خبيرة أسرية: التعليم يعزز قدرة المرأة على اتخاذ قرارات حكيمة

السبورة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لا يزال الجدل قائمًا حول الأولوية بين استكمال التعليم أو الزواج، وهو موضوع يشغل العديد من الفتيات وأسرهن في المجتمع العربي. وفي هذا السياق، تناولت المحامية والمتخصصة في القضايا الأسرية، هالة مكرم، هذه القضية خلال استضافتها في برنامج "خط أحمر"، الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، حيث سلطت الضوء على أبعاد هذه الإشكالية وأثرها على مستقبل المرأة.

التعليم والزواج.. صراع أم تكامل؟

أوضحت هالة مكرم أن المجتمع منقسم حول هذا الموضوع؛ فهناك من يرى أن التعليم يمثل ضرورة قصوى لبناء مستقبل الفتاة، بينما يرى آخرون أن الزواج وتكوين الأسرة هو الأساس في حياتها.

 ومع ذلك، أكدت أن القرار يجب أن يكون نابعًا من اختيار المرأة نفسها، وليس فرضًا من قبل العائلة أو المجتمع.

وأضافت أن الزواج لا يعني بالضرورة التخلي عن الطموح العلمي أو المهني، مشيرة إلى أن العديد من النساء تمكنّ من تحقيق التوازن بين الزواج والدراسة، خاصة إذا توفر لهن الدعم الأسري والزوجي المناسب.

التطور المجتمعي وتغير المفاهيم

أكدت هالة مكرم أن الفكر المجتمعي قد شهد تطورًا في هذا الشأن، حيث أصبح هناك وعي متزايد بأهمية التعليم في حياة الفتاة. واستشهدت بحالات لعائلات غير متعلمة دعمت أبناءها حتى أصبحوا أطباء ومهندسين، وهو ما يعكس أن مفهوم الأولوية قد يتغير مع الزمن.

ورغم ذلك، لا يزال هناك من يتمسك بفكرة "قطار الزواج"، معتبرًا أن الزواج المبكر ضرورة، خشية أن تفقد الفتاة فرصتها في تكوين أسرة، وهي نظرة لا تزال سائدة في بعض البيئات الاجتماعية، رغم التطورات الكبيرة في دور المرأة في المجتمع.

التحدي الحقيقي.. كيف توفّق المرأة بين الزواج والتعليم؟

أشارت هالة مكرم إلى أن التوفيق بين الدراسة والزواج يشكل تحديًا حقيقيًا، حيث تعاني بعض السيدات من صعوبة الجمع بين مسؤوليات الأسرة والدراسة، بينما تنجح أخريات في تحقيق التوازن بين الجانبين، مستندات إلى التنظيم الجيد والدعم المناسب.

وأضافت أن التعليم لا يمنح المرأة فقط فرصة الحصول على وظيفة مرموقة، بل يعزز أيضًا قدرتها على اتخاذ قرارات حكيمة في حياتها الزوجية والعائلية، في حين أن الزواج قد يضيف إلى خبراتها الحياتية، خاصة إذا كان الزوج داعمًا لطموحاتها.

 

في ظل هذا الجدل المستمر، يبقى القرار شخصيًا بالدرجة الأولى، ويعتمد على ظروف كل فتاة وما تسعى لتحقيقه في حياتها. ومع تطور الفكر المجتمعي، أصبح هناك إدراك متزايد لأهمية تحقيق التوازن بين الزواج والتعليم، بحيث لا يكون أحدهما عائقًا أمام الآخر، بل يكملان بعضهما البعض في مسيرة المرأة نحو تحقيق ذاتها.

 

 

  

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق