طلبة أطباء يضربون بالدار البيضاء

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بعد قرابة شهر على تنظيمهم وقفة احتجاجية، دون “أن يتم تحقيق تقدم واضح على مستوى الإجابة لملفهم المطلبي”، يستعد طلبة طب الأسنان بكلية الدار البيضاء لخوض إضرابِ عن التداريب الاستشفائية ابتداء من 10 مارس الجاري احتجاجا على “استمرار تدهور ظروف التكوين بسبب تهالك كراسي العلاج وقلة المعدات الطبية، ونفاد بعضها” بمركز فحص وعلاج الأسنان التابع للمستشفى الجامعي ابن رشد.

أعضاء من مكتب طلبة طب الأسنان بالكلية، التي تعد إحدى ثلاث كليات تكون في هذا التخصص الطبي بالمغرب، أفادوا، في معطيات قدموها لهسبريس، أن “الإضراب المرتقب سيمتد 15 يوما، ويبقى سيناريو تحويله إلى مفتوح قائما إذا لم يطرأ تحسن في ظروف التكوين”، مشيرين إلى أن “ثمة آمالا بأن تلتقط الإدارة رسائل هذه الخطوة الاحتجاجية”.
ولا ينفي المصدر نفسه شروع الإدارة في تنفيذ ما كانت هسبريس قد أشارت إليه سابقا، أي تدعيم العرض التكويني بالمركز بـ13 كرسيا إضافيا، “حيث جلبت خمسة كراس إضافية، غير أن هذه الكراسي ما زالت لم تدخل الخدمة بعد، بالموازاة مع استمرار إشكالية نقص معدات طبية ونفاد أخرى”.

عضو بمكتب طلبة طب الأسنان بالدار البيضاء أوضح أن “الإضراب المعلن سيمتد خمسة عشر يوما، قابلة للتحول إلى إضراب مفتوح في حال لم يلمس الطلبة أي تحسن في ظروف التكوين، لكن إن تم ذلك سوف يتم تعليق مقاطعة التداريب الاستشفائية بطبيعة الحال”، مؤكدا “وجود ثقة لدى الطلبة في أنه سوف يكون هناك تفاعل إيجابي من قبل الإدارة مع هذه الخطوة النضالية”.

وأفاد طالب طب الأسنان، في تصريح لهسبريس، أنه “غداة الوقفة الاحتجاجية التي نظمها طلبة كلية طب الأسنان بالدار البيضاء قامت إدارة مركز فحص وعلاج الأسنان ابن رشد بتوفير خمسة كراس علاج جديدة وتركيبها، إلا أنها لم تدخل الخدمة بعد بسبب وجود مشاكل تقنية بها”، مضيفا “بخلاف ذلك لم يتم تجديد معدات التكوين حتى الآن، بل إن العديد من الأدوات والأدوية التي يشتغل بها الطلبة نفدت”.

وأبرز أن “المشكل الذي يتسبب في هذه الظروف المتدهورة يوجد على مستوى تدبير مخزون المركز من المعدات”، مشيرا إلى أن “الطلبة يتفهمون التعقيدات التي ترافق مسطرة الصفقات العمومية، غير أن ذلك لا يلغي بأي حال مسؤولية القائمين على هذه الصفقات بالإدارة في أن يعلنوا عنها ثلاثة أشهر على الأقل قبل نفاد المعدات المتوفرة”.

وحين سؤاله عما إذا كانت هناك محاولة حل “هذه الإشكالات” بعقد لقاءات تواصلية مع الإدارة قبل اتخاذ خطوة الإضراب، أجاب بأنه “تم عقدها إلا أنه خلالها كررت الإدارة نفس خطاب التطمينات، دون أي إجراءات كبيرة”.

وقال زميل له، في تواصله مع جريدة هسبريس الإلكترونية، “بعد الوقفة الاحتجاجية جاءت إدارة مركز فحص وعلاج الأسنان بخمسة كراس علاج جديدة، غير أن هذه الكراسي لم تدخل الخدمة بعد”، مشيرا إلى “وجود عدة كراس تزداد حالتها تهالكا يوما بعد يوم، والمعدات التي يشتغل بها الطلبة بدأت تنفد”.

وأضاف أن “الطلبة في نهاية المطاف يُعبّرون، من خلال الإضراب، عن رفضهم معالجة المرضى الذين يقدمون إليهم في هذه الظروف المأساوية وغير المقبولة للتكوين داخل مركز فحص وعلاج الأسنان ابن رشد بالدار البيضاء”.

وتابع قائلا: “عقد طلبة طب الأسنان بالدار البيضاء اجتماعات كثيرة مع مديرة المركز، غير أنها ما زالت تقدم نفس المبررات المتمثلة في وجود تعقيدات إدارية تعوق استقدام كافة التجهيزات اللازمة بشكل سريع”، مردفا أنه “رغم طول الانتظار لا يوجد أي جديد على هذا الصعيد”.

وأبرز عضو مكتب طلبة طب الأسنان بالدار البيضاء أن “الإضراب الذي أعلن عنه الطلبة سيكون مصحوبا بوقفات احتجاجية، بمعدل وقفة أو وقفتين في كل أسبوع، وسيتم تحديد توقيتها لاحقا”.

جدير بالذكر أنه سبق لجريدة هسبريس الإلكترونية أن تواصلت مع سهام التايس، مديرة مركز فحص وعلاج الأسنان ابن رشد، بشأن “الإشكاليات” التي يثيرها طلبة كلية طب الأسنان بالدار البيضاء، فكشفت أن “طاقة المركز الاستيعابية تشمل 106 كراس للعلاج، يرتقب أن ينضاف إليها 13 كرسيا جديدا”، نافية أن “يكون هناك أي تأخير في افتتاح الفضاء الذي تهمه أشغال توسعة المركز”.

ونفت المسؤولة نفسها تهالك كراسي العلاج، قائلة إن “تغييرها شكل دائما انشغالنا الأول، ويتم بصفة دورية”، مضيفة أن “الطلبة يطالبون دائما خلال جلسات الحوار بشراء كراسٍ جديدة، فتشرح الإدارة لهم أنه يجب مبدئيا إصلاح هذه الكراسي، مع ضرورة العناية بها والاحتفاظ عليها قدر الإمكان، فهي تخضع أساسا لضغط ترافقه أحيانا لامبالاة”.

وبشأن مسألة المعدات، قالت سهام التايس: “شخصيا أتتبع ما يدخل ويخرج من معدات إلى المركز، وهناك دائما حرص على تجديدها من خلال إصدار طلبات عروض دورية في هذا الشأن”، مؤكدة “توفر مخزون مهم منها، غير أن بعض المعدات، وقد تكون بسيطة جدا، تطرأ صعوبات في شرائها نظرا لأن المسطرة القانونية للصفقات لتوفيرها طويلة نوعا ما”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق