أعلنت حركة حماس توصلها إلى اتفاق جديد خلال زيارتها الأخيرة إلى القاهرة، بهدف حل أزمة تأخر إسرائيل في إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الأسرى الفلسطينيين، والذي كان مقررًا وفق اتفاق وقف إطلاق النار المبرم سابقًا.
وذكرت حماس في بيان رسمي لها، الثلاثاء، أنه تم التوافق خلال اللقاءات مع المسؤولين المصريين على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين تأخر الإفراج عنهم مؤخرًا، وذلك بالتزامن مع تسليم جثامين الجنود الإسرائيليين المحتجزة لدى الحركة في غزة.
تفاصيل الاتفاق الجديد: صفقة تبادل أسرى وجثامين
وكشفت حماس أن الاتفاق ينص على أن يجري تبادل الأسرى الفلسطينيين مع جثامين 4 جنود إسرائيليين، في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، بعد أن تعطلت هذه المرحلة بسبب خلافات بين الطرفين حول آلية التنفيذ. وأكدت الحركة أنها تلتزم بالاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إسرائيل برعاية مصرية وقطرية، بهدف تعزيز الاستقرار ووقف التصعيد في القطاع.
وكانت حماس قد أفرجت، يوم السبت الماضي، عن ستة رهائن إسرائيليين أحياء طبقًا للاتفاق الأصلي، فيما تم تأجيل تسليم الجثامين نتيجة خلافات حول توقيت الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
مصر تقود جهود الوساطة من جديد
ويأتي هذا الإعلان في أعقاب زيارة وفد رفيع المستوى من حماس إلى العاصمة المصرية القاهرة، حيث جرت محادثات مكثفة مع جهاز المخابرات العامة المصرية بهدف متابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وشدد الجانب المصري خلال اللقاءات على ضرورة احترام جميع الأطراف لبنود الاتفاق بشكل كامل، بما يضمن تحقيق الهدوء واستمرار التهدئة الإنسانية في قطاع غزة.
كيف ستتم عملية تبادل الجثامين والأسرى؟
وفق ما كشفت عنه مصادر إعلامية فلسطينية وإسرائيلية، ستقوم حماس بنقل جثث أربعة رهائن إسرائيليين عبر الصليب الأحمر من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة إلى معبر كرم أبو سالم، وذلك دون إقامة أي مراسم، مقابل أن تطلق إسرائيل سراح مجموعة من الأسرى الفلسطينيين الذين كان مقررًا الإفراج عنهم سابقًا في المرحلة الأولى من الاتفاق.
وتأتي هذه الخطوة في إطار المرحلة الثانية من صفقة وقف إطلاق النار التي أُبرمت بعد معارك غزة الأخيرة، والتي تسعى من خلالها الأطراف الوسيطة، وعلى رأسها مصر وقطر، إلى تثبيت التهدئة ومنع انهيارها مجددًا.
مصر تواصل جهودها لمنع الانهيار والعودة إلى المواجهة
ويُبرز هذا الاتفاق الجديد الدور المحوري الذي تلعبه مصر في احتواء الأزمات المتلاحقة بين إسرائيل والفلسطينيين، حيث نجحت القاهرة مجددًا في تذليل العقبات التي كانت تهدد بانهيار الهدنة، في ظل مخاوف من أن عدم التزام إسرائيل وحماس بشروط الاتفاق قد يؤدي إلى اندلاع موجة جديدة من التصعيد العسكري.
من جانبه، أكد الوفد الحمساوي في القاهرة على تمسك الحركة الكامل ببنود الاتفاق، وطالب الجهات الدولية والإقليمية بضمان تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها، خاصة في ظل حالة التوتر المستمرة في غزة والضفة الغربية.
0 تعليق