في عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبح أمن المعلومات، وحماية البيانات في الشركات أمرًا حاسمًا. ومع زيادة استخدام الشبكات الإلكترونية وتبادل البيانات الرقمية، تزداد تحديات الأمان والحفاظ على السرية. ونظرًا لأن الشركات عرضة للتهديدات السيبرانية والاختراقات الأمنية، فإنه من الضروري اتخاذ استراتيجيات فعالة لحماية المعلومات، والبيانات من الاختراقات غير المصرح بها. لذلك فإن استخدام الوسائل المناسبة لحماية البيانات هو أمر هام وضروري، ويجب التأكد من وجوده بشكل فعال في البنية التحتية المعلوماتية لأي مكان.
لكن للأسف، تحدث اختراقات البيانات الشخصية بشكل منتظم. وفي حالة حدوث هجوم يؤدي إلى فقدان البيانات الشخصية أو تعديلها أو الكشف عنها بشكل غير مصرح به، يكون أمام الشركات ما يصل إلى تسعين يومًا لإعلامك بعد اكتشاف الهجوم. تُعرّض الهجمات الإلكترونية أموالك وبياناتك ومعدات تقنية المعلومات الخاصة بك للخطر. إذا تمكن متسلل من الوصول إلى شبكتك، فبإمكانه إحداث ضرر كبير بما يمكنه العثور عليه، مثل: الوصول إلى قوائم العملاء، معلومات بطاقات الائتمان الخاصة بالعملاء، التفاصيل المصرفية لشركتك، هيكل التسعير الخاص بك، تصميمات المنتجات، خطط نمو الشركة، عمليات التصنيع، والأنواع الأخرى من الملكية الفكرية. لا تعرّض هذه الهجمات شركتك للخطر فحسب. فقد يستخدم المتسللون اتصالهم بشبكتك كجسر للانتقال إلى شبكات شركات أخرى حيث تكون شركتك جزءًا من سلاسل التوريد الخاصة بها. لذلك تهدف استراتيجيات أمن المعلومات وحماية البيانات إلى توفير سلامة البيانات ومنع فقدانها أو استخدامها غير المصرح به.
من الاستراتيجيات فعالة لأمن المعلومات وحماية البيانات:
- تقييم المخاطر: يتطلب أمن المعلومات وحماية البيانات من الشركات تحليل وتقييم المخاطر المحتملة، ويتضمن ذلك تحديد الأصول الحساسة وتحديد التهديدات المحتملة وتقييم الثغرات الأمنية. يساعد التقييم المنتظم للمخاطر في تحديد النقاط الضعيفة واتخاذ إجراءات لتقليل الاختراقات المحتملة.
- تطبيق سياسات الأمان: يجب أن توفر الشركات سياسات وإجراءات واضحة لأمن المعلومات وحماية البيانات، ويمكن أن تشمل، هذه السياسات قواعد الوصول، والمصادقة، والتشفير، وحماية البرمجيات، والتدريب على الأمان. ويتعين على الشركات توعية الموظفين بسياسات الأمان وتشجيعهم على اتباعها.
- استخدام التشفير: يعتبر التشفير واحدًا من أدوات الأمان الرئيسية لحماية البيانات، ويتم استخدام التشفير لتحويل البيانات إلى شكل غير قابل للقراءة، مما يجعلها صعبة المعاينة، أو الاسترداد من قبل الأشخاص غير المصرح لهم، ويجب على الشركات تطبيق تقنيات التشفير القوية لحماية البيانات الحساسة أثناء النقل والتخزين.
- التدريب والتوعية: يعتبر التدريب والتوعية للموظفين أمرًا حاسمًا في جهود أمن المعلومات وحماية البيانات، ويجب توفير برامج تدريبية منتظمة للموظفين لتعليمهم مبادئ الأمان وممارساته الجيدة، مثل التعرف على هجمات الاحتيال والتصيد الاحتيالي، وكيفية إنشاء كلمات مرور قوية وتجنب فتح المرفقات الشكلية.
- النسخ الاحتياطي واستعادة البيانات: يجب أن تكون الشركات لديها استراتيجية قوية للنسخ الاحتياطي واستعادة البيانات، يجب حفظ نسخ احتياطية من البيانات الحساسة وتخزينها في مواقع آمنة.
فى حقيقة الأمر يتم اختيار طرق ووسائل الأمان والحماية المناسبة تبعًا للعديد من النقاط، أهمها كالتالي:
- نوع البيانات: حيث يؤثر نوع البيانات التي يتم العمل عليها، سواء كان ذلك في مقرات العمل أو في المنازل كذلك، حيث أن زيادة الأهمية والحساسية الخاصة بالبيانات يزيد من أهمية استخدام طرق حماية البيانات بشكل أكبر، وكذلك استخدام وسائل حماية أكثر فعالية.
- الميزانية المخصصة لشراء طرق حماية البيانات: حيث تؤثر الميزانية بشكل كبير على الأنظمة التي يتم شراؤها لحماية البيانات.
- قابلية أنظمة الأمان للتوسع: حيث ينبغي اقتناء أنظمة أمان ووسائل حماية للبيانات لديها قابلية عالية للتوسع في حال زيادة حجم البيانات التي يرغبون في حمايتها.
- التوافق مع الأنظمة القائمة: حيث ينبغي اختيار الأنظمة الأمنية التي يمكن لها أن تتوافق مع عدد من الأنظمة المختلفة، وذلك للوصول إلى توافق مع النظام القائم، وللقدرة على التوافق مع عدد أكبر من الأنظمة حال التغيير.
- سهولة الاستخدام: حيث ينبغي تنصيب أنظمة الأمان التي يسهل التعامل معها من قبل المستخدمين للأنظمة بسهولة دون الحاجة الدائمة إلى فنيين للإصلاح والتغيير.
- توافر الدعم الفني والتحديثات بشكل مستمر: حيث ينبغي توفر الدعم الفني المستمر لأنظمة الأمان والحماية، كما ينبغي توفر التحديثات اللازمة للنظام الأمني، والتي تجعل هناك مواكبة للمخاطر التي تهدد البيانات بشكل مستمر.
لذلك ينبغي معرفة النظام الأمني المناسب المتوافق مع الموارد والمتطلبات الخاصة بالبيانات لديك. واتخاذ خطوات استباقية لحماية معلوماتك الشخصية بات أمرًا ضروريًا في العصر الحديث، وهو ما يعني إعداد مجموعة من خدمات المراقبة وبرامج مكافحة الفيروسات بحيث تتمتع أجهزتك وشبكتك وحساباتك بطبقة إضافية من الأمان ضد المتسللين. وبالمثل، توجد خطوات عديدة يستطيع أي مستخدم اتخاذها لتقليل فرصة خرق البيانات الشخصية. أما عن أهم طرق حماية البيانات لمؤسستك وعملائك من الاختراق التي يمكن استخدامها، فهي كالتالي:
- تثبيت برامج مكافحة الفيروسات والبرمجيات الخبيثة المختلفة، حيث تساهم هذه البرامج في الاكتشاف المبكر لهجمات الفيروسات الضارة بالأنظمة والبيانات، ومنع حدوث الأضرار المختلفة بسببها.
- التأكد من التحديث المستمر للأجهزة، حيث يتم تحديث بروتوكولات الأمان في الأجهزة، والمخصصة لحماية البيانات خلال تحديث الأجهزة المختلفة، كما ينبغي اختيار الأجهزة التي تعمل عبر بروتوكولات أمان مشهورة لحماية البيانات والتطبيقات الخاصة بالمستخدمين.
- التأكد كذلك من تحديثات برامج الحماية من الفيروسات، وبرامج الحماية المختلفة، حيث يتم تحديث برامج الأمان والحماية بشكل مستمر تبعًا للتحديثات في تحديات الأمان، لذلك وجب الحرص على تحديث هذه البرامج باستمرار، والحرص على شراء النسخ الحديثة منها.
- إدارة كلمات المرور واستخدام كلمات مرور قوية لمنع الوصول غير المرغوب فيه للبيانات والأنظمة الخاصة بالمستخدم، يمكن استخدام البرامج والتطبيقات المختلفة، والتي تساعد على إنشاء كلمات مرور قوية.
- حماية شبكة الواي فاي الخاصة بك، يتم ذلك عبر تشفير الشبكة، وتغيير كلمة المرور الخاصة بها إلى كلمة مرور قوية، كما يجب الحرص على حماية أمان الشبكات بشكل عام وليس أمان شبكات الواي فاي وحسب، وذلك عن طريق التشفير والتحكم في الوصول، واستخدام الجدران النارية، بالإضافة إلى استخدام كلمات مرور قوية للأجهزة.
- استخدام الجدران النارية Firewall، والتي تساعد في حماية الشبكات المختلفة عبر منع الدخول الغير مرغوب فيه إلى الشبكة.
- استخدام برامج VPN، والتي تعمل على تشفير البيانات التي يتم تداولها عبر الشبكة، وتحويلها إلى شيفرات غير مفهومة مما يساعد في حماية تلك البيانات من الاختراق.
- النسخ الاحتياطي المنتظم، حيث يساعد النسخ الاحتياطي بشكل منتظم على حماية البيانات الهامة التي يخشى المستخدم فقدانها، كما ينبغي الاحتفاظ بنسخ من البيانات الهامة في أماكن مختلفة، وذلك لتجنب فقدان هذه البيانات.
- استخدام خواص التحقق ذو العوامل المتعددة، مثل استخدام خواص التحكم في الوصول بالإضافة إلى استخدام كلمات مرور معقدة، أو إرسال رسالة للتأكد من هوية المستخدم، حيث يساعد هذا الأمر في استخدام عدد من الطرق مجتمعة في التحقق من هوية المستخدم.
- تطبيق سياسات التحكم في الوصول، حيث تساعد هذه السياسات في منع الوصول غير المرغوب فيه إلى البيانات على الشبكة، والتأكد فقط من وصول الأفراد المسموح لهم بالدخول إلى النظام.
- التأكد من أذونات التطبيقات، حيث تطلب بعض التطبيقات الإذن للوصول إلى عدد من الموارد والبيانات داخل الأجهزة الخاصة بك، والتي ينبغي الانتباه لها لمنع الوصول غير المرغوب فيه.
أخيرا، تساعد حلول حماية البيانات على الحماية من فقدان البيانات وتشمل الأمان والنسخ الاحتياطي للبيانات والاسترداد، والتي تدعم خطة الإصلاح بعد كارثة لمؤسستك مباشرة. ربما أهم أمر يجب الانتباه له في العصر الحالي هو الاهتمام بسرية البيانات الخاصة بك، أو بمؤسستك، ويجب ملاحظة أن استراتيجيات أمن المعلومات وحماية البيانات تتغير باستمرار مع التقدم التكنولوجي وظهور تهديدات جديدة، لذا يجب أن تكون على اطلاع دائم على أحدث المستجدات في هذا المجال.
0 تعليق