ارتفعت أسعار في أوروبا خلال تعاملات اليوم الإثنين 3 مارس/آذار (2025)، مع عودة مخاوف التوترات الجيوسياسية بالتزامن مع تراجع كبير في مخزونات القارة العجوز.

وأثار الخلاف بين زعماء الولايات المتحدة وأوكرانيا، يوم الجمعة، الشكوك حول الجهود الأخيرة للتوصل إلى اتفاق مع موسكو لإنهاء الحرب من شأنه عودة إمداد الغاز الروسي إلى أوروبا.

وارتفعت أسعار الغاز في أوروبا نحو 4%، وفق متابعات لحظية من منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بعد أن سجلت أكبر خسارة شهرية لها في عام خلال فبراير/شباط.

وأثارت محاولات الرئيس الأميركي دونالد ترمب العمل نحو وقف إطلاق النار توقعات بعودة بعض تدفقات الغاز الروسي المفقودة إلى أوروبا، لكن التفاؤل تلاشى بعد اجتماع كارثي يوم الجمعة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

أسعار الغاز الأوروبية

بحلول الساعة 12:15 مساءً بتوقيت غرينتش (03:15 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار الغاز الأوروبية في مؤشر "تي تي إف" الهولندي (مقياس أسعار الغاز في أوروبا) لعقود أبريل/نيسان، بنسبة 3.75%، إلى 45.98 يورو (48.14 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة.

* اليورو = 1.04 دولارًا أميركيًا

كما تراجعت أسعار الغاز في أوروبا، تسليم مايو/أيار، بنسبة 3.6%، إلى 45.965 يورو لكل ميغاواط/ساعة، في حين زادت أسعار عقود يونيو/حزيران بنسبة 3.17%، إلى 45.9 يورو لكل ميغاواط/ساعة.

وعادةً ما تستعمل شركات الغاز في أوروبا وحدات القياس "غيغاواط" و"تيراواط" في تعاملاتها الأوروبية (غيغاواط/ساعة = 3.2 مليون قدم مكعبة من الغاز)، و(تيراواط/ساعة = 3.2 مليار قدم مكعبة من الغاز).

وارتفعت أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى لها في عامين في أوائل فبراير/شباط -مما أثار المخاوف بشأن أزمة طاقة جديدة-، إذ كانت مخزونات الوقود في القارة تتراجع بشكل أسرع من المعتاد في موسم التدفئة هذا.

وكان السبب في الارتفاع الكبير مزيجًا من الطقس البارد وانخفاض توليد الرياح وفقدان عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا في بداية عام 2025.

بلغ متوسط ​​حصة توليد الرياح في إنتاج الكهرباء في الاتحاد الأوروبي 13% في فبراير/شباط، وبلغت نحو 18% في أوائل مارس/آذار.

مخزونات الغاز في أوروبا

انخفضت مخزونات الغاز في أوروبا إلى نحو 38% لأول مرة منذ أكثر من 3 سنوات، وهو مستوى يقلّ بنسبة 11.46% عن المتوسط ​​حتى مطلع مارس/آذار في السنوات الـ5 الماضية.

وبلغ صافي السحب من مرافق التخزين في دول الاتحاد الأوروبي منذ بداية موسم التدفئة نحو 63.5 مليار متر مكعب، في حين سجل سحب الغاز من مرافق التخزين 388 مليون متر مكعب في الأول من مارس/آذار.

ورغم أن عمليات السحب من مواقع التخزين تباطأت مؤخرًا بفضل ارتفاع درجات الحرارة، وهو ما ساعد في دفع أسعار الغاز في أوروبا إلى الانخفاض على مدار شهر فبراير/شباط، فإن السوق تستعد لموجة برد محتملة في وقت لاحق من هذا الشهر.

وتشير بعض التوقعات إلى مخاطر ارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة في طبقة الستراتوسفير، وهو ما قد يؤدي إلى إطلاق دفقات من الهواء البارد في شمال أوروبا وزيادة استعمال الغاز.

يواصل التجّار مراقبة القتال بين روسيا وأوكرانيا، إذ تعدّ البنية التحتية للطاقة من بين الأهداف، وخلال عطلة نهاية الأسبوع، قالت روسيا، إنها طلبت مساعدة تركيا بعد استهداف خط أنابيب الغاز ترك ستريم عبر البحر الأسود مرة أخرى بطائرات دون طيار.

وكتب الإستراتيجيان في مجموعة آي إن جي، وارن باترسون وإيوا مانثي: "من غير الواضح أين تقف الولايات المتحدة الآن، ويبدو التوصل إلى اتفاق سلام أكثر بعدًا مما كان عليه قبل أسبوع".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..