تحرك مفاجئ في البنوك عكس قرار ...

بانكير 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يا ترى ليه بعض البنوك بدأت تخفض سعر الفايدة ؟ وازاى بيعملوا كده رغم ان البنك المركزي مستمر قى تثبيت اسعار الفائدة؟ و إيه اللي بيحصل لما البنوك المصرية تقرر تخفض فائدة الحسابات والشهادات بتاعتها؟ وهل فيه حاجة كده بتحصل من غير سبب؟ و هل ده طبيعي ولا فيه حاجة غريبة بتحصل في السوق المصرفي؟

من كام يوم بنوك كبيرة زي بنك مصر والبنك العربي الإفريقي وبنوك تانية زي التجاري الدولي والأهلي قطر الوطني بدأوا يخفضوا فائدة منتجاتهم الادخارية.. يعني مثلاً بنك مصر خفّض فائدة حساب 'سوبر كاش توفير' بتاعه من 23% لـ22.5% والبنك العربي الإفريقي بيستعد يخفض فائدة حساب 'E-Golden Saving' بتاعه من مارس الجاي بمعدل بين 2 و3% عشان تبقى بين 20.75% و24%.. وحتى بنك المشرق-مصر بعت رسايل لعملائه قال فيها إن الفائدة على حساب 'المشرق نيو' هتفضل 23% لحد آخر مارس، وبعد كده هيراجعوها.


طب ده معناه إيه؟

ببساطة البنوك بتحاول تظبط تكلفة الأموال عندها.. يعني لما البنك بيديك فايدة عالية على حساب توفير أو شهادة.. ده بيكلفه فلوس كتير عشان يقدر يدفع العائد ده.. لو الفايدة دي مرتفعة أوي وهو مش قادر يحقق نفس العائد من القروض أو استثماراته يبقى بيخسر.. وده اللي حصل الفترة اللي فاتت.

من فبراير 2022 البنك المركزي رفع الفايدة بنسبة 19%، ووصّلها لـ27.25% للإيداع و28.25% للإقراض عشان يكبح التضخم اللي وصل مستويات قياسية بسبب تحرير سعر الدولار. . بس دلوقتي، البنوك شايفة إن الوضع بيستقر والمركزي ممكن يبدأ يخفض الفايدة قريب فبدأت تستبق الحدث


ليه بقى البنوك بتستبق المركزي؟

عقولك البنوك بتعمل كده .. عشان تحمي نفسها من الخساير.. لو استنوا لحد ما المركزي يخفض الفايدة رسميًا وبعدين لقوا نفسها بتدفع فايدة عالية على الودايع بينما عوايد الاستثمار أو القروض بقت أقل.. هيبقى فيه خلل كبير في الميزانية بتاعتهم.. يعني مثلاً عوايد أدوات الدين الحكومي – زي السندات والأذون – نزلت الفترة اللي فاتت والطلب على القروض كمان قلّ نسبيًا السنة اللي فاتت.. فالبنوك قالت: 'بدل ما نستنى ونتورط، خلينا نعدل الأمور من دلوقتي.

وحاليا البنوك عندها شبه يقين إن المركزي هيخفض الفايدة في الاجتماعات الجاية فبدأت تخفض تدريجيًا دلوقتي عشان متتعرضش لخساير..  وده منطقي جدًا البنك المركزي فعلاً ثبت الفايدة في آخر 7 اجتماعات بس الظروف بقت مهيأة للتيسير النقدي.. يعني التضخم بدأ يهدى.. والإصلاحات الاقتصادية اللي حصلت في 2024 بدأت تظهر نتايجها.. فالبنوك بتحس إن الوقت قرب عشان الفايدة تنزل وبتحضر نفسها للمرحلة الجاية.
طب هل ده طبيعي؟

آه طبيعي جدًا ومش جديد على السوق المصري.. البنوك دايمًا بتتحرك مع إشارات المركزي.. سواء لما بيرفع الفايدة أو لما بيخفضها. لما المركزي رفع الفايدة في 2022 و2023.. البنوك جريت وراه وطلعت شهادات بفايدة 25% و30%.. دلوقتي لما حسوا إن الرياح بتتغير بدأوا يهدوا اللعب شوية.. و ده اسمه إدارة مخاطر والبنوك المصرية بتعمل كده بذكاء عشان تحافظ على هوامش ربحيتها.


وخلينا نركز على أمثلة ملموسة. البنك العربي الإفريقي بيخطط يخفض فايدة حساب 'جولدن بلس' بتاعه لتتراوح بين 18.5% و23.5% حسب الشريحة الادخارية من 50 ألف جنيه لأكتر من 10 مليون… والبنك التجاري الدولي وغيره خفضوا فايدة الشهادات بتاعتهم بنسب بين 0.5% و1.5% من كام أسبوع..  الكلام ده بيأكد إن البنوك مش بتتصرف بعشوائية.. لأ.. دي خطة مدروسة عشان توازن بين تكلفة الفلوس اللي بتدفعها للعملاء وعوايدها من السوق.


فيه ميزة كمان في القرار ده.. لما الفايدة على الادخار بتقل ده بيدي دفعة للقروض.. يعني لو الفايدة نزلت زي ما الكل بيتوقع خلال 2025 الشركات والأفراد هيبقى عندهم شهية أكبر يطلبوا تمويل.. وده هينعش السوق ويزود توظيف الودايع في مشاريع وقروض بدل ما تبقى قاعدة في حسابات توفير.. يعني الاقتصاد ككل هيستفيد مش بس البنوك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق