تخطط شركة سوكار الأذربيجانية لاستثمار 7 مليارات دولار إضافية في قطاع الطاقة التركي خلال السنوات المقبلة، وذلك ضمن مساعيها لتصبح أكبر المستثمرين الأجانب لدى أنقرة بحلول منتصف العقد الجاري.
وقال رئيس وحدة أعمال التكرير والبتروكيماويات في الشركة كانان ميرزاييف، في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، اليوم الإثنين 6 يناير/كانون الثاني (2025)، إن الشركة تخطط لضخّ هذه الاستثمارات في إنشاء محطة بتروكيماويات جديدة.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة سوكار الأذربيجانية في تركيا، إلتشين إيبادوف، إن الشركة أصبحت أكبر مستثمر أجنبي في تركيا، وذلك بإجمالي استثمارات يبلغ نحو 18.5 مليار دولار على مدى السنوات الـ17 الماضية.
ولفت إلى أن فرع الشركة في تركيا يعمل بها في الوقت الحالي ما يزيد على 10 آلاف شخص، بينما من المتوقع أن يسهم الاستثمار الجديد في زيادة التوظيف بشكل كبير داخل فرع الشركة الأذربيجانية في أنقرة.
استثمارات أذربيجان في تركيا
شهد عام 2018 النصيب الأكبر من استثمارات أذربيجان في تركيا، إذ كان هذا الاستثمار الأكبر بالنسبة للشركات الأجنبية في أنقرة، من خلال إنشاء مصفاة "سوكار ستار أويل"، التي تبلغ قدرتها على معالجة النفط نحو 214 ألف برميل يوميًا.
وبلغت تكلفة إنشاء هذه المصفاة العملاقة نحو 7 مليارات دولار، وهي صاحبة النصيب الأكبر في استثمارات الشركة الأذربيجانية داخل تركيا، وضمنت تربُّعها على عرش الشركات الأجنبية المستثمرة هناك، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ولفت الرئيس التنفيذي لشركة سوكار الأذربيجانية، إلتشين إيبادوف، إلى أن فرع الشركة في تركيا سيبدأ قريبًا إنتاج وقود الطائرات صديق للبيئة، وذلك بعد موافقة الشركة الأم على خريطة طريق للتنمية المستدامة، بجزء من رؤيتها طويلة الأجل.
يشار إلى أن الوقود الأحفوري -الفحم والنفط والغاز- يعدّ المسهِم الأكبر على الإطلاق في تغير المناخ العالمي، إذ يمثّل أكثر من 75% من انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي ونحو 90% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وفي هذا السياق، تواجه شركة سوكار الأذربيجانية انتقادات حادة في الآونة الأخيرة، وذلك بعدما كشفت مجموعات عاملة في مجال حقوق الإنسان والشفافية استمرار الشركة في بيع النفط الأذربيجاني إلى مشترين إسرائيليين، رغم استمرار الحرب في غزة.
وكانت الحرب قد أثارت العديد من منظمات حقوق الإنسان الدولية التي رفضت تصرفات إسرائيل خلال الصراع، ووصفتها بأنها "إبادة جماعية"، إذ شهد العام الماضي 2024 مظاهرات تمّ خلالها طلاء مقرّ شركة سوكار في إسطنبول باللون الأحمر، بينما احتجّ آخرون ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
النفط الأذربيجاني إلى إسرائيل
على الرغم من فرض تركيا حظرًا تجاريًا كاملًا على إسرائيل منذ مايو/أيار 2024، استمر تدفُّق النفط الأذربيجاني إلى إسرائيل من خلال ميناء جيهان التركي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويدافع المسؤولون الأتراك عن موقفهم، من خلال الزعم بأن بلادهم تستضيف خط الأنابيب فحسب، وليس لديها سيطرة على المشترين النهائيين للنفط، كما قالوا، إنه -منذ مايو/أيار 2024- لم تعلن أيّ ناقلة نفط رسميًا أنها متجهة إلى إسرائيل.
وعلى الرغم من ذلك، تُظهر بيانات الملاحة المفتوحة أن الوسطاء يشترون النفط، وتصل الشحنات في النهاية إلى المواني الإسرائيلية، لا سيما أن شركة سوكار الأذربيجانية ترسل إنتاج بلادها من النفط الخام إلى الأسواق العالمية عبر خط أنابيب "باكو-تبليسي-جيهان"، الذي تديره شركة النفط البريطانية "بي بي".
يشار إلى أن استثمارات شركة سوكار الأذربيجانية في تركيا تمتد إلى ما هو أبعد من المصفاة، إذ شهد شهر أغسطس/آب 2023 إعلان الشركة إسهامها بجهود التنقيب عن النفط والغاز في تركيا، من خلال أعمال حفر آبار جديدة.
ووقّعت شركة لإدارة خدمات الحفر والآبار، تابعة للشركة الأذربيجانية العملاقة، عقدًا مع شركة النفط التركية "تباو" لبدء عمليات التنقيب عن النفط، بما يعزز استثماراتها لدى أنقرة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
0 تعليق