أطلقت الإمارات أول مشروع لتوليد الكهرباء من الطاقة المتجددة دون انقطاع في العالم، في خطوة من شأنها أن تدعم طموح أبوظبي بتحقيق الحياد الكربوني.
وأعلن وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي سلطان الجابر، خلال افتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة، إطلاق أول منشأة للطاقة المتجددة في العالم قادرة على توفير الطاقة النظيفة على نطاق واسع بشكل مستقر ومستمر في كافة الأوقات.
وأوضح الجابر، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أن شركة مصدر الإماراتية دشّنت منشأة قادرة على إنتاج 1 غيغاواط من الطاقة النظيفة دون انقطاع.
وأضاف الجابر أن المنشأة أُطلِقَت بالشراكة مع شركة مياه وكهرباء الإمارات، وتمكنت شركة مصدر من جمع 5 غيغاواط من الطاقة الشمسية مع سعة تخزين تبلغ 19 غيغاواط/ساعة لإنتاج 1 غيغاواط من الطاقة النظيفة المستمرة دون انقطاع.
وتواجه شبكات الكهرباء حول العالم تحديًا كبيرًا في توفير كميات هائلة من البطاريات لتخزين الفائض من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ليُتاح استعمالها على مدار الساعة.
توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة
شدد سلطان الجابر على أن أول مشروع لتوليد الكهرباء من الطاقة المتجددة دون انقطاع في العالم يعدّ خطوة مهمة في تحويل الطاقة النظيفة إلى طاقة الحمل الأساسي.
وقال الجابر: "سيؤدي هذا، ولأول مرة على الإطلاق، إلى تحويل الطاقة المتجددة لطاقة تحميل أساسية، إنها خطوة أولى يمكن أن تصبح قفزة عملاقة".
وأشار وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي إلى أنه على مدار عقود، كان أكبر عائق أمام تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الطاقة المتجددة هو عدم استقرار إمداداتها.
وقال، إن من أهم التحديات التي يواجهها القطاع كيفية توفير الطاقة لعالم يشهد حركةً مستمرة من خلال مصادر غير مستقرة، وكيفية تحويل المصادر المتجددة إلى طاقة موثوقة يمكن الاعتماد عليها، واليوم... أصبحت لدينا إجابة".
وأضاف أن تخزين الكهرباء باستعمال البطاريات هو أسرع تقنيات الطاقة نموًا في العالم حاليًا، إذ ستُضاف سعة تخزين قياسية تبلغ 100 غيغاواط إلى الشبكة الكهربائية هذا العام.
وأشار إلى أن هذه الإضافات تمثّل جزءًا يسيرًا من الطلب الإجمالي على الكهرباء الذي تحرّكه التوجهات الثلاثة الشاملة، خاصةً النمو الكبير في الذكاء الاصطناعي.
وأوضح أنه قبل بدء استعمال أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي، كان الطلب على الطاقة في طريقه إلى الارتفاع من 9 آلاف غيغاواط إلى أكثر من 15 آلاف غيغاواط بحلول عام 2035، ولكن مع نمو تطبيقات مثل ChatGPT بمقدار نصف مليار زيارة كل شهر، واستعمالها طاقةً تعادل 10 أضعاف ما يستعمله البحث لمرة واحدة في غوغل، فقد يصل الطلب بحلول 2050 إلى 35 ألف غيغاواط، وهو ما يمثّل زيادة تُقدَّر بأكثر من 250%.
3 عوامل لصياغة المستقبل
ذكر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي أنه مع بداية الربع الثاني من القرن الـ21، "نشهد مرحلة مِفصلية نقف فيها بين عالَمين، أحدهما نعرفه، وآخر نستكشف ملامحه واحتمالاته، هذه المرحلة التي أسميها: نقلة نوعية من الحاضر إلى المستقبل".
وأضاف الجابر أن هناك 3 عوامل قوية ومؤثرة تتضافر معًا لإعادة صياغة وتشكيل مستقبلنا بطرق لم نكن لنتخيّلها، وهي:
" title="YouTube video player" frameborder="0">
- نهوض الأسواق الناشئة المسؤولة حاليًا عن أكثر من نصف معدلات النمو والازدهار في العالم.
- النقلة النوعية في منظومة الطاقة، التي تسهم في توسيع مزيج الطاقة وخلق قطاعات جديدة بالكامل.
- التطور الكبير في الذكاء الاصطناعي ودوره في تسريع وتيرة التغيير.
وأكد أن الإمارات تقدّم العديد من النماذج العملية لمفهوم النقلة النوعية من الحاضر إلى المستقبل، إذ تتميز بنجاحها في الجمع بين الإرث والتقاليد، والريادة في تبنّي أفضل وأحدث الابتكارات النوعية".
وذكر الجابر أن بلاده حققت إنجازات غير مسبوقة في مجال الطاقة الشمسية، بدءًا من تطوير أكبر محطة شمسية في موقع واحد بالعالم، وصولًا إلى تطوير محطة رائدة عالميًا في مجال تحلية المياه.
وقال: "في طاقة الرياح.. رسّخنا ريادتنا عبر تطوير محطات قادرة على التكيف مع رياح البحار المضطربة، وكذلك مع الرياح منخفضة السرعات، كما انتقلنا إلى مرحلة جديدة في مجال الطاقة النووية، مع تشغيل 4 وحدات ضمن محطة براكة".
خيارات متنوعة للطاقة
أكد الجابر أنه لا يوجد مصدر واحد للطاقة بإمكانه تلبية هذا الطلب غير المسبوق، خاصةً أنه ما يزال هناك مليار شخص في العالم يفتقرون إلى الكهرباء، لذا، "نحتاج إلى أن يكون لدينا خيارات متنوعة في مصادرها".
وقال: "بكل وضوح، فإن السياسات واللوائح التنظيمية التي تستبعد بعض المصادر بشكل سابق للأوان لن تكون في مصلحة أحد، إننا نحتاج إلى تطبيق نهج يعتمد على مزيج متنوع من المصادر".
وأضاف: "هذه هي الذهنية التي قادتنا إلى إنجاز أحدث إضافة لمحفظة أبوظبي المتنوعة من الطاقة، "إكس إنرجي" (EXERGY) وهي شركة استثمارية دولية في مجال الطاقة، ذات هيكل تنظيمي فريد للتكيف مع احتياجات الطاقة الإضافية".
وتسعى الشركة الجديدة إلى تحقيق أقصى إمكانات عبر الاستثمار في مختلف مجالات القطاع، من الغاز إلى الكيماويات والوقود منخفض الكربون، والبنية التحتية للطاقة، لتكون شركة طاقة مصممة لمواكبة المستقبل.
القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025
انطلقت، اليوم الثلاثاء 14 يناير/كانون الثاني (2025)، فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025 التي تستضيفها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" في مركز "أدنيك" أبوظبي، ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة لرسم ملامح مستقبل أكثر استدامة.
وتبحث القمة، التي تستمر على مدار 3 أيام، سبل التعاون العالمي والابتكار والعمل، بحضور ومشاركة قادة دول ورؤساء حكومات ومجموعة من الوزراء وصنّاع السياسات في قطاع الطاقة، الذين يستعرضون خططهم نحو التحول في قطاع الطاقة والاقتصاد الدائري.
وتمثّل القمة الحدث الرئيس ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة، إذ تستقطب مشاركة 13 من قادة الدول وما يزيد عن 140 وزيرًا ومسؤولًا حكوميًا، بهدف دفع عجلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي واستكشاف الفرص المرتبطة بالتحوّل الاقتصادي، التي تُقدَّر قيمتها بأكثر من 10 تريليونات دولار.
وتقام دورة هذا العام تحت عنوان "تكامل القطاعات لمستقبل مستدام"، وتشمل برنامج فعاليات متنوعًا يتضمن إلقاء عدّة كلمات رئيسة، و34 جلسة نقاشية يشارك فيها أكثر من 70 متحدثًا، مع التركيز على تعزيز الحوار البنّاء والتعاون وإيجاد حلول مجدية وملموسة.
وتسلّط القمة الضوء على أهمية تحقيق الترابط بين التكنولوجيا المتقدمة، لا سيما الذكاء الاصطناعي، والخبرات البشرية، لدفع عجلة التنمية المستدامة وبناء مستقبل مزدهر يشمل الجميع.
وتجمع القمة أكثر من 30 ألف مشارك، من بينهم مسؤولون حكوميون وقادة القطاع ورواد الاستدامة من جميع أنحاء العالم، لتشكّل منصة دولية لعرض أحدث التطورات في مجالات الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا المناخ، ومبادئ الاقتصاد الدائري، والتمويل الأخضر، والمدن المستدامة.
وتقدّم القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025 برنامًجا حافلًا يتضمن معارض تفاعلية وفرصًا للتواصل، وذلك بمشاركة ما يزيد على 400 جهة عارضة تستعرض كلٌ منها حلولًا مبتكرة في قطاعات الطاقة والمياه وإدارة النفايات.
وتضمّ القمة 7 مسارات رئيسة تغطي جميع جوانب منظومة الطاقة، وتتيح للزوّار والوفود والجهات العارضة فرصة التعرف على رؤى معمّقة حول آخر المستجدات والتطورات التي تؤثّر في عدّة مجالات، وهي معرض ومؤتمر الطاقة الشمسية والنظيفة، ومؤتمر المياه، ومعرض إيكو ويست، ومؤتمر المدن المستدامة، ومؤتمر التمويل المستدام، ومنتدى مستقبل النقل، إضافة إلى مؤتمر الطريق إلى 1.5 درجة مئوية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق