أعلنت شركتا إيني الإيطالية وبتروناس الماليزية خططًا لدمج أصولهما في إندونيسيا وماليزيا، في خطوة تهدف إلى إنشاء كيان جديد قد يكون له تأثير كبير بأسواق المنطقة.

وفي هذا السياق، وقّعت الشركتان مذكرة تفاهم للبدء في مباحثات مستفيضة بشأن تأسيس مشروع مشترك للإشراف على أصول قطاع المنبع في البلدين.

ويهدف الكيان الجديد إلى دمج احتياطيات تُقدر بـ3 مليارات برميل نفط مكافئ، بالإضافة إلى فرص استكشافية ضخمة تصل إلى 10 مليارات برميل نفط مكافئ، مع هدف إنتاج 500 ألف برميل يوميًا في المدى المتوسط.

وأظهر تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن الشراكة بين إيني وبتروناس تفتح آفاقًا جديدة في قطاع الطاقة بجنوب شرق آسيا، وستكون في وضع مثالي للتوسع في مشروعات الغاز والبنية التحتية خلال المستقبل.

تفاصيل الشراكة بين إيني وبتروناس

سيركز المشروع المشترك بين إيني وبتروناس على الاستثمار بمشروعات تطوير الغاز الجديدة، في خطوة تعكس التزامهما بتحول الطاقة ودعمهما لارتفاع الطلب على الغاز في منطقة جنوب شرق آسيا.

وتأتي هذه الخطوة خلال وقت كانت تسعى فيه إيني لجلب شركاء آخرين في مشروعات الغاز قيد التطوير بحوض كوتي الواقع في إندونيسيا، في حين كانت تبحث بتروناس عن توسيع نطاق أعمالها في التنقيب والإنتاج داخل البلاد، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وسيركز الكيان الجديد على استقرار إنتاج الأصول في ماليزيا ودعم التطورات الجديدة في إندونيسيا.

ووفقًا للبيان الرسمي الصادر عن شركة إيني، ستحتفظ الأصول بالهيكل التشغيلي الحالي مع ضمان التركيز على معايير الصحة والسلامة والبيئة، بالإضافة إلى تعزيز الكفاءة والحفاظ على التزامات الشركتين تجاه الاستدامة البيئية.

ومن المتوقع أن تكون الشركة الجديدة قادرة على جذب التمويل الخارجي على أساس مستقل، في حين ستخضع الصفقات النهائية للموافقات الحكومية والتنظيمية من الحكومتين الإندونيسية والماليزية والشركاء المعنيين.

أصول إيني وبتروناس في جنوب شرق آسيا

رغم عدم تحديد الأصول التي ستشملها الشراكة بين إيني وبتروناس؛ فإن التوقعات تشير إلى أن إندونيسيا ستكون محور هذا التحالف.

وبحسب التقرير الصادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي، من الممكن أن يتضمن الكيان الجديد الأصول الآتية:

• حصة شركة إيني بحوض كوتي في إندونيسيا.
• حصة بتروناس في مشروع أبادي للغاز المسال.
• قد تسهم بتروناس بأصول إنتاج واستكشاف في سارواك وصباح في ماليزيا.

وترى وود ماكنزي أن الشراكة ستتجاوز توقعات الصناعة بفضل استغلال إمكانات إيني المتقدمة في الاستكشاف وقوة بتروناس الإقليمية.

وسيخلق الكيان الجديد لاعبًا قويًا في منطقة جنوب شرق آسيا، قادرًا على دفع مشروعات جديدة لتوريد الغاز والبنية التحتية، كما سيستفيد من الفرص الاستكشافية التي يمكن أن يكون لها تأثير كبير في المنطقة.

شراكات إيني السابقة

أشار التقرير إلى أن هذه الخطوة التي تتخذها إيني مشابهة لخطوات سابقة ناجحة لها في أنغولا من خلال شراكتها مع بي بي البريطانية لتأسيس أزول إنرجي، والنرويج من خلال استثمارها في فار إنرجي، والمملكة المتحدة عبر الدمج مع شركة إيثاكا.

وأضاف التقرير أن شركة إيني فصلت سابقًا بعض الأصول غير الأساسية التي كانت تعاني صعوبة جذب التمويل بهدف تحرير القيمة، لكن الأمر مختلف هذه المرة، ولا سيما أن إندونيسيا على وشك أن تصبح واحدة من أكبر الدول المنتجة في محفظة إيني بحلول أوائل العقد المقبل.

وأكد أن المحرك الأساس وراء هذه الشراكة هو إدارة الالتزامات المالية واكتشاف فرص النمو الجديدة، إضافة إلى تعزيز العلاقات الإستراتيجية في المنطقة.

أما على الصعيد الإقليمي؛ فيرى أن إنشاء كيان جديد يتمتع بالكفاءة التقنية والقدرة المالية سيكون بمثابة العامل الأساسي لتحفيز الاستفادة من الإمكانات غير المستغلة بمنطقة جنوب شرق آسيا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1. خطط لدمج أصول إيني وبتروناس في منطقة جنوب شرق آسيا من وود ماكنزي.
2. بيان لشركة إيني عن الشراكة مع بتروناس.