العلالي يقارب تأثير الذكاء الاصطناعي

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بحضور نخبة من الأكاديميين والخبراء الدوليين في مجال الإعلام والاتصال والتنمية، اختتمت بالعاصمة الكولومبية بوغوتا، الجمعة، فعاليات المؤتمر الدولي لشبكة “أوربيكوم”، الذي استضافته شعبة الإعلام بجامعة بونتي فيسيا خافييرانا تحت عنوان “مساهمات، حدود وتحديات الذكاء الاصطناعي”، خلال الفترة من 23 إلى 25 أكتوبر الجاري.

الموعد عرف مناقشة التأثيرات المتنامية للذكاء الاصطناعي في مجالات الإعلام والاتصال من خلال محاضرات رئيسية وورشات عمل وجلسات علمية لعرض نتائج أبحاث ولقاءات وحوارات.

تميز هذا المؤتمر الدولي خلال اليوم الثاني بمشاركة الدكتور محمد عبد الوهاب العلالي، منسق ماستر التواصل السياسي بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، بمداخلة بعنوان “تحديات الذكاء الاصطناعي والتواصل السياسي”، سلط الضوء فيها على التحديات المعاصرة التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على التواصل السياسي، مشيرا إلى التغيرات التي أحدثها في تأثيره على الرأي العام وصناعة القرار السياسي.

وركزت مداخلة الدكتور المغربي على ثلاثة جوانب أساسية من تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الاتصال السياسي، هي: “مراجعة مدى دقة وفعالية التعريفات التقليدية للاتصال السياسي في السياق الحالي للذكاء الاصطناعي”، و”استعراض تأثيرات الذكاء الاصطناعي على النماذج الثلاثة للاتصال السياسي: النموذج الهابط، النموذج الصاعد، والنموذج الأفقي”، و”تحليل تأثير الذكاء الاصطناعي على الاتصال السياسي من خلال علاقته بأنواع مختلفة من السلطة في سياقات متنوعة”.

وحسب الدكتور العلالي، فإن الذكاء الاصطناعي “يؤثر بشكل كبير على التعريفات التقليدية للاتصال السياسي، حيث يغير من أساليب التفاعل بين الأطراف السياسية ويعزز طرق إنتاج الرسائل وتحليلها، مما يفتح آفاقا جديدة لفهم أهداف الاتصال السياسي ومدى تأثيره في العصر الرقمي”.

وأكد الأكاديمي ذاته أن الذكاء الاصطناعي يسمح للسلطات بمراقبة الرأي العام من خلال تحليل كميات ضخمة من البيانات، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي ومصادر المعلومات العامة الأخرى، ويمكن السلطة من التعرف على اتجاهات المواطنين، وإدارة الأزمات بسرعة أكبر.

كما حلل العلالي كيف أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن الأحزاب السياسية والقادة من تصميم رسائل موجهة إلى مجموعات مختلفة من الناخبين، ويسمح بتحليل البيانات بفهم أعمق لاهتمامات الجمهور، مما يساعد على توجيه الخطاب السياسي بشكل أكثر فعالية.

وشدد المتحدث ذاته على أهمية التفاعل العلمي لمواجهة هذه التحديات والاستفادة من إيجابيات الذكاء الاصطناعي، مع التحذير من السلبيات التي قد تؤثر سلبا على الممارسات السياسية مثل التلاعب بالمعلومات وتعقب أنشطة المواطنين عبر الإنترنت وتحليل سلوكهم الاجتماعي والسياسي، مؤكدا ضرورة استمرار التعاون بين الأكاديميين وصناع القرار لمواكبة تطورات التكنولوجيا والتأثيرات الاجتماعية.

وتأتي هذه الفعاليات في إطار فهم أعمق لدور التكنولوجيا الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، في تشكيل مستقبل الإعلام والسياسة العالمية.

حري بالذكر أن شبكة “أوربيكوم” هي شبكة دولية تأسست عام 1994 بالتعاون بين منظمة اليونسكو وجامعة كيبيك في مونتريال (UQAM)، وتضم كراسي جامعية وأعضاء متخصصين في مجال الإعلام والاتصال من مختلف أنحاء العالم.

وتهدف الشبكة إلى تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي بين الجامعات والمؤسسات الإعلامية من خلال تبادل المعرفة والخبرات على المستوى الدولي، مع التركيز على قضايا الاتصال المستدام، التطور التكنولوجي والتنوع الثقافي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق