ياترى إيه اللي بيحصل في القطاع الخاص فى الشهور الأخيرة ؟ هل الشركات فعلاً بدأت تنمو وترجع تقف على رجليها من جديد؟ وليه الدولة بتقرر فجأة تطلّع من شركاتها وتسيبها للقطاع الخاص؟ وأهم حاجة الكلام ده هيغير إيه في فرص الاستثمار؟

في فبراير 2025.. مؤشر مديري المشتريات اللي بيطلّعه 'إس آند بي جلوبال' قال إن القطاع الخاص غير المنتج للنفط في مصر لسه مكمّل تحسن للشهر التاني على التوالي.

طب  يعني إيه الكلام ده؟

الكلام ده معناه ان الشركات اللي بتشتغل في حاجات زي التجارة، السياحة، المصانع الصغيرة، والخدمات – يعني مش البترول – بدأت تشوف بوادر أمل بعد سنين طويلة من الركود.. الشركات دي قالت إن الزباين بدأوا يطلبوا أكتر..  وده خلّاهم يشتروا بضاعة زيادة عشان يستعدوا للي جاي.

طب هو إيه أصلا مؤشر مديري المشتريات؟ 
خليني أشرحلك  المؤشر ده بطريقة بسيطة.. مؤشر مديري المشتريات ده زي ميزان الحرارة بتاع الاقتصاد.. لو طلّع فوق الـ50 يبقى القطاع بيكبر وينمو.. ولو نزل تحته يبقى في مشكلة وانكماش.. وفي فبراير المؤشر سجل 50.1 نقطة يعني نمو خفيف بس حقيقي.. في يناير كان 50.7، ودي كانت أعلى قيمة من 50 شهر يعني من حوالي 4 سنين ونص.. اللي يفرح بجد إن دي أول مرة من أواخر 2020 نشوف تحسن مستمر لشهرين ورا بعض، ودي خطوة كبيرة أوي.
طب إيه اللي بيحصل جوا السوق؟

الشركات بتقول إن الطلب من العملاء زاد.. يعني الناس بدأت تصرف وتشتري أكتر.. بس في نفس الوقت الإنتاج لسه مابتحركش كتير وعدد الموظفين قلّ شوية.. يعني الشركات بتستعد وبتشتري حاجات زيادة.. لكنها لسه مش مستعدة تزود عمال أو تكبر مصانعها.. لأنها بتاخد الحاجة بالراحة خايفة تتسرع والسوق يرجع يتراجع تاني.

لو جينا بقا نربط الكلام ده بمناخ الاستثمار.. هنلاقي  لما القطاع الخاص يبدأ يتحسن ده بيبقى زي اللمبة الخضرا للمستثمرين.. لو إنت صاحب بيزنس أو مستثمر أجنبي هتبص على الرقم ده وتقول 'السوق بدأ يفوق، وممكن أحط فلوسي هنا'.

التحسن ده بيزود الثقة.. والثقة دي بتجيب استثمارات جديدة.. ومعاها فرص شغل أكتر.. ودخل أحسن للناس.. يعني لو المؤشر ده استمر يطلع ممكن نشوف شركات جديدة تفتح.. ومصانع تتوسع.. وده هيحرك الاقتصاد كله.

وخد بالك الدولة ليها دور كبير في الموضوع ده.. من فترة الحكومة بدأت تتخارج من شركات كتير وتبيع حصصها للقطاع الخاص.. عشان عايزة القطاع الخاص يبقى البطل اللي يقود الاقتصاد..  بدل ما الدولة تتحمل كل المسؤولية وتدير كل حاجة بتسيب المجال للشركات الخاصة تاخد المقدمة.. تفتح مشاريع وتحرك السوق بطريقتها..و ده جزء من خطة كبيرة بتقول إن القطاع الخاص لازم يبقى المحرك الأساسي للنمو في مصر.

خليني أقولك على فايدة التخارج ده.. لما الدولة تبيع شركاتها بتحقق هدفين: الأول إنها بتقلل العبء على الموازنة يعني بدل ما تصرف على شركات خسرانة أو متعثرة بتبيعها وتاخد فلوس تستخدمها في حاجات زي المستشفيات والمدارس. التاني إنها بتفتح الباب للمنافسة والمنافسة بتخلّي الشركات تبقى أشطر وأسرع… وخلينا نضرب مثال  بسيط:" لو شركة خاصة اشترت مصنع حكومي قديم وحولته لمصنع حديث، ده بيزود الإنتاج، بيوفر شغل، وكمان بيحسن جودة الحاجات اللي بنشتريها كل يوم.