قد يشكّل الغاز القطري طوق النجارة بالنسبة إلى كولومبيا في خطتها لمواجهة التضخم وارتفاع الأسعار التي أرهقت المواطنين.
ودعا الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، شركة "إيكوبترول" (Ecopetrol SA) المملوكة للدولة إلى استيراد الغاز الطبيعي من قطر، بهدف تنويع مصادر الاستيراد، وخفض الأسعار للمستهلكين.
وطالب بيترو، في تغريدة عبر حسابه على منصة "إكس"، أمس الإثنين 10 مارس/آذار (2025)، اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بإنهاء "احتكار" واردات الغاز، مشددًا على أن كولومبيا تتعرّض للسرقة.
وجدّد دعوته لهيئة الرقابة على الخدمات العامة إلى التحقيق في ممارسات الموزعين الذين يبيعون الوقود بأسعار مضاربة، و"إزاحتهم" من السوق.
واردات كولومبيا من الغاز
حتى الآن، تعتمد كولومبيا بصفة رئيسة على استيراد الغاز من الولايات المتحدة وترينيداد وتوباغو، بالتزامن مع تراجع الإنتاج محليًا.
وتأتي تصريحات بيترو بعد بيانات التضخم لشهر فبراير/شباط التي جاءت أعلى من المتوقع، بالإضافة إلى زيارته الأخيرة إلى الدوحة، إذ تعهّد بتنويع العلاقات التجارية.
الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو - الصورة من بلومبرغ
ويرفض بيترو توقيع تراخيص جديدة للتنقيب عن الوقود الأحفوري في إطار جهوده لتقليل اعتماد كولومبيا عليه، مما أجبر البلاد على اللجوء إلى واردات مكلفة لتعويض النقص في الغاز الطبيعي.
وخلال الشهر الماضي، أعلن موزعو الغاز في كولومبيا زيادات تصل إلى 36% في الأسعار بمدن مثل بوغوتا وميديلين.
وتُعدّ شحنات الغاز المسال القادمة من الولايات المتحدة ومناطق أخرى أكثر تكلفة بمرتَيْن أو 3 مرات مقارنة بالإمدادات المحلية.
استيراد الغاز القطري
يحتاج أي قرار نهائي بشأن استيراد الغاز القطري إلى موافقة مجلس إدارة "إيكوبترول".
وكان بيترو قد طلب مؤخرًا من الشركة الحكومية بيع عملياتها في الولايات المتحدة، مستشهدًا بموقف حكومته المناهض لتقنية التكسير المائي (الهيدروليكي)، التي وصفها بأنها مدمّرة للطبيعة والبشرية.
ويسجّل إنتاج كولومبيا من الغاز الطبيعي تراجعًا في وقت يتزايد فيه الطلب محليًا وسط توقعات بارتفاع حجم العجز إلى 560 مليون قدم مكعبة يوميًا بحلول عام 2030، حسبما ذكرت وود ماكنزي في تقرير سابق.
ولدى كولومبيا منشأة وحيدة لإعادة التغويز -أي تحويل الغاز المسال إلى غاز طبيعي صالح للاستهلاك المباشر- تقع في مدينة قرطاغنة (Cartagena)، وقادرة على استيراد 400 مليون قدم مكعبة يوميًا.
وتخطّط شركة بروميغاز (Promigas) -صاحبة حصة الأغلبية في المنشأة- لزيادة قدرة الاستيراد نحو 130 مليون قدم مكعبة يوميًا بحلول النصف الثاني من عام 2026.
كما تخطّط كولومبيا لإضافة منشأة استيراد أخرى بطاقة 400 مليون قدم مكعبة يوميًا، يطلق عليها باسفيك للغاز الطبيعي المسال "Pacific LNG".
ويأتي توجه كولومبيا نحو الغاز القطري لتنويع الإمدادات بالتزامن مع خطط الدوحة لزيادة طاقتها الإنتاجية إلى 126 مليون طن سنويًا استمرارًا مع مشروع توسعة حقل الشمال الذي تنفذه حاليًا.
وكانت قطر تحتل المرتبة الأولى عالميًا في تصدير الغاز المسال حتى عام 2022، ثم فقدت الصدارة لصالح الولايات المتحدة عام 2023، ليتراجع ترتيبها في عام 2024، إلى المركز الثالث، بفارق متواضع عن أستراليا.
وجاءت قائمة أكبر الدول المصدرة للغاز المسال خلال 2024، وفقًا لبيانات منصة الطاقة كالآتي:
- الولايات المتحدة: 87.2 مليون طن.
- أستراليا: 81.38 مليون طن.
- قطر: 79.78 مليون طن.
وظلّت آسيا الوجهة الرئيسة لصادرات قطر من الغاز المسال في 2024، بقيادة 8 دول، أبرزها: الصين والهند وكوريا الجنوبية، في حين ظهرت بعض الدول الأوروبية مثل إيطاليا وبلجيكا في قائمة المستوردين.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق