أبرمت شركتا توتال إنرجي الفرنسية و"آر دبليو إي" الألمانية (RWE) صفقة هيدروجين أخضر لتصدير ما يصل إلى 30 ألف طن من الوقود النظيف سنويًا.
وبحسب بيان صحفي حصلت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه، من المقرر أن يسري الاتفاق طويل الأجل لمدة 15 عامًا تبدأ في 2030.
وستغذّي صفقة شراء الهيدروجين الأخضر طموحات إزالة الكربون من مصفاة توتال "لوينا" الموجودة في شرق ألمانيا؛ حيث من المقرر أن تحول دون إطلاق انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحجم 300 ألف طن سنويًا.
ويُنتج الهيدروجين الأخضر من مصادر الطاقة المتجددة، ولا ينبعث عند حرقه سوى الماء والأكسجين، وهو ما يجعله بديلًا نظيفًا لمصادر الوقود الأحفوري الملوثة، لكن الشكوك تحوم حول القطاع الأوروبي بسبب انخفاض الطلب وارتفاع التكاليف من بين تحديات أخرى.
أحدث صفقة هيدروجين أخضر
أشادت شركة "آر ديليو إي" بإبرام أحدث صفقة هيدروجين أخضر في أوروبا مع توتال إنرجي بوصفها إنجازًا لسوق الهيدروجين، والمرة الأولى لإبرام اتفاق طويل الأجل بالقطاع.
من جانبها، قالت الشركة الفرنسية، إن الـ30 ألف طن من الهيدروجين الأخضر هي أكبر كمية تستوردها على الإطلاق من شركة ألمانية.
ومن المقرر إنتاج الهيدروجين الأخضر من مصنع تحليل كهربائي تديره "آر دبليو إي" بقدرة 300 ميغاواط في لينغن، الذي من المقرر دخوله حيز الإنتاج في عام 2027.
وبعد تخزين الهيدروجين الأخضر هناك، سيُنقل إلى مصفاة توتال إنرجي لوينا عبر خط أنابيب بطول 600 كيلومتر ضمن شبكة الهيدروجين في ألمانيا المقرر بدء تشغيلها بين عامي 2025 و2032.
وتستهدف توتال إنرجي من الاتفاق إزالة الكربون من الوقود المستعمل في مصفاتها "لوينا"؛ وهو ما سيحول دول إطلاق 300 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون بدءًا من عام 2030، بما يعادل إبعاد 140 ألف سيارة عن الطريق سنويًا.
وفي بيان إعلان الاتفاق، أكّدت الشركة الفرنسية أنها ملتزمة بتقليل البصمة الكربونية لإنتاج وتحويل وإمداد الطاقة لعملائها من خلال طرق، أحدها استعمال الهيدروجين النظيف، ليس في لوينا فحسب، بل وفي مصافي التكرير الأوروبية جميعها؛ وهو ما سيحول دون إطلاق 3 ملايين طن من انبعاثات الكربون السنوية (بدءًا من 2020).
ويأتي الاتفاق مع "آر دبليو إي" وسط مساعي توتال التي اتفقت على توريد أكثر من 200 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا لإزالة الكربون من مصافيها في فرنسا وألمانيا وشمال القارة وبلجيكا وهولندا.
وبالفعل، أعلنت توتال إنرجي في شهر فبراير/شباط الماضي تطوير مشروعين لإنتاج الهيدروجين الأخضر بالتعاون مع شركة "إير ليكيد" الفرنسية (Air Liquide) لإزالة الكربون من مصافيها في هولندا وبلجيكا.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- نمو قدرات التحليل الكهربائي عالميًا بين عامي 2021 و2024:
شركة توتال إنرجي
أشاد الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي باتريك بويانيه بصفقة الهيدروجين الأخضر مع "آر دبليو إي" بوصفها إنجازًا مهمًا لأهداف خفض الانبعاثات من مصفاة لوينا.
كما أعرب عن تطلُّعه لتطوير الشراكة القائمة مع الشركة الألمانية في مجال الرياح البحرية في ألمانيا وهولندا.
وأكد أن اتفاق الهيدروجين الأخضر لم يكن ليكون دون إكمال شبكة العمود الفقري للهيدروجين التي تطورها السلطات داخل ألمانيا ودعمها الفاعل للعملاء المحليين.
يُشار هنا إلى أن شبكة العمود الفقري للهيدروجين (EHB) مبادرة أوروبية، يطورها 32 من مشغّلي مرافق البنية الأساسية للطاقة؛ بهدف بناء شبكة لنقل الهيدروجين في أوروبا.
ومن المقرر أن يصل طول الشبكة التي تمر بـ21 دولة إلى 39 ألفًا و700 كيلومتر بحلول عام 2040؛ من أجل تأمين إمدادات موثوقة من الوقود النظيف.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، تنصّ إستراتيجية "ري باو إي يو" التي أعدّها الاتحاد الأوروبي في عام 2022 (REPowerEU) على إنتاج 10 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، علاوة على استيراد الكمية نفسها بحلول عام 2030.
شركة آر دبليو إي
قال الرئيس التنفيذي لشركة آر دبليو إي، إن صفقة الهيدروجين الأخضر مع توتال تأتي بعد مرور 6 أشهر فقط على اتخاذ قرار الاستثمار النهائي لبناء مصنع التحليل الكهربائي في لينغن.
وأضاف: "فخورون بإبرام أول اتفاقية شراء طويلة الأمد للهيدروجين بهذا الحجم مع توتال إنرجي في ألمانيا".
بدوره، سلّط رئيس وزراء ساكسونيا السفلى ستيفان ويل الضوء على أهمية الولاية الألمانية في اقتصاد الهيدروجين الأخضر، قائلًا، إنها تحتضن 50% من مشروعات الإنتاج التي وافق عليها الاتحاد الأوروبي في ألمانيا، علاوة على 20% من شبكة خطوط أنابيب الهيدروجين.
ولذلك، من المهم -بحسب ويل- مواصلة تعزيز الطلب على النطاق الصناعي ودفع توسعة شبكة الهيدروجين ووضع أطر مناسبة لترخيص مشروعات الهيدروجين بسهولة وسرعة في الوقت الذي تقدّم فيه الحكومة الدعم المالي، وهو شرط مسبق لتحقيق الحياد الكربوني.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق