تزايد استعمال الغاز في الشرق الأوسط بديلًا عن النفط.. 4 دول تقود الاتجاه (تقرير)

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

توسَّع استعمال الغاز في الشرق الأوسط بديلًا عن النفط ومنتجاته في عديد من القطاعات خلال السنوات الأخيرة، بدعم سياسات وطنية تستهدف إحداث تحولات كبيرة في مزيج الطاقة بحلول نهاية العقد الحالي.

وتقود السعودية والعراق والكويت وإيران اتجاه التحول إلى الغاز الطبيعي في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في قطاع توليد الكهرباء، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، ومقرّها واشنطن.

ويأتي تزايُد استعمال الغاز في الشرق الأوسط وسط زخم عالمي متصاعد تجاه هذا المصدر بدلًا من النفط والفحم الأكثر تلويثًا للبيئة في قطاعات الكهرباء والنقل وغيرها.

ففي الصين -على سبيل المثال- سجلت مبيعات الشاحنات العامة بالغاز المسال أرقامًا قياسية في عام 2024، ما أسهم في خفض الطلب على الديزل.

كما يُتوقع تضاعف عدد السفن العاملة بالغاز المسال في قطاع النقل البحري إلى 1200 سفينة بحلول عام 2028 (باستثناء ناقلات الغاز الطبيعي المسال).

السعودية تقود استعمال الغاز في الشرق الأوسط

تقود السعودية خطط استعمال الغاز في الشرق الأوسط بديلًا عن النفط، المصدر الرئيس لقطاع توليد الكهرباء في المملكة.

وتستهلك المملكة ما يُقدَّر بنحو 1.1 مليون برميل يوميًا من السوائل النفطية في محطات الكهرباء، لتكون أكبر مستهلك للنفط في هذا القطاع بالمنطقة.

وتخطط المملكة للتخلص من استعمال السوائل النفطية في مزيج الكهرباء الوطني نهائيًا بحلول عام 2030، لصالح الغاز (50%) والطاقة المتجددة (50%).

ويعتمد مزيج الكهرباء في السعودية على الوقود الأحفوري بنسبة 98.7% بحسب بيانات عام 2023، الموضحة في القائمة التالية:

  • النفط: 36%
  • الغاز: 62.7%
  • الطاقة المتجددة: 1.36%.

وتستند السعودية في التحول التدريجي إلى الغاز على خطة لزيادة الإنتاج المحلي في عدد من الحقول الرائدة على مستوى المملكة لا سيما حقل الجافورة.

ورفعت شركة أرامكو هدفها لإنتاج الغاز الطبيعي بنسبة 60% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2021، بقيادة المؤشرات الطموحة لحقل الجافورة.

ويوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور إنتاج الغاز الطبيعي في السعودية تاريخيًا:

إنتاج الغاز الطبيعي في السعودية

كما أطلقت المملكة في عام 2024 المرحلة الثالثة من مشروع توسعة شبكة نقل الغاز، إضافة إلى امتلاكها سلسلة من مشروعات محطات التوليد العاملة بالغاز بقدرة 8 غيغاواط تحت الإنشاء.

وهناك مشروعات أخرى مماثلة بقدرة 28 غيغاواط تحت التطوير، ما يشير إلى أن استعمال الغاز بقطاع الكهرباء السعودي سيتوسّع خلال السنوات المقبلة.

استعمال الغاز في العراق

تقود دول أخرى مثل العراق اتجاه توسيع استعمال الغاز في الشرق الأوسط بديلًا عن للنفط، لكن التقدم المحرَز في مشكلة حرق الغاز، ما زال بطيئًا.

وحتى منتصف عام 2024، وصلت نسبة استغلال الغاز المصاحب لإنتاج النفط قرابة 65%، بينما ما يزال العراق يحرق 12 مليار متر مكعب سنويًا، أو ما يعادل 37% من إنتاجه المصاحب دون جدوى، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

ويخطط العراق لخفض حرق الغاز إلى نحو 20% خلال عام 2025، مع هدف التخلّص من أنشطة الحرق نهائيًا بحلول عام 2028.

ويشار إلى أن حرق الغاز خلال الاستخراج ممارسة شائعة يلجأ إليها منتجو النفط والغاز في عديد من دول العالم، استجابةً لحالات الطوارئ، أو اختبارات السلامة، أو أعمال الصيانة، أو لأسباب متصلة بقيود البنية التحتية.

استعمال الغاز في الكويت وإيران

تمتدّ مبادرات التوسع في استعمال الغاز في الشرق الأوسط إلى الكويت التي تواجه أزمة كهرباء حادّة عام 2024، اضطرتها لقطع التيار عن أغلب المناطق لمدة ساعات على مدار الأسبوع.

وتعتمد الكويت في الوقت الحالي على النفط في توليد 45% من احتياجاتها من الكهرباء، لكن الحكومة تخطط لإضافة 12 غيغاواط لقدرة التوليد، منها 9 غيغاواط عاملة بالغاز بحلول عام 2028.

ووافقت الحكومة خلال الربع الثالث من عام 2024 على إنشاء محطات توليد عاملة بنظام توربينات الغاز ذات الدورة المركبة بقدرة 1 غيغاواط فقط.

وتعتمد الكويت على الغاز والنفط في توليد الكهرباء بنسبة 55.9% و43.8%، على التوالي، كما يوضح الرسم أدناه:

مزيج توليد الكهرباء في الكويت

في السياق ذاته، أعلنت إيران حظر استعمال المازوت في نوفمبر/تشرين الأول 2024، في 3 محطات توليد كبيرة بقدرة 4.5 غيغاواط، بهدف تحسين جودة الهواء.

وأدى هذا الحظر إلى نقص كبير في الكهرباء، واضطرار الحكومة الإيرانية لقطع التيار بصورة متكررة على مستوى البلاد.

وليس من المعروف بعد هذه الأزمة ما إذا كانت الحكومة ستسرّع خطة التخلص التدريجي من المازوت، بجميع محطات الكهرباء الـ14 التي تستعمل الوقود في البلاد، أم ستؤخّر الخطة وتمدّ أجلها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. استعمال الغاز في الشرق الأوسط بديلًا عن النفط من وكالة الطاقة الدولية.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق