ولادة في قارب بين المغرب والكناري تعيد "مآسي الهجرة" إلى الواجهة

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عاشت السواحل الفاصلة بين المغرب وجزر الكناري على وقع قصة إنسانية بطلها قارب مهاجرين منحدرين من جنوب الصحراء، حيث شهد ازدياد مولود أثناء محاولة القارب العبور انطلاقا من مدينة طانطان المغربية نحو جزيرة لانزاروت الإسبانية.

وألقى هذا الحادث من جديد الضوء على المآسي الإنسانية للمهاجرين بين المغرب وجزر الكناري. وقالت السلطات الإسبانية، في بلاغ لها نقلته وكالة “رويترز”، إن “هذا الأسبوع شهد ازدياد مولود في قارب مكتظ بالمهاجرين حاول العبور نحو الكناري، وهو بحالة صحية جيدة”.

وحسب المصدر ذاته، فإن قوات خفر السواحل الإسبانية وصلت إلى قارب المهاجرين قبل وقت قصير من ازدياد المولود، حيث نقلته مع والديْه لتلقي العلاج والفحوصات الطبية اللازمة.

وتأتي هذه الواقعة في ظل استمرار تدفق المهاجرين القادمين من غرب إفريقيا وجنوب الصحراء نحو جزر الكناري.

مآسي الهجرة

عبد الحميد جمور، باحث في الهجرة والتنمية جنوب-جنوب، قال إن “الحادث يسلط الضوء بشكل كبير على مآسي الهجرة بين المغرب وجزر الكناري، وخاصة التحديات والمخاطر التي يواجهها المهاجرون غير النظاميين”.

وأضاف جمور، في حديث لهسبريس، أن التغيير الذي قد يحدث بعد حادثة ازياد هذا المولود يجب أن يكون مدفوعا بتعزيز التعاون الدولي، ومراجعة السياسات الوطنية والإقليمية بما يتوافق مع المبادئ الإنسانية وحقوق الإنسان، والعمل على استدامة الحلول التي تحترم كرامة المهاجرين وتضمن لهم حياة آمنة وكريمة.

واعتبر الباحث في الهجرة والتنمية جنوب-جنوب أن هذه الواقعة تكشف عن الظروف القاسية التي يعيشها هؤلاء الأشخاص أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا عبر البحر؛ وهو ما يعكس جزءا من معاناة المهاجرين في هذه المنطقة.

وأشار جمور إلى أنه “إلى جانب تعدد النقاط التي ينطلق منها المهاجرون، هناك شبكات تهريب تعمل بشكل مكثف في الجنوب المغربي؛ مما يسهم في تزايد أعداد المهاجرين غير النظاميين”، مبرزا أن “هذا يجعل المهاجرين يظنون أن هذه الرحلات هي فرصتهم الوحيدة للوصول إلى أوروبا؛ مما يدفعهم إلى المخاطرة بأرواحهم”.

وختم المتحدث نفسه قائلا: “الجنوب المغربي يعد نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين غير النظاميين الذين يسعون إلى الوصول إلى جزر الكناري أو أوروبا، بسبب قربه الجغرافي من السواحل الأوروبية؛ وهو ما يزيد من تعقيد الوضع ويضاعف من مآسيهم”، مؤكدا أنه في هذا السياق “لا بد من مراعاة الجانب الإنساني في معالجة قضايا الهجرة؛ فالمهاجرون غير النظاميين يفرون غالبا من الحروب والفقر المدقع أو انتهاكات حقوق الإنسان في بلدانهم الأصلية، ويبحثون عن حياة أفضل”.

من جهته، سجل حسن بنطالب، باحث مختص في مجال الهجرة واللجوء، أن مثل هذه الحوادث “تشكل مسؤولية على عاتق كل من يريد نقل معاناة المهاجرين إلى الرأي العام”.

وأضاف بنطالب، في حديثه لهسبريس، أن معالجة قضايا الهجرة “تنحصر فقط في الزاوية الأمنية، والأمر ذاته حاصل في الإعلام الدولي الذي ينغمس فقط فيما هو قانوني وأمني”.

وأورد المتحدث نفسه أن المقاربة الأمنية “أبانت عن فشلها في معالجة الهجرة السرية”، مستدركا أن “الأمر يجب ألا يقتصر على هذا المنظور، فبعض المهاجرات يتعمدن الولادة في قوارب الموت من أجل العبور”.

وأشار باحث مختص في مجال الهجرة واللجوء إلى أن “قوارب الموت تحمل دائما العديد من الفرضيات والتكهنات؛ ما يستدعي معالجة الهجرة من جميع الأبعاد، وعدم رؤية المهاجرين ككتلة واحدة”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق