أعرب خمسة وزراء دفاع أمريكيين سابقين عن قلقهم العميق بشأن قرارات الرئيس دونالد ترامب بإقالة قادة عسكريين كبار في البنتاجون، محذرين من أن هذه التصرفات تشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي واستقرار المؤسسة العسكرية. 
في رسالة مشتركة وجهها هؤلاء المسؤولون السابقون إلى الكونجرس، طالبوا بشدة بمحاسبة ترامب على إقالاته "المتهورة" لمجموعة من كبار العسكريين دون تقديم أي مبررات واضحة.

أهمية الرسالة وملامحها

الرسالة التي تم نشرها من خلال صحيفة "واشنطن بوست" حظيت باهتمام واسع، حيث وقع عليها كل من لويد أوستن، جيم ماتيس، تشاك هيغل، ليون بانيتا وويليام بيري. هؤلاء الوزراء السابقون خدموا في فترات حكم إدارات جمهورية وديمقراطية على مدار عقود، ما يضفي مصداقية على مطالباتهم بتوضيح أسباب هذه الإقالات.
والوزراء الموقعون على الرسالة يعتبرون أن القرارات التي اتخذها ترامب في هذا الصدد قد تضر بمصداقية البنتاجون وتهدد استقراره في المستقبل.

القلق من إقالة القادة العسكريين

بحسب الرسالة، فإن القلق الأساسي يتعلق بالإقالات التي تمت دون أن يتم تقديم أي مبرر منطقي لها، وهو ما اعتبره الموقعون عليه تهديدًا لاستقلالية المؤسسة العسكرية. 
وعبر الوزراء السابقون عن رفضهم التام لإجراء ترامب الذي يرى البعض أنه جاء بسبب الخلافات الشخصية أو السياسية مع المسؤولين العسكريين الذين تمت إقالتهم. وجاء في الرسالة أن هذه التصرفات قد تضر بمؤسسة البنتاجون وتؤثر سلبًا على استعدادها في مواجهة التحديات العسكرية والأمنية المقبلة.

الدعوة إلى محاسبة ترامب

في رسالتهم، دعا الوزراء السابقون الكونجرس إلى "ممارسة مسؤولياته الرقابية" بشكل كامل وعدم السماح بإجراءات مماثلة في المستقبل.
وأكدوا على أهمية محاسبة ترامب على هذه القرارات التي وصفوها بأنها "غير مدروسة"، وطالبوا بعدم الموافقة على أي ترشيحات جديدة للبنتاجون حتى يتم تقديم مبرر لهذه الإقالات. 
وركزوا على ضرورة أن يتبنى الكونغرس نهجًا أكثر شفافية في مراقبة هذه القرارات.

رسالة قوية تثير تساؤلات

هذه الرسالة ليست مجرد تحذير من مسؤولين سابقين بل هي دعوة مفتوحة للكونجرس الأمريكي للقيام بدوره الرقابي الدستوري لضمان عدم تجاوز صلاحيات الرئيس في المستقبل. 
يرى العديد من المراقبين أن هذه المبادرة تطرح تساؤلات حول كيفية تعامل الحكومة الأمريكية مع المسائل الأمنية الكبرى في فترة ما بعد ترامب، وتسلط الضوء على أهمية الحفاظ على استقرار القيادة العسكرية بعيدًا عن الصراعات السياسية.
إن هذه الرسالة من خمسة وزراء دفاع سابقين تشكل خطوة قوية من قبل كبار المسؤولين في الأمن القومي الأمريكي. 
فهي تحذر من تصرفات غير مسؤولة من شأنها أن تؤثر على قدرة البنتاجون في أداء واجباته بفاعلية. في وقت حساس تمر فيه الولايات المتحدة بتحديات كبيرة، يبقى السؤال الأهم: هل سيتخذ الكونجرس خطوات ملموسة لمحاسبة الرئيس ترامب وضمان استقرار القيادة العسكرية الأمريكية؟