تشهد اكتشافات النفط والغاز في سورينام زخمًا متصاعدًا منذ عام 2020، مع زيادة استثمارات الشركات الأجنبية في قطاع المنبع للتنقيب عن موارد الدولة اللاتينية الصغيرة التي لم يصل عدد سكانها بعد إلى مليون نسمة.
وأظهر تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- ارتفاع استثمارات قطاع المنبع (الاستكشاف والإنتاج) في سورينام بنسبة 48% خلال السنوات الـ5 الماضية.
واجتذبت اكتشافات النفط والغاز في سورينام استثمارات بقيمة 514 مليون دولار في عام 2024، مقارنة بنحو 348 مليون دولار في عام 2020.
وتوقّع التقرير ارتفاع استثمارات قطاع المنبع في الدولة المجاورة لغايانا إلى 9.5 مليار دولار خلال السنوات الـ3 الممتدة من 2025 وحتى 2027.
زخم اكتشافات النفط والغاز في سورينام
تقود شركة توتال إنرجي حملات اكتشافات النفط والغاز في سورينام المخطط لها خلال السنوات المقبلة، حيث تدير الشركة الفرنسية مشروع غران مورغو البحري (GranMorgu) قبالة سواحل البلاد.
كما يتوقع بدء أعمال أول بئر من بين 4 آبار تديرها شركة شل العالمية متعددة الجنسيات هذا العام (2025)، وسط توقعات بأن تؤدي هذه الاكتشافات إلى زيادة موارد البلاد القابلة للاستخراج.
وتشارك شركة النفط والغاز الماليزية بتروناس في عمليات الاستكشاف بقطاع المنبع في سورينام، وتُجري -حاليًا- مسحًا زلزاليًا ثلاثي الأبعاد في مناطق تصل مساحتها إلى 6 آلاف كيلومتر مربع.

ويتوقع تقرير حديث صادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، حفر ما لا يقل عن 10 آبار بحرية في سورينام خلال عامي 2025 و2026.
وبلغ حجم اكتشافات النفط والغاز في سورينام من الموارد التقليدية القابلة للاستخراج في الأحواض الحدودية قرابة 2.23 مليار برميل نفط مكافئ خلال السنوات الـ5 الممتدة من 2020 وحتى 2024.
وتحتل سورينام المرتبة الثانية بين مناطق الاستكشاف الناشئة بعد ناميبيا، التي تُقدّر اكتشافاتها التقليدية خلال هذه المدة بنحو 3.63 مليار برميل نفط مكافئ.
بينما حلّت تركيا في المرتبة الثالثة باكتشافات تقليدية تُقدّر بنحو 1.81 مليار برميل نفط مكافئ خلال السنوات الـ5 الماضية وحتى عام 2024.
وأسهمت الدول الـ3 (ناميبيا وسورينام وتركيا) بنحو 35% من إجمالي الاكتشافات العالمية الجديدة منذ عام 2020، بحسب تقديرات شركة الأبحاث النرويجية ريستاد إنرجي.
توقعات اكتشافات النفط والغاز في سورينام
تراهن الشركات الأجنبية على اكتشافات النفط والغاز في سورينام خاصة في أحواض المياه العميقة والضحلة التي تتشابه خصائصها الجيولوجية مع أنشطة الجارة اللاتينية غايانا.
ومن المتوقع أن يؤدي هذا التشابه إلى زيادة المنافسة على جذب الاستثمارات الأجنبية في دولتي الجوار اللاتيني الواقعتَيْن في منطقة البحر الكاريبي.
وتتوقع ريستاد إنرجي، أن تحدث تطورات سريعة في مشروع غران مورغو البحري الذي يضم مجموعة من الحقول الواعدة بالموارد المقدّرة بنحو 700 مليون برميل نفط مكافئ قابلة للاستخراج.

ومن المقرر بدء إنتاج هذا المشروع الذي تديره توتال إنرجي في عام 2028، عبر سفينة عائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ بسعة إنتاجية تصل إلى 220 ألف برميل يوميًا.
كما تبلغ سعة تخزين السفينة قرابة مليوني برميل من النفط الخام، بالإضافة إلى سعة معالجة للغاز تصل إلى 500 مليون قدم مكعبة يوميًا.
ويعتمد تصميم المشروع على منصة تنقيب كهربائية بالكامل، لخفض الانبعاثات، مع عدم حرق الغاز بصورة رويتينة في الموقع، وإعادة حقن الغاز المصاحب بالكامل في الخزانات.
على الجانب الآخر، يُتوقّع وجود موارد قابلة للاستخراج تصل إلى 500 ألف برميل نفط مكافئ في المربع البحري رقم 52 الذي تطوّره شركة بتروناس الماليزية.
وتحتاج الشركة الماليزية إلى البحث عن شريك جديد أو المضي في المشروع منفردة، بعد خروج شركة إكسون موبيل الأميركية من حصتها البالغة 50% خلال العام الماضي.
ويمكن للبحث عن شريك جديد أن يُسرع من خطط تطوير منطقة امتياز بتروناس، حيث تستغرق مشروعات المياه العميقة 4 إلى 6 سنوات في الغالب حتى تتحول من مرحلة الاستكشاف إلى مرحلة الإنتاج، بحسب متابعات وحدة أبحاث الطاقة لمشروعات المياه العميقة حول العالم.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
تحليل اكتشافات النفط والغاز في سورينام وتوقعاتها من ريستاد إنرجي.
0 تعليق