في حادثة مأساوية شهدتها منطقة العجوزة بالجيزة، تحوّل خلاف بسيط على أولوية جمع القمامة إلى جريمة قتل مروعة، راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر على يد صديقه. الواقعة التي هزّت الأهالي كشفت عن تفاصيل صادمة، حيث استل الجاني سكينًا وسدد طعنة قاتلة لصديقه، منهياً حياته في لحظات.
تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة بلاغًا بالعثور على جثة شاب ملقاة في أحد شوارع منطقة العجوزة، وعلى الفور، وجّه اللواء هاني شعراوي، مدير إدارة البحث الجنائي بالجيزة، بسرعة التحري عن الواقعة وكشف ملابساتها.
انتقلت قوة أمنية بقيادة المقدم أحمد فاروق، رئيس مباحث العجوزة، إلى موقع الحادث، حيث تبين وجود جثة شاب في العقد الثاني من عمره، مصاب بطعنة نافذة في الصدر، وملقى وسط بركة من الدماء. بالفحص، تبين أن الجثة لشاب يدعى عبد الرحمن محمد (23 عامًا)، يعمل في جمع القمامة، وأنه فارق الحياة نتيجة اعتداء بسلاح أبيض.
تفاصيل الجريمة:
كشفت التحريات أن المجني عليه كان يعمل في جمع المخلفات بالمنطقة منذ فترة، وخلال الساعات الأخيرة قبل مقتله، دخل في مشادة كلامية مع صديقه عبد الرحمن. ب (27 عامًا)، الذي يعمل في نفس المهنة، وذلك بسبب خلاف حول أولوية جمع القمامة من أحد المواقع.
تطور الشجار سريعًا إلى مشادة عنيفة، حاول فيها الأهالي التدخل لفض النزاع، إلا أن المتهم لم يتقبل الأمر، واستشاط غضبًا. بعد دقائق من الانفصال، عاد المتهم حاملاً سكينًا، وباغت صديقه بطعنة قوية في الصدر، أسقطته أرضًا مضرجًا في دمائه، وسط ذهول الحاضرين الذين لم يتمكنوا من إنقاذه.
القبض على المتهم وتحقيقات النيابة:
تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد هوية المتهم سريعًا، وبعد تكثيف التحريات، ألقت القبض عليه داخل منزله قبل أن يتمكن من الهرب. وبمواجهته بالجريمة، اعترف بارتكابها، مبررًا فعلته بأنه فقد أعصابه بعد الشجار.
حررّت الأجهزة الأمنية محضرًا بالواقعة، وأُحيل المتهم إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، حيث تقرر عرضه على قاضي المعارضات للنظر في تجديد حبسه على ذمة التحقيقات. فيما تم نقل جثمان الضحية إلى مشرحة المستشفى، تمهيدًا لإنهاء إجراءات الدفن، وسط حالة من الحزن بين أسرته وأصدقائه.
شهود العيان يروون اللحظات الأخيرة:
قال أحد الأهالي، ويدعى "محمود. س"، وهو شاهد عيان على الواقعة: "الشابين كانوا أصدقاء وبيشتغلوا مع بعض، لكن الخلاف بينهم كبر فجأة، محدش توقع إنها توصل للقتل. بعد ما خناقه بسيطة، رجع المتهم بسكين وطعن المجني عليه مرة واحدة في قلبه ومشي، والناس كلها كانت مصدومة."
بينما قالت سيدة من سكان المنطقة: "المجني عليه كان شاب محترم، وبيكافح علشان لقمة عيشه، اللي حصل ده صعب ومؤلم، وحرام شاب يضيع حياته بسبب خلاف تافه."
صدمة في المنطقة ومطالب بالعدالة:
أثارت الجريمة حالة من الحزن والصدمة بين الأهالي، مطالبين بتوقيع أقصى عقوبة على القاتل ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه إنهاء حياة الآخرين لأسباب تافهة. وتواصل النيابة العامة تحقيقاتها مع المتهم، وسط توقعات بإحالته للمحاكمة العاجلة.
0 تعليق