طالبة التجمع , في صباح يوم عادي ، كانت “كرمة” تودّع يومها الدراسي وتغادر المنزل كما تفعل كل صباح.
لكن لم يكن في حسبانها أن هذا اليوم سيصبح أحد أسوأ أيام حياته ا. في لحظات قليلة، تحول المشهد البسيط إلى حادث مأساوي جعلها تدخل في صراع مع 3 من زميلاتها داخل مدرستها في التجمع الخامس .
تفاصيل واقعة طالبة التجمع
بدأت الحكاية كما يبدو في الظاهر مجرد مشاجرة بسيطة بين “كرمة” وزميلتها بسبب شنطة كانت تحملها .
حيث قالت الفتاة المعتدية: “امشي يابنت متتلكعيش”، ليكون رد “كرمة” بابتسامة هادئة: “الشنطة كبيرة، أنا بمشي كده مش بتلكع”. هذه الكلمات البسيطة كانت بمثابة شرارة أطلقت عنفًا غير متوقع، إذ سرعان ما انقضت الفتاة على “كرمة”، لتنضم إليها شقيقتها وصديقتها، ما حول المشاجرة إلى اعتداء جسدي وحشي .
كان المشهد في غاية العنف، لكن المثير للدهشة أن زملاءها تجمعوا ليس للتدخل وفض المشاجرة، بل لتوثيق الحادثة عبر هواتفهم المحمولة. بعد فترة قصيرة، انتشر الفيديو المروع عبر منصات التواصل الاجتماعي، ليتحول إلى قضية رأي عام.
رد فعل الأسرة والإدارة المدرسية
عقب وقوع الحادثة ، أفاد أحمد مصطفى، والد “كرمة”، أنه كان في حالة صدمة شديدة حين شاهد الفيديو على الإنترنت. لم يتوقع أن ابنته قد تتعرض لهذا الاعتداء الوحشي في المدرسة.
وعند وصوله إلى المدرسة، نقل ابنته إلى المستشفى في حالة نفسية سيئة للغاية، حيث كانت تعاني من هبوط شديد وتأثيرات نفسية كبيرة. وأكد والدها أن “كرمة” لم تكن على خلاف مع الفتيات المعتديات، بل كان سبب الاعتداء بسيطًا ويمكن تداركه لو كان هناك تدخل من مشرفي المدرسة.
من جانبها، أعلنت إدارة المدرسة أنها قد اتخذت إجراءات فورية ضد المتورطات في الاعتداء، حيث تم فصلهن من المدرسة وإحالة ملفهن إلى لجنة الحماية المدرسية. كما تم اتخاذ عقوبات ضد االذين قاموا بتوثيق الحادثة ونشرها عبر الإنترنت دون التدخل لفض النزاع. وأكدت إدارة المدرسة أنها ستتعاون مع الأجهزة الأمنية لضمان محاسبة المتورطين.
تحقيقات النيابة في واقعة طالبة التجمع
سرعان ما تحركت النيابة العامة في القاهرة الجديدة بعد انتشار الفيديو، حيث بدأت في التحقيق مع الأطراف كافة.
تم استجواب والد “كرمة”، وأكد خلال التحقيقات أن إدارة المدرسة لم تقم بأي تدخل لوقف الاعتداء، مشيرًا إلى إهمال المشرفين في هذه الواقعة. كما تم عرض فيديو آخر من كاميرات المراقبة داخل المدرسة، أظهر مشاهد أكثر قسوة من الفيديو المتداول، مما زاد من صدمة الأسرة والمجتمع.
ما زالت “كرمة” تعاني من آثار هذه الحادثة المروعة. فهي ترفض العودة إلى مدرستها، وتظهر علامات الخوف والقلق الشديد على وجهها، ما يستدعي العلاج النفسي. هذا الحادث أثار غضب العديد من أولياء الأمور، الذين طالبوا باتخاذ إجراءات صارمة لضمان سلامة التلاميذ داخل المدارس.
0 تعليق