أكد المغرب، اليوم الثلاثاء، خلال اجتماع وزاري لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي خصص لبحث الوضع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، تشبثه الراسخ بالمبادئ الأساسية لسيادة الدول ووحدتها الوطنية الترابية وحسن الجوار وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وقال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن المملكة تجدد التأكيد على تشبثها الراسخ باحترام سيادة ووحدة والسلامة الترابية لكافة الدول الإفريقية، ولاسيما جمهورية الكونغو الديمقراطية، في هذه الحالة.
وأضاف الوزير، في كلمة تلاها بالنيابة عنه محمد عروشي، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا، أن المغرب يؤكد مجددا على موقفه الثابت ضد كافة أشكال الانفصال، ويدين بشدة الأعمال المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها الجماعات المسلحة، والتي تعرض الوحدة الوطنية للدول للخطر.
وشدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج على أن المملكة تؤكد أيضا تمسكها الثابت بمبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل والحوار البناء، مبرزا أنه “بعيدا عن المصالح المباشرة، فإن مستقبل المنطقة برمتها على المحك، والتاريخ سيتذكر دائما أولئك الذين اختاروا طريق الحكمة”.
كما أبرز المسؤول الحكومي المغربي أن المملكة تجدد التأكيد على عزمها الثابت على دعم الجهود الأممية والقارية لاستعادة السلم والاستقرار وتعزيز التنمية في هذه المنطقة.
في هذا السياق، أكد بوريطة أن المغرب يدعو إلى توحيد كافة الجهود لدعم الوساطة التي يقودها جواو لورنسو، رئيس جمهورية أنغولا، في إطار مسلسل لواندا، الذي يشكل إطارا أساسيا لتسوية هذه الأزمة.
وأضاف أن المملكة ترحب بالتزام المنظمات الإقليمية، بما في ذلك المؤتمر الدولي لمنطقة البحيرات الكبرى، ومجموعة شرق إفريقيا، ومجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية، والجماعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا، التي تعمل، إلى جانب الشركاء الأفارقة والدوليين، على تعزيز البحث عن حل مستدام للأزمة.
وأوضح وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن هذا الجهد السياسي المبذول على المستوى الإقليمي يجب أن يكون مستداما ومقترنا بدعم مستمر من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، التي ما زالت قواتها لحفظ السلام (القبعات الزرق) معبأة من أجل قضية السلام، ومن بينها كتيبة مغربية لا تتوانى عن تقديم التضحيات الجسام من أجل تعزيز السلم والاستقرار على أراضي البلد الشقيق، جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وفي هذا الصدد، أشاد بوريطة بقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة بشأن الوضع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية”، بما في ذلك القرار الأخير الذي يدعو الأطراف إلى العودة إلى طاولة المفاوضات.
وأشار المسؤول الحكومي عينه إلى أن الوضع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية لا يزال يأخذ أبعادا مقلقة، مع استمرار تزايد أعداد النازحين داخليا، مضيفا بالقول إنه في هذا السياق المثير للقلق “ندين بمنتهى الحزم الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، التي ترتكبها هذه الجماعات المسلحة، ونحث كافة الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ووضع حد فوري للأعمال العدائية لتشجيع وقف التصعيد”.
وخلص بوريطة إلى التأكيد على أن المملكة المغربية تعرب عن أملها في أن تتمكن قمة مجموعة شرق إفريقيا، المقرر عقدها غدا الأربعاء، من تمهيد السبيل ورسم الطريق نحو حل دائم للنزاع.
0 تعليق