الاربعاء 19 فبراير 2025 | 02:02 صباحاً

نائل البرغوثي أقدم أسير في العالم
ذكرت مصادر قيادية في حركة حماس، أن الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم، السبت المقبل، من بينهم أقدم أسير في العالم، نائل البرغوثي، ورفاق لرئيس حركة حماس الراحل يحيى السنوار في السجون الإسرائيلية.
وأكدت مصادر في عائلة البرغوثي نبأ الإفراج عن عميد الأسرى الفلسطينيين، وأنه أبلغهم بالأمر، فمن هو نائل البرغوثي.
- حاز «أبوالنور» كما يناديه، الأسرى، لقب «أقدم أسير في العالم» وفقا لموسوعة «جينيس» عام 2009.
- دخل في نوفمبر 2024 عامه الـ45، في سجون الاحتلال، قضى منها 35 عامًا متواصلة، وهي أطول مدة اعتقال في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية، ليفرج عنه في صفقة «وفاء الأحرار» التي خرج بموجبها يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي الراحل لحركة حماس.
المولد والدراسة- في 23 أكتوبر 1957، ولد نائل صالح عبدالله البرغوثي في قرية كوبر بمحافظة رام الله والبيرة، حيث عاش المراحل الأولى من حياته.
- درس المرحلة الابتدائية في قريته، وفي بيرزيت انتقل لإكمال دراسته الإعدادية والثانوية في مدرسة الأمير حسن.
- يعد البرغوثي قارئا نهما، وعرف بين الأسرى بثقافته الواسعة وحبه للتاريخ، ويعتبرونه مرجعا في محطات النضال الفلسطيني، إذ تعلم داخل السجن اللغتين العبرية والإنجليزية.
- بدأ دراسة التاريخ في جامعة القدس المفتوحة، بعد إطلاق سراحه في عام 2011، لكن إعادة اعتقاله حرمته من مواصلة مشواره التعليمي.
النضال والمقاومة
- بدأ نائل رحلته مبكرا في المواجهة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 عندما دخلت قواته الضفة الغربية المحتلة ووصلت إلى بوابة قريته وقصفتها، فصعد نائل برفقة أخيه عمر وابن عمه فخري فوق سطح بيتهم حيث جمعوا كومة من الحجارة وبدأو يكبّرون ويهتفون.
- انخرط نائل في خلية للمقاومة برفقة أخيه عمر، واعتقل لأول مرة في 18 ديسمبر 1977، وحُكم عليه بالسجن 3 أشهر.
- بينما كان يستعد لامتحانات الثانوية، أعيد اعتقاله مع شقيقه عمر وابن عمهما فخري البرغوثي في أبريل 1978، بتهمة قتل ضابط إسرائيلي شمال رام الله، وحرق مصنع زيوت وتفجير مقهى في مدينة القدس المحتلة، وحكم عليهم جميعا بالسجن المؤبد.
انضمامه إلى حماس
- بعدما حاول سابقا الانضمام إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين انتمى نائل إلى حركة فتح وآمن بالمقاومة طريقا لتحرير بلاده.
- فيما بعد انضم إلى حركة حماس، بعد انضمام شقيقه عمر، احتجاجًا على اتفاقية أوسلو.
التي تزامنت مع انطلاق ما سمي «مسار التسوية» و«عملية السلام» والتي جسدتها اتفاقية «أوسلو»، انتمى شقيقه عمر إلى حركة حماس، ثم التحق به وهو معتقل يومها في سجن الجنيد بنابلس عام 1995.
أفرج عنه مع السنوار
أُفرج عن نائل البرغوثي يوم 18 أكتوبر 2011 ضمن صفقة «وفاء الأحرار» التي تمت بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وأطلق بموجبها سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، مقابل إفراج إسرائيل عن أكثر من 1000 أسير فلسطيني كان أبرزهم، يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي الراحل، لحركة حماس.
بعد الإفراج عنه تزوج بالأسيرة المحررة إيمان نافع يوم 18 نوفمبر من العام نفسه.
ونفذ نساء العائلة وصية والدته التي توفيت قبل زواجه، والتي أرادت أن يرددن في عرس ابنها اغنية: «في خاطري يا نائل يا دار تبنيها.. وعروس إلك يمه وأنا اللي أنقيها.. في خاطري يا نائل الحارة تمرقها.. وعروس إلك يمه أنا اللي أزوقها».
بدأ حياته من جديد في قريته كوبر، حيث اشتغل باستصلاح الأرض وزراعتها، لكنه لم يكن حرا طليقا بل خضع للإقامة الجبرية في رام الله ومحيطها، وكل شهرين كان مطالبا بالحضور إلى مركز قيادة جيش الاحتلال في مستوطنة بيت إيل من أجل توقيع «إثبات الوجود».
ولم يكد يمضي 32 شهرا على إطلاق سراحه حتى أعاد الاحتلال اعتقاله يوم 18 يونيو 2014 في إطار حملة اعتقالات واسعة استهدفت كثيرا ممن تم إطلاق سراحهم في صفقة «وفاء الأحرار».
وحُكم عليه بالسجن 30 شهرا، ورفض الاحتلال الإفراج عنه بعد قضائه مدة محكوميته وأعاد حكمه السابق، أي المؤبد و18 عامًا بدعوى وجود ملف سري.
تنكيل الاحتلال لذويه
عانت عائلة البرغوثي من اعتقال أفرادها ومطاردة الاحتلال لهم، وأفرج عن والده وأخيه عمر عام 1985 ضمن صفقة تبادل مع الجبهة الشعبية القيادة العامة، لكن الاحتلال رفض إدراج اسمه ضمنها أو ضمن صفقة تبادل أخرى كانت قد تمت في إطار المفاوضات مع الاحتلال في سياق تأسيس السلطة الفلسطينية عام 1993.
كما فقد أحبته وهو في الأسر فلم يستطع أن يودعهم، ففي عام 2004 خلال وجوده في الأسر، عانى من مرارة فقد الوالدين وهو في السجن، إذ توفي والده في أكتوبر 2004، ثم لحقته والدته في الشهر نفسه من العام التالي دون أن يتمكن من وداعهما، وفي عام 2021 توفي شقيقه عمر متأثرا بإصابته بفيروس كورونا (كوفيد-19)، كما حرمه الاحتلال من وداع أحد أحبائه والمقربين إليه ورفيق دربه في الأسر والنضال والمقاومة.
وقدم محاميه استئنافات والتماسات عدة ضد قرار إعادة حكمه السابق (المؤبد و18 عاما) دون أن يصدر بشأنها أي قرار.
0 تعليق