تعمل مصر وفق رؤية استراتيجية طموحة تهدف إلى التحول لمركز إقليمي محوري في تبادل الطاقة، وهو ما يتجاوز مجرد التصدير ليصل إلى التحكم في تدفقات الكهرباء والغاز بين القارات. 

وهذه الرؤية ليست وليدة اللحظة، بل تعتمد على شبكة متكاملة من مشروعات الربط الكهربائي والتخزين الاستراتيجي للطاقة، ما يمنحها القدرة على تحديد الأسعار وتوجيه الإمدادات وفقاً لمصالحها الاقتصادية.

التحول إلى مركز إقليمي للطاقة

تسعى مصر إلى تأمين موقعها كمحور رئيسي لتبادل الطاقة بين إفريقيا، آسيا، وأوروبا، مستغلة موقعها الجغرافي المتميز، والبنية التحتية القوية التي يتم تطويرها باستمرار. 

وهذا التوجه الاستراتيجي يعزز مكانة البلاد كلاعب أساسي في سوق الطاقة العالمي، حيث تخطط لتكون الرابط الأساسي بين هذه القارات الثلاث.

بنية تحتية قوية لتحقيق الهدف

لم يكن تحقيق هذا الهدف ممكناً دون تنفيذ مشروعات ضخمة للربط الكهربائي، حيث بدأت مصر بالفعل في تشغيل خطوط ربط مع عدة دول، من بينها:

• اليونان وقبرص: يمثلان بوابة مصر لتصدير الكهرباء إلى القارة الأوروبية.
• المملكة العربية السعودية: مشروع الربط المصري السعودي يعزز دور مصر في تزويد آسيا بالكهرباء.
• ليبيا والسودان: يفتحان المجال أمام تصدير الكهرباء إلى دول القارة الإفريقية، مما يدعم التكامل الاقتصادي بين الدول المجاورة.

بطاريات التخزين.. عنصر حاسم في السيطرة على السوق

تواجه دول العالم تحديات في إدارة فائض الكهرباء، وهو ما عانت منه مصر في فترات سابقة. لكن الحل جاء عبر تقنية بطاريات التخزين الضخمة، والتي تتيح لمصر حفظ الفائض من الطاقة وبيعه وقت الحاجة، للدول التي ترغب فيه وبالأسعار التي تحددها، بدلاً من فقدانه كما كان يحدث سابقًا. 

وهذه التقنية تمنح البلاد مرونة كبيرة في التعامل مع الأسواق العالمية، وتقلل من الهدر، مما يعزز مكاسب الدولة الاقتصادية.

لماذا تحتاج أوروبا وآسيا إلى كهرباء مصر؟

تمثل أوروبا وآسيا أكبر الأسواق استهلاكًا للطاقة، حيث تعتمد أوروبا بشكل كبير على الكهرباء في تشغيل أنشطتها الصناعية والتجارية، بينما تحتاج دول آسيوية، مثل الصين ودول الخليج، إلى طاقة مستدامة لدعم نموها الاقتصادي والتعامل مع تحديات المناخ وارتفاع درجات الحرارة.

رؤية مصر المستقبلية

مع استمرار تنفيذ مشروعات الربط الكهربائي، وتعزيز استثمارات الطاقة المتجددة والتخزين الاستراتيجي، تمضي مصر بثبات نحو تحقيق هدفها في السيطرة على سوق الطاقة الإقليمي. 

وهذا التوجه لن يحقق فقط مكاسب اقتصادية ضخمة، بل سيعزز أيضًا مكانة مصر كقوة مؤثرة في مستقبل الطاقة العالمي.