تواصل صناعة الطاقة الشمسية في أميركا إثبات دورها المهم في تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء وتوفير فرص عمل ومكافحة ظاهرة تغير المناخ مع تحقيق هيمنة الطاقة.
ونالت الطاقة الشمسية نصيبًا وافرًا من إعانات قدّمها قانون خفض التضخم الذي أقرّه الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن في عام 2022 بهدف تسريع تحقيق التحول الأخضر، وصولًا إلى بلوغ هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050، بحسب تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المخصصة (مقرّها واشنطن).
لكن عودة الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض لمدة ولاية جديدة تثير مخاوف الصناعة بعدما تعهَّد بإلغاء القانون الذي تجاوز الميزانية المقررة إلى 800 مليار دولار بنهاية 2024 المنقضي.
يأتي ذلك وسط توقعات بأن يتراجع معدل نمو التركيبات الجديدة عند متوسط 2% سنويًا خلال الأعوام الـ5 المقبلة، وسط منافسة شرسة مع الصين وتحديات محلية، أبرزها الربط بالشبكة.
صناعة الطاقة الشمسية في أميركا
تقول رابطة صناعات الطاقة الشمسية (SEIA) الأميركية، إن نجاح القطاع المحلّي مذهل وفريد من نوعه؛ إذا لا تنافسها دولة أخرى -باستثناء الصين- من حيث بناء سلسلة التوريد متكاملة وضخمة وموحّدة.
يُقارَن ذلك بدول مثل جنوب شرق آسيا التي أنتجت رقائق وخلايا ووحدات فقط، وكوريا الجنوبية التي أنتجت خلايا ووحدات فقط.
وشددت الرابطة على أن استمرار السياسات التحفيزية سيدفع باتجاه نمو أكبر لعدد القوى العاملة بالقطاع، لكن شريطة عدم التراجع عن سياسات الدعم، مع التحلّي بالصبر لحين بناء المصانع المرتقبة في المستقبل.
وإذا تحقق ذلك، ستمتلك أميركا القدرة على إنتاج المكونات الرئيسة من البولي سيليكون إلى الوحدات الكاملة بالإضافة إلى المحولات وأجهزة التعقب الشمسية والأرفف الشمسية.
وجاء في تقرير الرابطة الذي اطلعت على تفاصيله منصة الطاقة المتخصصة: "يمكن القول بثقة، إن هذه مجرد بداية؛ لأننا نتحدث عن عشرات الشركات التي تستعد لإطلاق الموجة الجديدة من التصنيع الشمسي".
وبدعم من السياسات الحكومية، شهد العامان الماضيان استثمار 36 مليار دولار بقطاع الطاقة الشمسية في أميركا، بما سيوفر أكثر من 44 ألف فرصة عمل بقطاع التصنيع.
كما دخل 67 مصنعًا للطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء حيز الإنتاج، وما زال 48 قيد البناء.
ومن شأن تلك الاستثمارات أن تعود بالنفع المباشر على الأميركيين في صورة وظائف عالية الجودة، كما أنها فرصة جديدة لقيادة اقتصاد الطاقة، بحسب الرابطة.
وبناءً على ذلك، فإن استمرار السياسات الفيدرالية الداعمة لمشروعات القطاع حاسم لاستعادة لجام السيطرة على سلسلة توريد الطاقة النظيفة، وتزويد المواطنين بالكهرباء منخفضة التكلفة التي يحتاجون إليها.
نمو الطاقة الشمسية في أميركا
حققت صناعة الطاقة الشمسية في أميركا الريادة سابقًا، حين شهدت نيويورك اختراع تقنيات الطاقة الشمسية لأول مرة في العالم في عام 1883، حيث نجح المخترع شارليز فريتس في تصنيع أول خلية طاقة شمسية عبر تغليف السيلينيوم بطبقة رفيعة من الذهب.
لكن على مدار الأعوام العشرين الماضية، كافح القطاع للتنافس مع بلدان أخرى استثمرت في بناء صناعة محلية، ورغم احتفاظ أميركا بدور مهم في بعض قطاعات تصنيع مكونات الوحدات الشمسية، كان تصنيع بعض المنتجات -مثل الألواح- أقل.
وفي عام 2017، حلّت أميركا في المركز الـ14 بين دول العالم من حيث قدرات تصنيع الألواح الشمسية.
ومع التوسع في بناء المصانع، تقدمت الولايات المتحدة إلى المركز الثالث على القائمة في 2024، لتتجاوز ماليزيا وتايلاند وفيتنام وتركيا.
وخلال الربع الثالث من العام الماضي 2024، تضاعفت قدرات التصنيع بحيث أصبح بإمكان المصانع الأميركية (عند العمل بكامل طاقتها) إنتاج وحدات شمسية تكفي كل الطلب الأميركي تقريبًا.
دونالد ترمب
لدعم صناعة الطاقة الشمسية في أميركا، قدّمت رابطة صناعات الطاقة الشمسية خريطة طريق للرئيس دونالد ترمب، ودَعته إلى العمل بها خلال أول 100 يوم في مدّته الثانية.
ووصفت الإدارة الجديدة القطاع بـ"المكون الرئيس للأمن القومي"، ودعت إلى دعم سياسات التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على الصين، كما طالبت بتخفيف القيود على استثمارات البنية الأساسية وربط المشروعات بشبكة الكهرباء.
وشملت المقترحات -أيضًا- زيادة تطوير المشروعات على الأراضي العامة، وتقديم مزيد من الدعم إلى قطاع التصنيع المحلي وإبقاء الضرائب منخفضة.
ودون أخذ تأثير ترمب بالحسبان، أطلقت الرابطة تحذيرًا بالتعاون مع شركة الأبحاث وودماكنزي (Wood Mackenzie) في ديسمبر/كانون الأول (2024) من هبوط التركيبات الجديدة حتى نهاية العقد الجاري (2030).
يُقارن ذلك بـ" مدة نمو جامح" شهدتها البلاد بمعدل تركيبات أعلى من 9% على مدار السنوات الـ4 أو الـ5 الماضية.
وهنا، تشير التقديرات إلى أن تركيبات 2024 ستهبط بنسبة 1.4%، لتصل إلى 40.5 غيغاواط، وخلال السنوات الـ5 المقبلة، سيستقر النمو إلى معدل نمو سنوي يقترب من 2%.
وأشارت المؤلفة الرئيسة للتحليل وكبيرة باحثي الطاقة الشمسية في شركة وود ماكنزي إلى أن التوقعات كانت ستكون أكثر تفاؤلًا لولا القيود التي تواجهها الصناعة، وعلى رأسها التحديات القائمة والمشكلات الخاصة بالعمالة والانتظار الطويل للربط بالشبكة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- تقرير رابطة صناعات الطاقة الشمسية عن أهمية الدعم السياسي
- خريطة طريق لترمب لدعم الطاقة الشمسية من وكالة رويترز
- توقعات تركيبات الطاقة الشمسية حتى 2030 من وكالة بلومبرغ
0 تعليق