قصة كوكو أند أس ، في أحد أحياء مصر، نشأ كيرلس حشمت لبيب، المعروف بلقب “كوكو”، مع صديقه المقرب سلطان محمد. لم تكن صداقتهما مجرد علاقة عابرة، بل كانت تجسيدًا حقيقيًا للأخوة المبنية على الحب والولاء والإخلاص.

قصة كفاح كوكو أند أس

تربى كوكو وسلطان على قيم الصدق والنزاهة، وكان لديهما طموح مشترك يتمثل في إنشاء مشروع ناجح خاص بهما. وبالفعل، بدأ هذا الطموح يتحقق عندما قاما بفتح محل لبيع الهدايا والإكسسوارات. لم يكن الطريق سهلاً، لكنهما اجتهدا وعملوا بجد، وتمكنا من بناء سمعة طيبة بفضل تعاملهما الرفيع مع الزبائن وأسعارهما التنافسية.

لم يقتصر الأمر على المحل فقط، بل قررا توسيع نشاطهما من خلال إنشاء صفحة على فيسبوك لعرض منتجاتهما. سرعان ما حققت الصفحة انتشارًا واسعًا، وزاد الإقبال عليها، مما أكسبهما ثقة العملاء وساهم في افتتاح عدة فروع جديدة. مع مرور الوقت، أصبحا من الأسماء المعروفة والمحبوبة في مجال التجارة الإلكترونية، حيث كانا دائمًا يقدمان منتجات بأسعار تنافسية ويحرصان على رضا الزبائن، لكن كما يُقال، “الحياة ليست دائمًا كما نتوقع”، فقد واجه كوكو تحديًا صعبًا غيّر مجرى حياته بشكل جذري.

كوكو أند أس و تابلت وزارة التعليم 

في يوم من الأيام، قدم أحد الموردين عرضًا لكوكو لشراء تابلت. لم يكن هناك ما يثير الشكوك، إذ لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها بشراء منتجات من موردين مختلفين. وبنية حسنة، قام بشراء التابلت وأدرجه ضمن مجموعة المنتجات المعروضة في متاجره.

كما هو معتاد، أجرى بثًا مباشرًا عبر صفحته على فيسبوك لعرض التابلت للبيع، دون أن يدرك أن هذه اللحظة ستشكل بداية أزمة كبيرة، ولكن قبل أن تتدخل الشرطة أو يبدأ أي تحقيق، كان كوكو قد غادر إلى الصين لشراء بضائع جديدة لمتاجره.

بعد مغادرته، بدأت الشرطة في اتخاذ الإجراءات اللازمة، حيث اكتشف المسؤولون عن مخازن وزارة التربية والتعليم أن اجهزة التابلت قد سُرقت من الوزارة، وقرروا إعداد محضر رسمي بالحادثة.

كيف حصل كوكو على أجهزة تابلت وزارة التربية والتعليم؟

1- قام شخص بسرقة التابلت من مخازن وزارة التربية والتعليم.
2- قام السارق ببيعه لتاجر أول.
3- باع التاجر الأول الجهاز لتاجر ثانٍ.
4- قام التاجر الثاني ببيعه لتاجر ثالث.
5- في النهاية، باع التاجر الثالث الجهاز لكوكو، الذي كان آخر شخص في هذه السلسلة الطويلة.

عندما استلم كوكو التابلت، لم يكن أحد على علم بأنه مسروق، ولم تكن هناك أي قضايا مفتوحة بشأنه. تم اكتشاف الأمر عندما قام كوكو أند أس بعرض التابلت للبيع والترويج له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما دفع المسؤولين إلى تحرير محضر رسمي، ومن هنا بدأت الإجراءات القانونية التي وضعت كوكو في مواجهة تهمة خطيرة.

خلال التحقيقات، تم التعرف على الأفراد الذين سبقوا كوكو في سلسلة البيع، وبدأت تفاصيل القضية تتضح، وتمت تبرئة جميع التجار الذين تعاملوا مع التابلت وذلك ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي ، قبل وصوله إلى كوكو، حيث اعتُبروا جميعًا “حسن النية”. ولكن عندما قام كوكو بعرض التابلت للبيع علنًا عبر البث المباشر، تم تصنيفه “سيئ النية”.

ولكن السؤال الذي يطرحة رواد مواقع التواصل الاجتماعي جمهور كوكو أند أس

-كيف يمكن لشاب ناجح، معروف بأمانته وصدقه، أن يخاطر بسمعته ومستقبله من أجل تابلت لا قيمة له أمام نجاحه؟
-كيف يتم تبرئة جميع التجار الذين تعاملوا مع التابلت قبله، بينما يتحمل كوكو وحده المسؤولية؟