تذكار نياحة انبا حديد القس تحتفل الكنيسة اليوم بالقديس

صوت المسيحي الحر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في مثل هذا اليوم، انتقل إلى السماء الأب الطوباوي المحب لله، أنبا حديد القس. وُلد في قرية سنجار التابعة لإقليم البرلس في محافظة الغربية، حيث عاش والداه، عوض ونصرة، حياة بسيطة ومقدسة. كانا يعتنيان بالفقراء ويؤديان عبادتهما بتقوى، مما جعلهما سبب بركة للعديد من الناس.

انبا حديد القس

انبا حديد القس

سيرة القديس انبا حديد القس

وبما أنهما لم يُرزقا بأبناء، طلبا من الله بدموع ورجاء، فاستجاب لهما ومنحهما هذا الابن “حديد” من خلال رؤيا ظهرت للأم، وكان ذلك في بداية القرن الرابع عشر. نشأ حديد بفكر إيماني إنجيلي نابض، وعمل مع والده في صيد الأسماك، حيث بارك الرب عمل يديه وكان مصدر تعزية للعديد من صيادي السمك الذين أحبوه. وعندما رغبت والدته في تزويجه قبل وفاتها، رفض هو ذلك معلنًا رغبته في حياة البتولية، وعندما رأت صدق نيته، شعرت بالفرح وشجعته.

اختفى فجأة عن أقربائه ومعارفه ليعمل مع مجموعة من البنائين بعيدًا عن الأنظار، وكان يخصص معظم أجرته للفقراء، مما جعل الكثيرين يتعلقون به ويحبونه. لذا، اضطر للهروب مرة أخرى متوجهًا إلى قرية تلبانة (تلبانة عدى التابعة للمنصورة في محافظة الدقهلية، وهي مختلفة عن تلبانة التابعة لإيتاي البارود في البحيرة). عمل هناك في مزرعة، فبارك الله عمله وأحبّه أهل القرية وتعلقوا به.

انبا حديد القس

انبا حديد القس

انبا حديد القس الهروب من المجد الزائف

وعندما أراد الهروب من المجد الزائف، قرر الذهاب إلى الإسقيط، لكنه رأى القديسة مريم تدعوه للذهاب إلى قرية مطوبس الدمان التابعة لمركز فوه في محافظة الغربية (التي أصبحت حاليًا جزءًا من أراضي عزبة عمرو)، فأطاع وبدأ في خدمة أهل القرية، فاجتمع أهل القرية على تزكيته كقس، وأصبح يخدمهم بروح التواضع والعطاء.

انبا حديد القس كان رجلاً تقياً وفاضلاً، فوهبه الله القدرة على إحداث الآيات والعجائب، ومنحه روح النبوة وفهم الأسرار، حتى أنه كان يستطيع أن يكشف ما في قلوب الناس ويعالج أمراض الذين يترددون عليه. وقد قيل إنه أعاد الحياة إلى ميت من خلال صلاته. في عهده، واجهت الكنيسة أوقاتاً عصيبة خلال حكم الملك الصالح بن محمد بن قلاوون، حيث قام بمصادرة أوقاف الكنيسة وأمر بهدم العديد من الكنائس والأديرة، وزاد من الجزية المفروضة على المسيحيين، وألقى الكثير منهم في السجون، بما في ذلك البابا مرقس الرابع (البابا الـ84) الذي سُجن ولم يُطلق سراحه إلا بعد تدخل ملك النوبة. كما اهتم ببناء كنيسة، لكن تم الإبلاغ عنه لدى الوالي في الإسكندرية، مما أدى إلى اعتقاله، إلا أن ملاك الرب ظهر له وطمأنه، وبالفعل أُطلق سراحه ليعود ويواصل بناء الكنيسة.

انبا حديد القس

انبا حديد القس

ذكرى نياحة انبا حديد القس

عندما اقتربت أيام وفاته، أصيب بحمى شديدة. جمع أولاده وباركهم، وأخبرهم بأنه سيتوفي في الأسبوع الأول من الصوم الكبير. ثم أوصى تلميذه يوحنا الربان بالاعتناء بالشعب ورعايته. وقد عاش حتى بلغ من العمر مئة عام، وفي 3 برمهات سنة 1113 ش (1387 م) انتقل إلى رحمة الله.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق