توترات تجارية جديدة؟ ترامب يصعّد خطابه ضد كندا

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الخميس، إثارة الجدل بتصريحاته المثيرة حول كندا، إذ عبر عن رغبته في ضم كندا كولاية أمريكية رقم 51، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى نفط أو غاز أو سيارات أو أخشاب كندية. تصريحات ترامب جاءت خلال مشاركته عبر رابط فيديو في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، حيث أكد أن التعامل مع كندا كان دائمًا "صعبًا للغاية".

وقال ترامب: "إزالة الخط الافتراضي بين كندا والولايات المتحدة سيخلق شيئًا عظيمًا"، مشيرًا إلى أن كندا تمتلك موارد طبيعية ومساحات شاسعة يمكن أن تعزز قوة الولايات المتحدة. وأضاف: "على مر السنين، تحملت الولايات المتحدة تكاليف باهظة لحماية كندا، وهو أمر يحتاج إلى مراجعة".

رد سريع من كندا: "لن نكون جزءًا من الولايات المتحدة"

لم تتأخر الحكومة الكندية في الرد على تصريحات ترامب، حيث صرحت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي أن كندا لن تتراجع أمام تهديدات ترامب، وأكدت أن بلادها ستظل مستقلة ولن تكون يومًا جزءًا من الولايات المتحدة. وأوضحت جولي: "تصريحات ترامب تعكس عدم فهمه لما يجعل كندا قوية"، مشيرة إلى أن كندا تفتخر بتنوعها واستقلالها وقدرتها على بناء علاقات دولية قائمة على الاحترام المتبادل.
 

تصعيد في العلاقات الأمريكية الكندية؟

رغم أن تصريحات ترامب ليست جديدة، فإنها تأتي في وقت حساس يشهد فيه العالم تحديات اقتصادية كبرى. تهديد ترامب بوقف استيراد النفط والغاز والسيارات من كندا قد يُصعد التوترات التجارية بين البلدين، حيث تُعتبر كندا أحد أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. وتمثل كندا مصدرًا رئيسيًا للموارد الطبيعية، بما في ذلك النفط والأخشاب، كما أنها سوق حيوي للصناعات الأميركية.

يرى محللون أن تصريحات ترامب قد تكون جزءًا من استراتيجيته المستمرة لإثارة الجدل وجذب الانتباه السياسي، خاصة مع طموحاته للعودة إلى الساحة السياسية في الانتخابات الرئاسية المقبلة. كما أشار البعض إلى أن تصريحاته قد تعكس رؤيته التقليدية بضرورة تعزيز الهيمنة الاقتصادية والسياسية الأميركية على جيرانها.

لكن من الناحية الواقعية، فإن فكرة ضم كندا إلى الولايات المتحدة تُعد شبه مستحيلة، نظرًا للفوارق الثقافية والسياسية بين البلدين، فضلًا عن معارضة قوية من الكنديين لهذه الفكرة.

 علاقات متشابكة ومعقدة

تاريخيًا، تربط الولايات المتحدة وكندا علاقة اقتصادية وثيقة، حيث يُعد البلدان من أكبر الشركاء التجاريين في العالم. ومع ذلك، شهدت العلاقة توترات بين الحين والآخر، خاصة خلال ولاية ترامب الأولى، عندما فرض تعريفات جمركية على واردات الصلب والألومنيوم الكندية، وهو ما أثار غضب أوتاوا ودفعها لاتخاذ تدابير مضادة.

بينما تُعتبر تصريحات ترامب الأخيرة جزءًا من خطاباته المثيرة للجدل، فإنها تسلط الضوء على التحديات التي قد تواجه العلاقات الأميركية الكندية إذا عاد ترامب إلى السلطة. ويبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه التصريحات على مستقبل التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق