استعان عدد من الشركات بحلول الذكاء الاصطناعي لتنشيط وزيادة إنتاج حقول النفط المتقادمة في مصر، في خطوة تدعم جهود القاهرة للاستفادة من كامل ثرواتها الطبيعية لخفض فاتورة استيراد الوقود.
ونجحت الكوادر الفنية بالشركة العامة للبترول في مصر باستحداث عدّة نماذج عمل لاستعمال الذكاء الاصطناعي لتتبُّع المصائد الإستراتجرافية (دراسة طبقات الأرض والصخور الرسوبية) للحقول المتقادمة التي تعاني النضوب الطبيعي بفعل الإنتاج التراكمي على مدار السنين.
يأتي ذلك في ضوء توجيهات وزارة البترول والثروة المعدنية والهيئة المصرية العامة للبترول للتوسع باستعمال التقنيات الحديثة لمواجهة تحديات زيادة الإنتاج خاصة في حقول النفط المتقادمة في مصر.
وعملت مصر من خلال شركاتها على تحليل دقيق للبيانات بالاستعانة بالإمكانات التقنية الكبيرة لشركات تقديم الخدمات وتعليم ماكينات الذكاء الاصطناعي خصائص الخزانات الحاوية للنفط والغاز من حيث الاتجاهات وأماكن وجودها المعزولة لاستكشاف أماكن التجمعات الحالية بالضغوط الأولية للخزان قبل الإنتاج.
الحقول المتقادمة بالصحراء الغربية
أوضح رئيس الشركة العامة للبترول العامة المهندس محمد عبد المجيد أن النتائج طُبِّقَت على 3 من الحقول المتقادمة بالصحراء الغربية، إذ حُفِرت أول بئر "إس دبليو إس 55" (SWS-55) ووُضعت على الإنتاج في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي بإنتاج منتظم نحو 4 ملايين قدم مكعبة غاز يوميًا، وبضغوط مستقرة وكميات إنتاج أجمالية تعدّت نصف مليار قدم مكعبة غاز.
![منصة بأحد حقول النفط في مصر](https://attaqa.net/wp-content/uploads/2025/02/d6556bf1972f9b8cfbb909d1885c8b37.jpg)
وأضاف أن البئر الثانية حُفِرَت مؤخرًا طبقًا لهذا النموذج "جي بي واي 25" (GPY-25)، واختُبِرَت البئر بمعدلات أولية بلغت 1400 برميل نفط يوميًا، ونحو مليون قدم مكعبة غاز مصاحب بتدفُّق طبيعي ويجري وضع البئر على الإنتاج.
وشدد على أن التجربة تؤكد أن حقول النفط المتقادمة في مصر ما زالت تحمل الكثير من الأسرار التي تُكتَشَف حاليًا، بالتعاون والتكامل بين الخبرات والتقنيات الحديثة.
حلول الذكاء الاصطناعي
تعمل مصر على التوسع باستعمال حلول الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة الإنتاج من خزانات حقول النفط المتقادمة في مصر بالعديد من المواقع، خاصة في خليج السويس والصحراء الغربية.
وتهدف وزارة البترول إلى تعظيم الاستفادة من الإمكانات الحديثة من التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في عمليات قطاع النفط والغاز، من خلال تطوير عملية إدارة الاحتياطيات النفطية في حقول الإنتاج، باستعمال أحدث التكنولوجيات، نظرًا لدورها المحوري في إنجاح إستراتيجيات زيادة الإنتاج التي تعمل عليها وزارة البترول والثروة المعدنية، بالتعاون مع شركاء الاستثمار.
وتسهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تعزيز عملية تحليل البيانات، وتسهيل العمليات الميدانية، ورفع كفاءة إستراتيجيات إدارة الخزانات، ما يسهم في تحسين استرداد الهيدروكربونات، وتقديم الحلول الرقمية المبتكرة التي تتماشى مع الأهداف الإستراتيجية لمصر في تطوير وتنمية موارد الطاقة بأعلى قدر من الكفاءة والاستدامة.
وكانت مصر قد طرحت، خلال مارس/آذار 2023، أول مزايدة عالمية من نوعها لتنمية حقول النفط والغاز المتقادمة، في خطوة تدعم قطاع النفط.
وتشمل المزايدة 8 حقول مُنتجة في منطقتي خليج السويس والصحراء الشرقية، تضم حقل رأس بدران وحقل خليج الزيت -بإشراف شركة سوكو- وحقول شقير البحرية وجازورينا ورأس العش وإيست زيت وأشرفي -بإشراف شركة أوسوكو- ومنطقة تنمية وادي السهل.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق