لماذا يريد ترمب السيطرة على قناة بنما؟ أنس الحجي يكشف الأسباب

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أثارت قرارات الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب، خلال حفل تنصيبه، حالة من الجدل، لا سيما أنها تُعد إعلانًا للحرب على سياسات تغير المناخ، ولكن أثر هذه السياسات لن يكون في الولايات المتحدة فقط، وإنما سيمتد إلى كندا وأوروبا، خصوصاً أنه تطرّق إلى الحديث عن استرداد قناة بنما.

ويوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن ما فعله الرئيس الأميركي سيؤدي إلى زيادة الطلب على النفط والغاز والفحم بصورة أكبر من التوقعات الحالية، ومن ثم يعني منفعة لدول الخليج ودول "أوبك" و"أوبك+".

لكن، وفق الحجي، مشكلة ترمب أكبر من ذلك؛ إذ بالنظر إلى ما قاله يتضح أن هناك تناقضًا كبيرًا بين هذه السياسات، فهو -مثلًا- يريد فرض العقوبات على إيران وفنزويلا أو تشديدها، في وقت جدّد فيه بايدن العقوبات على روسيا، والآن يريد فرض ضرائب جمركية عالية على كندا والمكسيك قد تشمل النفط والغاز.

وأضاف: "قد يكون رد هذه البلاد أنها ستخفّض إمداداتها من النفط والغاز للولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه يريد ترمب أن تكون أسعار النفط منخفضة، وهذا مستحيل، فهذا أول تناقض، فهو يحاول أن يحارب التضخم ويخفّضه، ولكن سياساته هذه كلها تؤدي إلى زيادة التضخم".

جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامجه الأسبوعي "أنسيّات الطاقة"، الذي يقدّمه الحجي يوم الثلاثاء، عبر مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، التي جاءت هذا الأسبوع بعنوان: "ما آثار إعلان ترمب حالة الطوارئ في قطاع الطاقة؟".

السيطرة على قناة بنما

أشار أنس الحجي إلى إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب رغبته في السيطرة على قناة بنما، لا سيما أن الأميركيين يسيطرون بالفعل حاليًا على الحركة في البحر الأحمر، واستفادوا بالفعل من هجوم الحوثيين على السفن خلال المدة الماضية.

وأضاف: "ستثبت الأيام ما يلي أن الحوثيين أعلنوا الآن أنهم سيتوقفون عن ضرب السفن الأميركية والبريطانية؛ لأن الحرب انتهت في قطاع غزة، والمفروض أن تعود السفن إلى البحر الأحمر، وقد بدأت قناة السويس استعداداتها بالفعل لعودتها".

قناة بنما
قناة بنما - الصورة من بلومبرغ

ولكن، وفق مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، الآن بعد مرور يوم انخفضت أسعار النفط بحدود 2.5%، ولكن هناك بعض الأمور التي توضح أن هذا قد لا يحدث، إذ ستمر بعض السفن الإضافية، ولكن كثيرًا من السفن لن تمر رغم وقف الهجمات الحوثية، وقرار ضرب السفن الأميركية والبريطانية.

وفسّر ذلك بأن شركات التأمين أعلنت أنها لن تخفّض مبالغ ورسوم التأمين حتى تطمئن أن المنطقة آمنة تمامًا، ولكن هناك أشياء أخرى، إذ يتعلّق الأمر بالسيطرة على البحر الأحمر وتجارة الهند والصين والشرق الأوسط وأوروبا وروسيا.

وتابع: "من يسيطر على البحر الأحمر فإنه سيسيطر على كل هذا، ومن ثمّ فإن الوجود الأميركي في البحر الأحمر في الوقت الحالي يُعد جزءًا من السيطرة على الممرات، أو بعبارة أخرى، السيطرة على أهم ممر مائي للاقتصاد العالمي في الوقت الحالي".

ولفت إلى أن الأميركيين يسيطرون على ممرات أخرى، ولكن ليس على قناة بنما، ولا يسيطرون على الممرات الشمالية قرب القطب الشمالي، لذلك يريد ترمب شراء أو ضم "غرينلاند"، لأن هذا سيمكّنه من تحقيق هذه السيطرة، والأميركيون سبق أن سيطروا على قناة بنما بحجة أنهم هم من بنوها ومولوا بناءها.

وأردف: "هذا التفكير خطير جدًا، فإذا كان الأميركيون يريدون السيطرة على كل ما سبق أن بنوه، فإنهم سيريدون لاحقًا السيطرة في بلاد أخرى، ولكن أعتقد أن الأمر سينتهي بأن تعلن قناة بنما تخفيضات كبيرة للسفن الأميركية المارة فيها، خاصة ناقلات الغاز المسال".

الرئيس الأميركي دونالد ترمب
الرئيس الأميركي دونالد ترمب - الصورة من بلومبرغ

لماذا استهدف ترمب قناة بنما؟

فسّر خبير اقتصادات الطاقة لماذا استهدف ترمب قناة بنما بالقول، إنه خلال فترة حكمه الأولى كان يعد سفير صناعة الغاز المسال الأميركية، وهو الذي ضغط على الأوروبيين لشراء الغاز المسال الخاص ببلاده.

وأضاف: "ذهب ترمب وجاء بايدن، الذي تمّم المهمة، بل قام بأمور إضافية، غير التوسع الذي حدث في مجال الغاز المسال فقد تمّ وقف أنبوب (نورد ستريم 2) وتفجير أنبوب (نورد ستريم 1)، والآن أوقف ضخ الغاز الروسي عبر أوكرانيا، لذلك لا يمكن فصل الغاز المسال عن الموضوع".

نورد ستريم

وأوضح أنس الحجي أنه بالنظر إلى قناة بنما التي سبق أن ضربها الجفاف وانخفض منسوب المياه فيها، لتخف معه حركة السفن المارة بها بصورة كبيرة، قبل أن يأتي مطر غزير ويرتفع منسوب المياه وتعود الأمور إلى مجاريها.

ولكن، منذ ذلك اليوم وحتى الآن، أي خلال الأشهر الـ3 الماضية، لم تمر سوى ناقلتي غاز مسال فقط، والمفروض أن تمر 4 أو 5 ناقلات غاز مسال يوميًا، وقد تصل إلى 8 ناقلات في بعض الأحيان، وذلك بسبب رسوم عبور القناة العالية.

وتابع: "قناة السويس المصرية تعطي حسومات كبيرة لناقلات الغاز المسال، خاصة القطرية، ومع هذا لا تمر ناقلات الغاز القطرية من قناة السويس حاليًا، فيمكن أن تحل مشكلة قناة بنما إذا خفّضت الرسوم، خاصة على ناقلات الغاز المسال، بحيث تتمكّن صناعة الغاز المسال الأميركية من الوصول إلى آسيا خلال مدة زمنية أقل".

قناة السويس

وأكد الدكتور أنس الحجي، أن الأمر وصل -بسبب ارتفاع الرسوم في قناة بنما- إلى أن السفن أو ناقلات الغاز المسال الخارجة من أميركا والمتجهة إلى تشيلي، تذهب إلى القطب الجنوبي حول أميركا اللاتينية، وتعود من الجانب الآخر إلى تشيلي، وهو أمر نادر تاريخيًا، ولكنه يوضح لماذا يهتم ترمب بقناة بنما؟

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق