في تصريحات جديدة من الكرملين، أكدت الحكومة الروسية أن الوضع في أوكرانيا لا يزال معقدًا، مشيرة إلى الصعوبة الكبيرة في التوصل إلى تسوية سلمية، وهو ما برز بشكل واضح بعد الأحداث الأخيرة في البيت الأبيض.
ووفقًا للكرملين، يظهر ما حدث في العاصمة الأمريكية مدى تعقيد المفاوضات وضرورة اتخاذ خطوات ملموسة من جميع الأطراف من أجل الوصول إلى حلول فعلية للصراع.
"نظام كييف لا يريد السلام"
وفقًا للكرملين، يتضح من التصريحات والمواقف الأخيرة من كييف والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن أوكرانيا لا تسعى إلى السلام، بل إلى استمرار الصراع.
وتابع المسؤولون الروس أن النظام الأوكراني لم يظهر أي رغبة حقيقية في إنهاء القتال، بل بالعكس، يبدو أنه يستفيد من استمرار العمليات العسكرية.
هذه المواقف تعكس، حسب الكرملين، تجاهلًا لفرص السلام التي قد تنهي المعاناة الإنسانية في المنطقة.
التمويل الأوروبي وأهدافه الحقيقية
انتقد الكرملين بشدة التمويل الأوروبي المستمر لأوكرانيا، حيث أشار إلى أن زيادة الدعم المالي الأوروبي لا يأتي من أجل تحقيق خطة سلام، بل هو مخصص فقط لاستمرار العمليات العسكرية.
هذا التصريح يعكس القلق الروسي من أن الغرب قد لا يكون مهتمًا بحل النزاع بقدر ما هو مهتم بدعمه للأطراف المتورطة في الصراع.
حوار مستمر مع واشنطن رغم الخلافات
على الرغم من التصعيد المستمر في أوكرانيا، أكد الكرملين أن روسيا لا تزال مستمرة في الحوار مع الولايات المتحدة بشأن تطبيع العلاقات الثنائية.
هذه التصريحات تشير إلى رغبة روسيا في الحفاظ على قنوات تواصل مفتوحة مع واشنطن، رغم الخلافات العميقة حول ملف أوكرانيا.
غياب خطة منسقة لحل الصراع
وأكد الكرملين أيضًا أنه لا توجد حتى الآن خطة منسقة لحل الصراع في أوكرانيا، رغم ظهور بعض المسودات والاقتراحات التي تحاول وضع الأسس لحل الأزمة.
هذا الوضع يعكس غياب استراتيجية واضحة من قبل الأطراف المعنية في الغرب وكييف بشأن كيفية التوصل إلى نهاية للحرب.
مواقف الغرب تتضح: "حزب الحرب" يدفع لتمديد الصراع
كما أشار الكرملين إلى أن المواقف الغربية بدأت تتضح بشكل أكبر، مع وجود "حزب حرب" في الغرب يسعى إلى استمرار الصراع في أوكرانيا.
وهذا التصريح يسلط الضوء على انقسام الغرب حول كيفية التعامل مع الأزمة، مع وجود تيارات داخلية تدعو لاستمرار الدعم العسكري لأوكرانيا في حين أن آخرين يطالبون بالضغط من أجل حل دبلوماسي.
بوتين وترامب: غياب الاتصال العلني منذ فبراير
وفيما يتعلق بالعلاقات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ذكر الكرملين أن الزعيمين لم يجريا أي اتصالات علنية منذ محادثتهما الهاتفية في 12 فبراير الماضي.
هذا البيان يشير إلى تدهور العلاقات الثنائية بين روسيا والولايات المتحدة بعد انسحاب ترامب من الساحة السياسية.
تتضح من خلال هذه التصريحات الروسية صورة غامضة لمستقبل الصراع في أوكرانيا، حيث لا تزال الأطراف الغربية تسعى للاستمرار في دعم كييف عسكريًا، بينما ترى روسيا أن الحلول السلمية لا تزال بعيدة المنال بسبب التعنت الأوكراني والدعم الغربي المستمر.
0 تعليق