دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، العالم إلى التغيير من آلية تعامله مع العداون الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان والذي اتسع رقعته ليشمل دول أخرى في المنطقة، واصفاً ذلك بأن" المناشدات لم تعد تجدي نفعاً"، وجاء ذلك خلال كلمة له أمام المنتدى الإقليمي التاسع للاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة.

أبو الغيط: إسرائيل لا تريد انهاء الحرب في غزة أو في لبنان وتسعي لجر المنطقة إلى مستنقع العنف الدموي

وقال أبو الغيط  خلال كلمته إن:"قادة الاحتلال أسكرتهم نشوة القتل واستعراضات القوة الفارغة.... وهم أسرى لأحلام برسم شرق اوسط جديد...بينما لا خطة لديهم ولا استراتيجية مفهومة من وراء هذا الدمار العبثي والقتل العشوائي. إن اسرائيل تمارس القتل للقتل...ولا اجندة لدى قائد الاحتلال سوى الأجندة الداخلية....فهو لا يريد انهاء الحرب في غزة أو في لبنان...بل يتلهف لتوسيع رقعتها ليجر المنطقة كلها الى مستنقع العنف الدموي والجنون".

وأضاف:" أما آن الأوان لوقفة لا تكتفي بالكلام وانما تقرن القول بالفعل والخطاب بالعمل؟ أما آن الأوان لكي يفهم الاحتلال انه لا يستطيع ان يباشر حروبا بلا هدف معلن؟ أما آن الوقت أن يُفرض على إسرائيل ثمن لهذه الوحشية في غزة ولبنان؟.. اعرف أن كثيرا من الحاضرين متفقون على ما يجب فعله...وهناك دول، ومن بينها الدولة المضيفة، تحلت بالشجاعة الكافية لاتخاذ الخطوة التي تمنح الفلسطينيين بعض الأمل في المستقبل، اي الاعتراف بالدولة الفلسطينية... غير أن وقف اطلاق النار، في غزة ولبنان، لا زال هدفا بعيد المنال... ولا زالت حكومة الاحتلال تصر على ما تسميه النصر الكامل، دون ان تحدد حتى ماهية هذا النصر المزعوم او علامات تحققه".

وتابع قائلاً إن:" رسالتنا اليوم واضحة:وقف اطلاق نار فوري في لبنان وتنفيذ للقرار 1701 على نحو كامل غير منقوص، بما يحقق الأمن على جانبي الحدود...ويحقن دماءً سوف تسيل بلا سبب... فنحن نعرف، من اليوم، أن هذه الحرب ستنتهي بصيغة لوقف اطلاق النار على اساس من القرارات الأممية... فما حاجتنا الى الاستمرار في حرب تدمير لمقدرات بلد يعيش بالفعل على حافة الانهيار".

أبو الغيط: كفى معاناة عام كامل لم يعد هناك شخص لم يترك منزله في غزة ولا بيت لم يزره الموت

وأردف:" في غزة... لن يقود المزيد من القتل والتجويع والتهجير لمنح العدوان صورة النصر المزعوم التي يبحث عنها... كفى معاناة عام كامل... لم يعد هناك شخص لم يترك منزله في غزة...ولا بيت لم يزره الموت..ولا مبنى يصلح للسكن...نقول كفى...لأننا سنذهب في النهاية لصيغة لوقف اطلاق النار وانهاء هذه الحرب الدموية… فلنفعلها اليوم قبل الغد في اطار صفقة لتبادل الأسرى طال انتظارها بسبب مناورات اسرائيل وتعنت رئيس حكومتها".

أبو الغيط: ارجو أن تسمع اسرائيل من العالم نغمة مختلفة ورسالة جديدة المناشدات لم تعد تجدي

وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى أنه:" ثمة دور ومسئولية على المجتمع الدولي، وبخاصة الولايات المتحدة والدول الأوروبية من أصدقاء اسرائيل، لوضع حد لهذه المقتلة العبثية...التي سيستغرق أهل غزة عقودا للشفاء من آثارها المدمرة...ارجو أن تسمع اسرائيل من العالم نغمة مختلفة ورسالة جديدة... فالمناشدات لم تعد تجدي...وليس هذا وقت الصوت الخافت .. انها لحظة الحقيقة...لحظة الصدق مع النفس والوضوح الأخلاقي الكامل...السكوت على هذه المذبحة بعد عام كامل هو اشتراك في الجريمة"