والصين من الغاز المسال العماني خلال الأشهر الـ9 المنتهية في سبتمبر/أيلول الماضي، قرابة 1.01 مليون طن، و1.03 مليون طن على التوالي.

في المرتبة الخامسة جاءت الكويت، إذ ظهرت ضمن قائمة مستوردي الغاز المسال العماني خلال الربع الثالث من عام 2024، لأول مرة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، من خلال استيراد شحنتين بلغ حجمهما الإجمالي قرابة 0.15 مليون طن؛ إذ عزّزت البلاد وارداتها لتلبية الطلب على الغاز من قطاع الكهرباء خلال الصيف.

وجاءت تايلاند في المرتبة السادسة والأخيرة بحجم واردات بلغ 0.14 مليون طن خلال الربع الثالث من 2024، في حين اختفت تايوان من قائمة المستوردين مع عدم استيرادها أي كميات خلال الأشهر الـ3 الممتدة من يوليو/تموز وحتى سبتمبر/أيلول الماضي، على عكس النصف الأول من العام.

يوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أكبر الدول المستوردة للغاز المسال العماني خلال الربع الثالث من عام 2024:

وكانت سلطنة عمان وقّعت ما يزيد على 15 اتفاقية لتصدير الغاز المسال خلال العامين الماضين؛ ما رفع عدد الدول المستوردة إلى 16 دولة، أبرزها كوريا الجنوبية واليابان والصين والهند وكرواتيا وإسبانيا والكويت وتركيا وألمانيا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..