المعادن الحرجة في أوروبا تواجه عجزًا بحلول 2030.. ما حجم التحديات المنتظرة؟

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

توافر المعادن الحرجة في أوروبا أصبح قضية ملحة، وسط تسارع وتيرة مبادرات التحول الأخضر والطاقة النظيفة داخل القارة.

وتمثّل المعادن الحيوية، مثل الليثيوم والكوبالت، مكونات رئيسة في أهم التقنيات النظيفة، مثل بطاريات السيارات الكهربائية، ومع ذلك تعتمد الكتلة على الواردات، ما يعرّضها للاضطرابات في سلاسل التوريد والمخاطر الجيوسياسية.

واستجابة لهذه التحديات، يُسهم قانون المعادن الحرجة الأوروبي لعام 2024 في ضمان قدرة الكتلة على تأمين إمدادات موثوقة، مع تحديد أهداف طموحة للحد من الاعتماد على الواردات.

وبحلول 2030، تهدف الكتلة إلى استخراج ما لا يقل عن 10% من المعادن الحرجة محليًا، ومعالجة 40% داخل الاتحاد الأوروبي، وتلبية 25% من الطلب عبر إعادة التدوير.

ورغم هذه الأهداف، تُظهر بيانات حديثة -اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- أن المعادن الحرجة في أوروبا متأخرة عن الركب، وقد تعجز القارة عن توفير الإمدادات الرئيسة، مثل الغرافيت والليثيوم.

تحديات إنتاج المعادن الحرجة في أوروبا

تكشف البيانات الأخيرة الصادرة عن موقع فيجوال كابيتاليست (Visual Capitalist) أن أغلب معادن البطاريات التي يعدها الاتحاد الأوروبي ذات أهمية إستراتيجية، باستثناء النيكل، لا تلبي قدراتها الإنتاجية المتوقعة.

ويمثّل الغرافيت، أكبر العناصر المستعملة في إنتاج البطاريات أبرز هذه المخاوف، لا سيما أن الكتلة لا تمتلك إمدادات محلية من خام المنغنيز أو الفحم، وكلاهما ضروري لإنتاج الغرافيت الاصطناعي.

وبحلول عام 2030، من المتوقع أن ينتج الاتحاد الأوروبي 16 ألف طن فقط من رقائق الغرافيت محليًا، ولا يتماشى ذلك مع هدف الكتلة المتمثل في إنتاج 45 ألف طن.

أما الليثيوم -أحد أهم المعادن الحرجة في أوروبا- فسيواجه عجزًا ضخمًا، فمن المتوقع أن يصل الإنتاج من مكافئ كربونات الليثيوم إلى 29 ألف طن، وهو أقل بكثير من هدف الإنتاج البالغ 46 ألف طن.

على النقيض، يبدو أن تعدين النيكل على الطريق الصحيح، فقد حدّد الاتحاد الأوروبي هدفًا لاستخراج 40 ألف طن من النيكل داخل الكتلة، في حين تتجاوز الإمدادات المتوقعة 42 ألف طن، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

في المقابل، سيواجه الاتحاد الأوروبي عجزًا كبيرًا في قدرة تعدين الكوبالت محليًا، إذ حدد هدفًا لاستخراج 9 آلاف طن محليًا، لكن الإمدادات المتوقعة 1000 طن فقط.

ورغم أن لدى الاتحاد الأوروبي هدفًا طموحًا لاستخراج 15 ألف طن من المنغنيز، فلن تتمكن الكتلة من استخراج المعدن محليًا بحلول 2030، ما يعني اعتمادها كليًا على الواردات لتلبية الطلب.

المعادن الحرجة في أوروبا تواجه عجزًا بحلول 2030.. ما حجم التحديات المنتظرة؟
أحد مواقع التعدين - الصورة من موقع "رو ماتريالز"

المعالجة وإعادة التدوير

إلى جانب تحديات إنتاج المعادن الحرجة في أوروبا، تواجه الكتلة صعوبات مماثلة في تحقيق أهداف المعالجة وإعادة التدوير.

وتشير التوقعات إلى أن الاتحاد الأوروبي سيتمكن من معالجة 20% من الغرافيت، بما يعادل 17 ألف طن، مقارنة بالهدف المتمثّل في معالجة 86 ألف طن.

ويمثّل إعادة تدوير الغرافيت مجالًا آخر للقلق، إذ لا يتوافر -حاليًا- تقديرات لإمدادات الغرافيت المعاد تدويره على نطاق تجاري داخل الاتحاد الأوروبي.

فضلًا عن ذلك، حدد الاتحاد الأوروبي هدفًا لمعالجة الليثيوم عند 184 ألف طن، لكن من المتوقع معالجة 46 ألف طن، أي نحو 25%، وهدفًا آخر لإعادة تدوير 115 ألف طن من الليثيوم، لكن يُتوقع تحقيق 25 ألف طن فقط من هذا الهدف.

وسلّطت التوقعات الضوء على التحديات التي ستواجه معالجة وإعادة تدوير النيكل، إذ من المتوقع معالجة 124 ألف طن فقط مقارنة بالهدف البالغ 161 ألف طن، وإعادة تدوير 25% فقط من الهدف البالغ 101 ألف طن.

كما لن يتمكن الاتحاد الأوروبي من تحقيق هدف معالجة الكوبالت البالغ 37 ألف طن، إذ يتوقع معالجة 19 ألف طن، بالإضافة إلى إعادة تدوير 6 آلاف طن فقط، مقابل هدف 23 ألف طن، وفق بيانات اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

بالإضافة إلى ذلك، حدّد الاتحاد الأوروبي هدفًا لمعالجة معدن المنغنيز عند 59 ألف طن، لكن تشير التقديرات الحالية إلى أنه من المرجح معالجة 21 ألف طن فقط داخل الكتلة.

كما أن جهود إعادة تدوير المنغنيز أقل من التوقعات، إذ حدّدت الكتلة هدفًا بإعادة تدوير 37 ألف طن، ومع ذلك لن تتجاوز القدرات 5 آلاف طن.

ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- حجم استعمال المعادن الحيوية في قطاع الطاقة المتجددة:

حجم استعمال المعادن الحيوية في صناعات الطاقة المتجددة

الهيمنة على الصناعة

ترجع توقعات عجز إمدادات المعادن الحرجة في أوروبا إلى هيمنة حفنة من البلدان على إنتاجها ومعالجتها، لا سيما جمهورية الكونغو الديمقراطية، المنتج المهيمن على الكوبالت.

في الوقت نفسه، تُعد أستراليا موردًا رائدًا لليثيوم، في حين تؤدي تشيلي دورًا حيويًا في إنتاج النحاس والليثيوم، وتستحوذ إندونيسيا على سوق النيكل.

بالإضافة إلى ذلك، تبرز الصين بصفتها لاعبًا حاسمًا في إنتاج ومعالجة المعادن المختلفة ومعالجتها، إذ تتمتع بحضور قوي في سلاسل التوريد.

فالصين تهيمن على إمدادات الغرافيت بالكامل، إلى جانب أكثر من 90% من المنغنيز، و70% من الكوبالت، ونحو 60% من الليثيوم، وقرابة 40% من النحاس.

وبناءً على ذلك، تواجه الصناعات في الاتحاد الأوروبي تحديات ضخمة بسبب اعتمادها الشديد على هذه البلدان، خاصة أن حصة إنتاج المعادن الحرجة في أوروبا لا تتجاوز 7% من الإنتاج العالمي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق