تستعد الطاقة الشمسية في أميركا الجنوبية لإضافة 160 غيغاواط من السعة الجديدة بحلول عام 2034، لتصبح أحد المحركات الرئيسة لنمو قطاع الطاقة في القارة.
ويُعزى ذلك إلى الطلب على الكهرباء، وتحسُّن اقتصادات الأنظمة الشمسية، فضلًا عن سعي الحكومات لتنويع مصادر الطاقة، لكن الطريق لن يخلو من تحديات تهدد بإبطاء وتيرته في بعض الأسواق.
وفي هذا السياق، توقّع تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، تباطؤ سوق الطاقة الشمسية في أميركا الجنوبية مع استقرار الأسواق الكبرى، مثل البرازيل وتشيلي، لكن في المقابل، ستواصل الأسواق الناشئة النمو.
وبحسب التقرير، سيتراجع إجمالي الإضافات السنوية على مستوى المنطقة؛ بسبب التحديات التي تواجه الأسواق الكبرى، مثل ضعف البنية التحتية لنقل الكهرباء، وزيادة معدلات تقليص الإنتاج، وارتفاع تعرفة نقل الكهرباء للمشروعات الشمسية الصغيرة.
إضافات سعة الطاقة الشمسية في أميركا الجنوبية
أظهر تقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي أن البرازيل وتشيلي ستستحوذان على 78% من إجمالي السعة المركبة لمشروعات الطاقة الشمسية في أميركا الجنوبية.
وفي الوقت ذاته، تبقى المشروعات الصغيرة التي تقلّ قدرتها عن 5 ميغاواط/تيار مستمر ركيزة أساسية، إذ تشكّل 48% من الإضافات الجديدة، مدعومة ببرامج التوليد الموزع.
وأظهر التقرير أن عام 2024 ربما يمثّل ذروة تركيبات الطاقة الشمسية الكهروضوئية في المنطقة، في ظل تباطؤ إضافات المشروعات الشمسية الصغيرة، وعلى نطاق المرافق في البرازيل.
بالإضافة إلى ذلك، يعوق تطوير شبكات نقل الكهرباء وارتفاع معدلات خفض الإنتاج نمو الأسواق الكبرى، ويدفع إلى تبنّي حلول أكثر تكاملًا، مثل مشروعات الطاقة الشمسية المُدمجة مع التخزين، خاصة في البرازيل وتشيلي.
ورغم هذه التحديات، تظل الطاقة الشمسية في أميركا الجنوبية خيارًا جذابًا، إذ تشير التوقعات إلى انخفاض التكلفة المستوية للكهرباء لأنظمة المتتبعات الشمسية ذات المحور الواحد وذات أنظمة الإمالة الثابتة بنسبة 42% بحلول 2035، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- توقعات إضافات قطاع الطاقة الشمسية والرياح في أميركا الجنوبية حتى 2030:
تطورات الطاقة الشمسية في أميركا الجنوبية حسب الدول
تشهد سوق الطاقة الشمسية في أميركا الجنوبية تحولات كبرى، حيث تمثّل البرازيل أكبر سوق إقليمية، لكنها تواجه تباطؤًا في وتيرة الإضافات الجديدة، بعد مدة من التوسع المدفوع بالحوافز التي على وشك الانتهاء.
وفي الوقت الذي تواجه فيه مشروعات الطاقة الشمسية على نطاق المرافق تحديات فائض الإنتاج وبنية تحتية متأخرة للنقل، تتكبد المشروعات الصغيرة تكاليف متزايدة، من ارتفاع تعرفات النقل إلى الضرائب على الواردات.
وفي تشيلي، تتجلّى معضلة مماثلة؛ إذ تعرقل قيود الشبكة وزيادة معدلات تقليص الإنتاج توسع الطاقة الشمسية؛ ما يدفع السوق نحو مشروعات هجينة تعتمد على التخزين، حيث تسعى تشيلي إلى ترسيخ ريادتها في تبنّي هذه التقنيات.
وأكد تقرير وود ماكنزي الدور المحوري للمشترين المباشرين من القطاعين التجاري والصناعي بدفع نمو سعة الطاقة الشمسية في أميركا الجنوبية.
ففي الأرجنتين -على سبيل المثال- تعزز سوق اتفاقيات شراء الكهرباء المتجددة من قدرة الشركات على توقيع عقود مرتبطة بالدولار الأميركي، بينما تستعد السوق البرازيلية لتشغيل 99% من مشروعات الطاقة الشمسية ضمن إطار السوق الحرة.
في المقابل، ما تزال الأسواق الناشئة مثل كولومبيا وبيرو تعتمد على المزادات المنظمة لضمان استمرار الاستثمار في القطاع، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
أمّا على المدى البعيد، فتبرز أميركا الجنوبية لاعبًا مهمًا في مضمار الهيدروجين الأخضر، حيث تتمتع كل من البرازيل وتشيلي وكولومبيا بموقع قوي للاستفادة من الطلب المتزايد على هذا الوقود النظيف، وسيؤدي ذلك إلى تعزيز إضافات الطاقة الشمسية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر؛
- إضافات سعة الطاقة الشمسية في أميركا الجنوبية من وود ماكنزي
- رسم إضافات الطاقة المتجددة في أميركا اللاتينية من وحدة أبحاث الطاقة
0 تعليق