سياحة الرمال تنتظر الرخص بمرزوكة

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في ظل التحضيرات لكأس العالم 2030 يطالب مهنيو المخيمات السياحة في مرزوكة، المنتمية إلى إقليم الرشيدية، الوالي الجديد لجهة درعة تافيلالت، الذي عينه الملك محمد السادس الأسبوع الماضي، بعقد لقاءات واجتماعات لتطوير القطاع السياحي، وبالأخص قطاع الخيام السياحية.

وأورد عدد من مهنيي المخيمات السياحية بمنطقة مرزوكة، في تصريحات متطابقة لهسبريس، أن هذا القطاع ليس فقط مصدر رزق للمحليين، بل هو أيضا نافذة لعرض الثقافة والتراث المغربيين، وأداة للترويج للقضية الوطنية الأولى لجميع المغاربة، وهي قضية الصحراء المغربية.

مبارك أوسيدي، أحد مهنيي القطاع، شدد على أهمية دعم الخيام السياحية لتعزيز السياحة الإيكولوجية والمستدامة، رافضا فكرة إقامة مؤسسات سياحية من الإسمنت والحديد وسط الرمال، ومؤكدا أن هذا النهج يتعارض مع السياحة البيئية التي يسعى إليها المغرب، وزاد: “نحن نطالب بتوفير الرخص القانونية التي تمكننا من تطوير خيامنا بشكل يحافظ على البيئة ويعزز من تجربة السياح”.

وفي سياق متصل يعمل أوسيدي على استقطاب السياح من خلال تنظيم جلسات يوغا وسط رمال مرزوكة الذهبية، حيث يجلب عشاق هذه الرياضة بالأخص من ألمانيا، ويرى أن هذه النشاطات ليست فقط للترفيه، بل هي فرصة للتعريف بالمؤهلات الطبيعية والثقافية للمغرب.

وأكد المهني ذاته، في تصريح لهسبريس، أن السياح الذين يستقبلهم، وهم من عشاق رياضة اليوغا، يقضون معه أسابيع، ويستفيدون من أنشطة اليوغا ورياضة الاسترخاء، مضيفا أن “قضاء السياح فترة طويلة في المخيم يقربهم من الأصالة المغربية والثقافة العريقة التي يتميز بها المغرب، إذ يتم استقبالهم وكأنهم وسط أسرهم وفي جور عائلي”، وتابع: “نستغل الفرصة دائما للترويج للقضية الوطنية، وهي الصحراء المغربية. نحن نحاول من خلال هذه التجربة أن نقرب السياح من ثقافتنا، ونشرح لهم الحقائق حول القضية الصحراوية المغربية، ما يساهم في تعزيز الوعي الدولي بموقفنا”.

تطوير السياحة المستدامة والإيكولوجية، خاصة بالمخيمات الرملية، يتطلب ليس فقط دعما قانونيا ولوجستيا، بل أيضا إستراتيجية تسويقية تستغل الجوانب الثقافية والبيئية للمنطقة. وفي هذا الإطار يقترح محمد بن داود، أحد مهنيي القطاع، تحسين البنية التحتية للخيام، وتطوير برامج سياحية تتضمن تجارب ثقافية وبيئية متنوعة، بالإضافة إلى ضرورة حل إشكالية الرخص التي يطالب بها المهنيون منذ أكثر من 20 سنة، بحسبه.

وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “هذا النمط السياحي يحتاج إلى توجه إستراتيجي يركز على الاستدامة والتنمية المستدامة”، مردفا: “نحن نطالب بتعاون مع السلطات المحلية لضمان أن تطوير هذا القطاع يكون بشكل يحافظ على البيئة ويعزز من الاقتصاد المحلي”.

وفي ظل هذه المطالب تبدو المخيمات السياحية في مرزوكة على عتبة فرصة تاريخية لتطوير نفسها وتقديم نموذج للسياحة المستدامة؛ “فإذا ما تم دعم هذا القطاع بشكل صحيح فإنه يمكن أن يساهم بشكل كبير في تعزيز الهوية الوطنية وتقديم صورة مشرقة عن المغرب كوجهة سياحية عالمية تحترم البيئة وتحافظ على تراثها الثقافي”، وفق إفادة الحسين أيت صالح، من ساكنة مرزوكة.

كريستين، سائحة من ألمانيا قضت فترة طويلة في مخيم سياحي وسط رمال مرزوكة، قالت في تصريح لهسبريس: “أود أن أشارك تجربتي الرائعة هنا في المغرب، خاصة في المخيم السياحي ‘صحراء يوغا’ الساحر”، مضيفة: “هذه ليست زيارتي الأولى إلى هذه المنطقة الساحرة، فهذا المكان يمنحني وزملائي المشاركين فرصة لقضاء أوقات لا تنسى في إطار جماعي”.

المكان الساحر الذي يتواجد وسط الكثبان الرملية، تقول السائحة الألمانية، “يمكننا من الراحة النفسية وأيضا من الاتصال بالأصالة الداخلية للمنطقة بصفة خاصة والمغرب شكل عام، وبالطبيعة الخلابة للصحراء، وزادت: “هنا تعتني بنا عائلة المخيم السياحي بحنان من خلال تقديم الطعام الشهي والموسيقى الحية حول النار”.

وواصلت السائحة ذاتها: “هذه التجربة تزخر بالانطباعات التي سيحملها كل منا في نهاية هذه الرحلة إلى بيته، لتبقى محفورة في قلوبنا إلى الأبد، وننصح أصدقاءنا في ألمانيا بزيارة المغرب ومرزوكة على وجه الخصوص لاكتشاف ما تزخر به المنطقة من مؤهلات طبيعية وسياحية وتاريخية وطيبوبة أهلها، وممارسة عدد من الأنشطة، من ركوب الخيل وممارسة رياضة ‘اليوغا’ وركوب الجمال؛ إذ تعود بك التقاليد المحلية إلى قرون من الزمن”.

وتابعت كيرستين في تصريحها لهسبريس: “أنا ممتنة للغاية لهذه الفرصة التي تمنحني إياها ‘صحراء اليوغا’ للتجديد والتعلم من ثقافة جديدة، وأشجع الجميع على تجربة هذا السحر الذي يخفيه المغرب”.

يذكر أن السلطات المحلية قامت عام 2019 بإزالة المخيمات السياحية بجماعة الطاوس، وهو ما أثار رفضا قويا من قبل المهنيين، الذين لم يكونوا فقط ضد هذا القرار، بل طالبوا بشكل متكرر بمنحهم التراخيص الضرورية لممارسة نشاطهم بشكل قانوني ومستدام. ويذكر أيضا أن هذه المطالب بدأت منذ أكثر من عشرين عاما، ما يشير إلى طول فترة الانتظار والتحديات التي يواجهها المعنيون.

ويأمل المهنيون تدخل الوالي الجديد السعيد الزنيبر لحل هذه المشكلة، خاصة أن المخيمات السياحية التقليدية تعتبر من الوجهات التي يقصدها السياح من مختلف دول العالم، حسب تصريح مهني في القطاع يدعى محمد، مشيرا إلى أن “هذه المخيمات لا تقدم فقط تجربة سياحية فريدة، بل تعتبر أيضا سفيرة للأصالة والتراث الثقافي المغربي، وتمثل نقطة جذب تبرز الهوية الثقافية والتاريخية للمغرب، وتلعب دورا كبيرا في تعزيز الوعي الدولي بقضية الصحراء المغربية”.

بالتالي، يضيف المتحدث ذاته، “يتعين على السلطات المحلية والمركزية التفكير بعمق في الآثار المترتبة على هذه القرارات، وضرورة العمل على إيجاد حلول تتوفر على توازن بين الحفاظ على البيئة والتنمية الاقتصادية المستدامة، مع تمكين المهنيين من الحصول على التراخيص اللازمة لضمان استمرارية نشاطهم وتعزيز السياحة بالمنطقة”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق