التغيرات المناخية قضية وجودية تؤثر على الأمن الغذائي والأجيال القادمة

صدي العرب 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مما لا يدع مجال للشك ان منطقة الشرق الأوسط ومصر شهدت الكثير من التغيرات المناخية الصعبة،هذه التغيرات كان لها بالغ الأثر على كافة  المحاصيل الزراعية التي تعد «قوت الشعوب»  مما يهدد الأمن الغذائي القومي للمواطنين.

هذه التغيرات أحدثت ارتباك في السوق المحلي،لتأثيرها المباشر على المحاصيل،وكان التأثير على الفلاح والسوق وبالتالي المواطن،لإضطرابات الأسعار بشكل ملحوظ،وقد تتسبب هذه الاضطرابات في حدوث خسائر فادحة على المواطنين كافة.

كان لنا في هذا الصدد حوارا مع الدكتور شاكر أبو المعاطي، أستاذ المناخ ورئيس قسم الأرصاد الجوية بالمعمل المركزي للمناخ بوزارة الزراعة

لـ «صدى العرب» ..وإلي نص الحوار ؟

ـ بداية حدثني عن تأثير التغيرات المناخية على حالة الطقس؟

حالة الطقس فى مصر غير  مستقرةومتطرفة حيث بدأ فصل الصيف مصحوبا بإرتفاع قياسي في معدلات الحرارة مبكرا،وتعد مصر من الدول المتأثرة بتغير المناخ بشكل ملحوظ، مما أثر على حالة الطقس،والقطاع الزراع بالكامل،نتيجة التغيرات المناخية، واضطراب  في السوق المحلي، وتعد هذه مشكلة القرن،حيث توجد نوبات برودة يصحبها سقيع في فصل الشتاء،ورياح ساخنة محملة بالرمال والأتربة في فصل الصيف،وكانت تتسم مصر بالتميز في فصولها الأربعة،وحاليا نجد ارتباك في كافة الفصول وتداخل الفصول مع بعضها البعض.

ـ كيف أثرت التغيرات المناخية على الزراعة في مصر؟

متوسط درجة حرارة الصيف كان يصل 35 درجة مئوية، حاليا أصبح أكثر من هذه المعدلات بكثير وتخطى الـ37 درجة كمتوسط، وعليه تأثرت المحاصيل الورقية لأن موعد زراعتها خريفي، وتزرع حالياً في غير موعدها نظرا للتغيرات المناخية التي طرأت عليها،لإختلاف مواعيد الزراعة،كما انتزعت عروة من عروات الطماطم من الخريطة الزراعية المصرية،نتيجة ارتفاع درجات الحرارة،وتأثرت محاصيل كثيرة أخرى بقلة الإنتاجية نتيجة التغيرات المناخية.

ـ ما هى أكثر المحاصيل تأثراً بالمناخ؟

كافة المحاصيل الزراعية تجرعت تداعيات تغير المناخ، وأكثر المحاصيل تأثرا المحاصيل التي تزرع في غير مواعيدها منها المحاصيل الورقية،ولكن التأثر يكون بنسب مختلفة،وتعد كلا من المانجو والزيتون والطماطم من أكثر المحاصيل حساسية للتغيرات المناخية خلال السنوات الأخيرة ، كما تأثرت بعض المحاصيل من حيث مواعيد الزراعة التى تغيرت مثل القطن والقمح والذرة والبطاطس. 

ـ كيف جابهة مصر ظاهرة التصحر؟

نتحدث بداية عن تداعيات تغير المناخ حدوث تملح للتربة وجفاف، والحصول المائية المصرية محدودة مائيًا، ونواجه ارتفاع وانخفاض الحرارة بالمياه، في حين محدودية المياه، وبالتالي تتأثر التربة بالملوحة وقلة الإنتاجية،وعليه بدأنا في تطوير الري الحقلي، والتغيير من الري التقليدي إلي الري الحديث والمطور، كي يتم فرد مساحات وتوفير المياه، والتغلب على تصحر الأراضي، ومن مظاهر مواجهة التصحر المشروعات القومية التي عملت عليها الدولة السنوات الماضية واحدثت اتزان بيئي.

- تواجه مصر حاليا محدودية فى المياه.. كيف تواجه مصر ذلك ؟

بدأت الدولة المصرية فى العمل على حصاد الأمطار فى المناطق التى يكثر فيها الأمطار مثل الساحل الشمالي وسيناء ، كما عملت وزارة الرى على إعادة تدوير مياه الصرف الزراعي والصحى ومياه البحر واستخدامها فى الزراعة بعد تنقيتها مثل محطات المحسمة وبحر البقر.

ـ ما مدى تأثير التغيرات المناخية على محاصيل العروات ؟

 محاصيل العروات هى الأكثر تأثرا ليس على سبيل ما سببته اضرار المناخ من تلف ولكن الاضرار المناخية تسببت فى نقص عروة او أكثر فى بعض المحاصيل، ومثال للتوضيح بخصوص محصول الطماطم والذى يثمر ثلاث عروات خلال العام ولكن تأثر هذا العام بالحرارة الشديدة لنجد ان عروة الصيف لم تأتى من الأساس وهو ما تسبب فى غلاء اسعارها خلال شهر أغسطس وسبتمبر ولكن مع دخول العروة الجديدة فى أكتوبر ستنخفض الأسعار تدريجيا للوصول لمستواها الطبيعى لما قبل الأزمة وكذلك الخضروات وخاصة الورقية والتى ضاعت بعض عرواتها حيث كان من المفترض أن يقوم الفلاح بقطفها او ما يعرف ب " الحش " لتثمر بعد " الحشة " الأولى بتوقيت محدد و لكن التأثير المناخى الضار أعجز النبات عن الأزهار بالطريقة المعتادة .

ـ ما الجهود المقدمة من قبل الدولة للتغلب على أزمة المناخ والتأثير على الأمن الغذائي؟

 قدمت وزارة الزراعة ومراكزها ومعاهدها المختلفة محاولات ناجحة فى حل أزمة الأمن الغذائى وذلك على عدة مستويات بداية من الرصد والمتابعة اليومية والدورية للمناخ لارشاد الفلاح اولا بأول حول التعاطى مع الأزمة من خلال العديد من الوسائل، كما اتخذت خطوات فعلية لاستنباط أصناف نباتية تتحمل الاجهادات البيئية وإدخال " هجن " جديدة من الخضروات والفاكهة الأكثر تحملا وملائمة للتغيرات الجديدة كمحاولات للوقاية و حل المشكلة قبل حدوثها وأيضا تغيير بعض الأصناف من المحصول الواحد، وكذلك فالدولة تسعى لتطوير علاجات المكافحة بشكل دورى حتى انها وفرت مبيدات لحشرات لم تكن لدينا وكمثال تقديم اكثر من ثلاثين مبيدا لافة " توتا ابسليوتا".

-ما هى الآليات المتبعة من قبل وزارة الزراعة لتوجيه المزارعين حيال  التقلبات المناخية؟

لدينا مركز للمعلومات يوفر الإرشاد المناخى ويقدم المعلومة حول كل ما يتعلق بالزراعات فى كل بقعة من أرض مصر مثل أنواع المحاصيل على إختلاف أماكن زراعتها و توقيتات الرى والتنبؤ بالافات والحشرات المتوقع قدومها وكذلك التنبؤ بالتقلبات الجوية من صقيع او حرارة والآليات الممكنة للتعامل معها، وهناك وحدة إنذار مبكر و محطات ارصاد على مستوى الجمهورية يمكن من خلالها الحصول على المعلومة و تحليلها ووضع الإرشادات المتبعة وتقديمها للفلاح من خلال وسائل متعددة و من خلال مديريات الزراعة وبدورها الجمعيات ومكاتب الإرشاد الزراعى .

ـ ما هى التوقعات لما سوف يحدث فى فصل الشتاء من موجات قد تمر بها البلاد وأثرها على المحاصيل الشتوية ؟

لدينا أجهزة رصد قادرة على التنبؤ بالتقلبات المتوقعة سواء فى الشتاء او الصيف ولكن لفترات قصيرة لا تتجاوز الأسبوع حتى يمكننا وضع التوقع الادق والبدء فى عمل الإجراءات اللازمة، ويمكن القول ان التوقعات المناخية لمدد طويلة أصبحت أمرا صعبا فى ظل التغير المناخى لدول العالم جميعها وان اختلفت كل دولة من مدى هذا التأثر خاصة وان متوسط درجات الحرارة والبرودة اختلف بمعدل واضح وكمثال فإن متوسط درجة الحرارة الصيفية فى مصر كان هو ٣٥ ولكن هذا المتوسط تغير ليصبح خلال الأعوام الأخيرة ٣٧ وهو ما يصعب عمليات التنبؤ لمستويات بعيدة.

ـ اخيرا حدثني عن ما ألت إليه  الأبحاث المناخية ؟ وهل حققت الأهداف المرجوة منها  ؟

هناك دائما أبحاث مستمرة لخدمة الفلاح وهو المسئول الأول عن أمن مصر الغذائى فهناك تطوير أبحاث لمركبات تقليل إجهاد النبات ومبيدات اكثر تطورا واسمدة من شأنها تقوية مناعة النبات ضد الظروف الجوية بعد ان أصبح المناخ المصرى مختزلا لموسمى الربيع والخريف المعتدلين نسبيا، و من الجهود التى تقدمها الدولة فى مجال الإرشاد حول تغيير المنظومة الزراعية و توقيتات الزراعة و الرى و الاحتياج من السماد والتنبؤ بالتقلبات المتوقعة خلال الفترات القصيرة المقبلة ووضع آليات تعامل الفلاح معها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق