اقرأ في هذا المقال
- • العام الماضي كان رسميًا الأكثر دفئًا في العالم منذ بدء التسجيل في عام 1850
- • ارتفاع درجات الحرارة يسبّب تغييرات جوهرية في قابلية العيش بمناطق كبيرة من الكوكب
- • الأنشطة الاقتصادية التي تحدث في الهواء الطلق فقط يمكن أن تتأثر بتغير المناخ
- • من المنطقي اقتصاديًا في أكثر من نصف العالم إغلاق محطات الكهرباء العاملة بالوقود الأحفوري
يتوقّع الخبراء أن تغير المناخ، الناتج عن استمرار انبعاثات كوكب الأرض بالمعدلات الراهنة، يمكن أن يخفّض الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى النصف بحلول عام 2070.
أفادت بذلك دراسة أجراها لدى جامعة إكستر ومعهد وكلية الأكتواريين (Institute and Faculty of Actuaries) في المملكة المتحدة، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقد كان العام الماضي (2024) رسميًا الأكثر دفئًا في العالم منذ بدء التسجيل في عام 1850، وكان متوسط ارتفاع درجات الحرارة العالمية في عام 2024 أقل بقليل من 1.5 درجة مئوية منذ ذلك الحين، وهو الهدف الذي حدّده اتفاق باريس للمناخ.
وبالنظر إلى ازدياد الكوارث المناخية المكلفة في جميع أنحاء الكوكب، يدقّ بعض الخبراء الماليين ناقوس الخطر بشأن ما قد يعنيه المزيد من الاضطرابات المناخية للاقتصاد العالمي في المستقبل.
إمكان تأثير تغير المناخ في الناتج المحلي الإجمالي العالمي
في إشارة إلى إمكان تأثير تغير المناخ في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أفاد تقرير "الملاءة الكوكبية لعام 2025"، الذي أعدّه الخبراء الماليون لدى جامعة إكستر ومعهد وكلية الأكتواريين في المملكة المتحدة، بأن هناك خسارة تصل إلى 50% في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بين عامي 2070 و2090.
وقال أستاذ تغير المناخ وعلوم نظام الأرض بجامعة إكستر البريطانية، الدكتور تيم لينتون: "إذا ارتفعت درجات الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية في وقت لاحق من هذا القرن، ووصلت إلى 4 درجات مئوية أو أكثر، فإننا سنشهد تغييرات جوهرية في قابلية العيش بمناطق عديدة من الكوكب".

وأضاف لينتون أن ذلك قد يسبّب نوعًا من الاضطراب الاجتماعي الكبير، وبالتالي الانهيار الاقتصادي، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.
وعلى الرغم من أن بعض خبراء الاقتصاد يقولون: "إن خفض الانبعاثات بنسبة 50% ليس بالأمر السيئ إذا كنا سنصبح أكثر ثراءً بـ3 أو 7 مرات في وقت لاحق من هذا القرن"، يشير الدكتور تيم لينتون إلى أن "ارتفاع درجة حرارة الكوكب يسبّب خسارة كبيرة للاقتصاد والمجتمعات والقدرة الإنتاجية".
الأحداث المناخية القاسية
قال أستاذ تغير المناخ وعلوم نظام الأرض بجامعة إكستر البريطانية، الدكتور تيم لينتون: "نشهد، حاليًا، ارتفاعًا كبيرًا في الأحداث المناخية القاسية، وقد رأينا، مؤخرًا، بعض الأمثلة في حرائق الغابات في منطقة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأميركية والفيضانات التي شهدتها مدينة فالنسيا بإسبانيا العام الماضي".
وأوضح أنه "بالمعنى الأوسع، فإننا نخاطر بتجاوز نقاط التحول في المناخ، وهو ما يعني أننا نطلق العنان لتغير ذاتي الدفع، وسريع في كثير من الأحيان، ويصعب عكس اتجاهه، في بعض الأجزاء الرئيسة من المناخ التي تؤدي إلى أشياء جيدة لنا في الوقت الحالي، ولكنها ستسبّب مشكلات إذا ازدادت وتيرتها".
وهذا يعني أن فقدان الصفائح الجليدية الرئيسة يؤدي إلى ارتفاع أكبر وأسرع وأطول أمدًا في مستوى سطح البحر.
وأضاف الدكتور تيم لينتون: "جمعنا العواقب المترتبة على إنتاج المحاصيل الرئيسة مثل القمح والذرة، التي ستمثّل انخفاضًا بنسبة 50% في المساحة اللازمة لزراعة هذه المحاصيل المستقرة في جميع أنحاء العالم، ما يمهد لأزمة ضخمة في الأمن الغذائي والمائي".
مخاطر تغير المناخ
أشار أستاذ تغير المناخ وعلوم نظام الأرض بجامعة إكستر البريطانية، الدكتور تيم لينتون، إلى "السيناريوهات المبكرة التي أفادت بأن الأنشطة الاقتصادية التي تحدث في الهواء الطلق فقط يمكن أن تتأثر بتغير المناخ، مثل الزراعة وربما القليل من التعدين المفتوح، وكانت هذه نسبة صغيرة فقط من إجمالي الاقتصاد".
وأوضح أن "هذا هراء، لأننا جميعًا يجب أن نذهب إلى العمل، وأن نأكل وأن نزرع المحاصيل التي توفّر الطعام"، داعيًا إلى طريقة أكثر منهجية ووضوحًا.
وألمح لينتون إلى إنكار تغير المناخ بقوله: "البعض ينكر ذلك، والبعض الآخر لا"، وقال: "أعتقد أن من الإنصاف أن نعتبر أن كل الأشخاص ليسوا في حالة إنكار".
وأضاف: "تُظهر استطلاعات الرأي العامة في مختلف أنحاء العالم أن 3 أرباع الأشخاص على الأقل لا يعتقدون أن تغير المناخ حقيقي، ويعود إلى الأنشطة البشرية فحسب، بل إن حكوماتهم لا بد أن تتخذ إجراءات أكثر حزمًا في التعامل مع هذا الأمر؛ لذا أعتقد أن هناك أغلبية صامتة لا تنكر ذلك على الإطلاق".
وأكد أن الإنكار يعود إلى "أننا نميل إلى تصور أن تغير المناخ يرجع أولًا إلى غازات لا نستطيع رؤيتها، وتمتد العديد من تأثيراته على مدى فترات زمنية طويلة".

الطاقة المتجددة
قال أستاذ تغير المناخ وعلوم نظام الأرض لدى جامعة إكستر البريطانية، الدكتور تيم لينتون: "إن هناك من يرى أن أرخص أشكال الكهرباء في نظام الطاقة في العالم الآن هو الطاقة المتجددة".
وأوضح أن من المنطقي اقتصاديًا في أكثر من نصف العالم إغلاق محطات الكهرباء العاملة بالوقود الأحفوري واستبدال مصادر متجددة جديدة وتخزين البطاريات بها.
وأضاف: "كلما نشرنا المزيد من الألواح الشمسية أو توربينات الرياح أو تخزين البطاريات، أصبحت أرخص وأفضل".
وألمح إلى أن "هذه ردود فعل قوية، وأود أن أزعم أنها قوية الآن، لدرجة أننا ربما تجاوزنا نقطة تحول إيجابية، حيث لا يمكن إيقاف التحول إلى اقتصاد الطاقة المتجددة إلى حد ما، رغم وجود معارك لا تزال يتعيّن علينا الفوز بها".

تصاعد مخاطر تغير المناخ
يرى أستاذ تغير المناخ وعلوم نظام الأرض بجامعة إكستر البريطانية، الدكتور تيم لينتون، أن "مخاطر تغير المناخ تتصاعد، ولسنا متأكّدين من أننا سنتجنّبها".
وأضاف: "لدينا جميعًا بعض الوكالات لإجراء التغييرات التي ستكون مفيدة لنا في كثير من النواحي"، مشيرًا إلى "الفوائد المشتركة المترتبة على توفير الهواء النظيف ووسائل التنقل الكهربائية".
وأردف: "يمكننا أن نكون جزءًا من الحركة الاجتماعية لتحقيق هذه التغييرات، في ظل محاولات ديمقراطية لإجبار الحكومات على التصرف بصورة أكثر حزمًا".
وتابع: "أستطيع أن أسوق مجموعة من الأمثلة حول طريقة تمتعنا جميعًا بقدر من القدرة على التعامل مع العوامل الأساسية وراء تغير المناخ، وفي الوقت نفسه، يتعيّن علينا أن نعترف بأننا نشهد أضرارًا بالغة، ولن نتمكن من تجنّب كل هذه الأضرار".
وقال إن "بناء الثقة في مجتمعاتنا يشكّل جزءًا أساسيًا من تعزيز المرونة والقدرة على التكيف، ودعم وسائل الاستجابة في عالم متغير".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق