تتزايد التوقعات المتفائلة بارتفاع قدرة تصدير الغاز المسال في أفريقيا خلال العقود المقبلة، مع توسّع عدد من دول القارة السمراء في مشروعات الإسالة بالتعاون مع الشركات الأجنبية.

وبحسب تقرير حديث -حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- فإنه من المتوقع زيادة سعة تصدير الغاز الطبيعي المسال في أفريقيا إلى 175 مليون طن سنويًا بحلول عام 2040.

وبلغت صادرات الغاز المسال الأفريقية قرابة 39 مليون طن في 2024، ما يشير إلى أن التوقعات متفائلة بتضاعف هذه القدرة 3 مرات ونصف المرة تقريبًا بحلول عام 2040.

وتستند هذه التقديرات إلى أهداف مشروعات الغاز المسال الطموحة في عدد من البلدان الأفريقية، وأبرزها: موريتانيا، والسنغال، ونيجيريا، والكونغو الديمقراطية، وأنغولا، وموزمبيق، وتنزانيا.

وبدأت موريتانيا إنتاج الغاز المسال لأول مرة في فبراير/شباط 2025، من مشروع حقل تورتو أحميم الكبير، قبالة سواحل موريتانيا والسنغال، الذي تُقدر احتياطياته بنحو 15 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي.

ومن المرجح ظهور موريتانيا في قائمة الدول الأفريقية المصدرة للغاز المسال خلال عام 2025، حيث تتوقع شركة النفط البريطانية بي بي، المشغلة للحقل، تصدير أول شحنة منه خلال الربع الأول من العام الحالي، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

صادرات الغاز المسال الأفريقية في 2024

انخفضت صادرات الغاز المسال الأفريقية بنسبة 6%، لتصل إلى 39 مليون طن في عام 2024، مقارنة بما يزيد على 41 مليون طن في عام 2023، بحسب تقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في 2024"، الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة أوائل يناير/كانون الثاني 2025.

وحافظت نيجيريا والجزائر على تصدّرهما لقائمة أكبر المصدرين الأفارقة للغاز المسال في عام 2024، كما ظهرت الكونغو الديمقراطية في القائمة لأول مرة، حيث بدأت التصدير أوائل العام الماضي.

وتأخّر ترتيب مصر في قائمة المستوردين إلى المركز السابع، مع توقفها عن التصدير وتحولها إلى الاستيراد خلال النصف الأخير من العام الماضي لأول مرة منذ عام 2018، بسبب انخفاض الإنتاج المحلي بحدة، وارتفاع الطلب على الكهرباء.

وفيما يلي أكبر 5 دول أفريقية مصدرة للغاز المسال خلال عام 2024:

• نيجيريا: 14.63 مليون طن.
• الجزائر: 11.62 مليون طن.
• أنغولا: 3.75 مليون طن.
• موزمبيق: 3.45 مليون طن.
• غينيا الاستوائية: 3.08 مليون طن.

كما يوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- الدول الأفريقية المصدرة للغاز المسال في 2024:

توقعات قدرة تصدير الغاز المسال في أفريقيا

من المتوقع -حسب المشروعات المعلنة- تضاعف قدرة تصدير الغاز المسال في أفريقيا 3 مرات ونصف المرة بحلول عام 2040، لكن كثيرًا من هذه المشروعات تواجه تحديات أمنية ومالية وتنظيمية، قد تعرقل أجلها الزمني لسنوات ليست بالقليلة.

وانسحبت بعض الشركات الأجنبية بالفعل من مشروعات الغاز المسال في السنغال وموريتانيا، مثل شركة النفط البريطانية بي بي؛ ما قد يؤخّر خطط تطوير هذه المشروعات وتشغيلها لسنوات، بحسب التقرير الصادر عن غرفة الطاقة الأفريقية، وهي منظمة غير ربحية ومقرها جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا.

كما أجبرت التحديات الأمنية أول مشروع للغاز المسال على اليابسة في موزمبيق للخروج عن مساره، وتأجيل خططه في ظل التوترات الأمنية بالبلاد.

وشهدت العاصمة الموزمبيقية (مابوتو) أعمال عنف متصاعدة خلال الأسابيع الأخيرة من عام 2024، أدت إلى مقتل أكثر من 165 شخصًا، في إطار اعتراضات على فوز مرشح جبهة تحرير موزمبيق الحاكم، دانييل تشابو، بالانتخابات الرئاسية.

وأدّت هذه الأعمال إلى زيادة قلق الشركات الأجنبية العاملة في مشروعات الغاز المسال، وهي: إكسون موبيل، وتوتال إنرجي، وإيني، وشركة النفط الوطنية الصينية.

وتفكّر بعض هذه الشركات في التركيز على مشروعات الغاز المسال البحرية في موزمبيق مثل كورال نورث، والابتعاد عن المشروعات البرية ذات المخاطر الأمنية الأعلى، رغم أن المشروعات البحرية أصغر حجمًا بكثير من المشروعات البرية واسعة النطاق.

واستنادًا إلى هذه المخاطر، تتوقع غرفة الطاقة الأفريقية وصول قدرة تصدير الغاز المسال في أفريقيا إلى 85 مليون طن فقط بحلول عام 2040، إذا نجحت المشروعات الأقل خطورة.

وتتوقّع وصول هذه القدرة إلى 175 مليون طن سنويًا بحلول عام 2040، إذا نجحت جميع المشروعات المعلنة في دول القارة، بقيادة موزمبيق التي يرجح أن تكون المحرّك الأكبر لنمو القدرة التصديرية في القارة السمراء بسعة محتملة تصل إلى 50 مليون طن سنويًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1. توقعات قدرة تصدير الغاز المسال في أفريقيا من غرفة الطاقة الأفريقية.
2. بيانات أكبر الدول المصدرة للغاز المسال في أفريقيا من وحدة أبحاث الطاقة.