أهم مصادر النفط في اليمن.. خريطة 6 أحواض ضخمة

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تُعد أهم مصادر النفط في اليمن عاملًا رئيسًا لدعم الاقتصاد الوطني؛ إذ تتمركز الاحتياطيات النفطية في عدد من الأحواض الرسوبية المنتشرة بمختلف أنحاء البلاد.

ووفقًا لبيانات قطاع النفط اليمني لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) يعود تاريخ التنقيب عن النفط في اليمن إلى أوائل القرن العشرين، وشهدت البلاد منذ ذلك الحين تطورات كبيرة في هذا القطاع، بدءًا من الاكتشافات المبكرة وصولًا إلى عمليات الإنتاج التجارية في العقود الأخيرة.

ورغم أن التنقيب بدأ منذ عقود؛ فإن الإنتاج التجاري الحقيقي لم يبدأ إلا في ثمانينيات القرن الماضي؛ إذ أسهمت عدة شركات دولية في تطوير الحقول النفطية.

اليوم، يُعرف اليمن باحتوائه على مجموعة متنوعة من الأحواض النفطية التي تُشكِّل مزيجًا من الاكتشافات القديمة والإمكانات غير المستكشفة بعد.

وتنقسم الأحواض الرسوبية في اليمن إلى 3 مجموعات رئيسة وفقًا لعصورها الجيولوجية، كما يلي:

  • حقبة الحياة القديمة
  • حقبة الحياة الوسطى
  • حقبة الحياة الحديثة

ورغم أن هناك 12 حوضًا معروفًا؛ فإن اثنين فقط، وهما حوضا السبعتين وسيئون-المسيلة، يُنتجان النفط تجاريًا، بينما لا تزال الأحواض الأخرى في مراحل الاستكشاف المختلفة.

يستعرض هذا التقرير أهم مصادر النفط في اليمن من خلال تسليط الضوء على الأحواض النفطية الرئيسة، وخصائصها الجيولوجية، وأبرز الاكتشافات التي تحققت فيها، بالإضافة إلى التوقعات المستقبلية لاستخراج النفط والغاز.

السبعتين وسيئون-المسيلة

يُعد حوضا السبعتين وسيئون-المسيلة من أهم الأحواض المنتجة للخام في البلاد، ويمثلان أهم مصادر النفط في اليمن والعمود الفقري لإنتاجه.

تطور الحوضان خلال أواخر العصر الجوراسي وأوائل العصر الطباشيري، ويفصل بينهما مرتفع جحي-المكلا، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويتميز الحوضان بوجود خزانات غنية بالنفط تمتد إلى العصر ما قبل الكمبري؛ إذ يحتويان على صخور غنية بالكيروجين من النوع الثاني؛ ما يجعلهما مصدرًا رئيسًا لاستخراج النفط في اليمن.

متى تم اكتشاف النفط في شبوة
منشأة نفطية - الصورة من وزارة النفط اليمنية

ويُعد حقل مأرب، الذي اكتشفته شركة هانت أويل الأميركية (Hunt Oil) عام 1984، أحد أكبر الحقول في حوض السبعتين؛ إذ أظهرت تحليلات النفط المنتج أنه ذو جودة عالية (40.4 درجة API).

أما في حوض سيئون-مسيلة؛ فقد حققت شركة أوكسيدنتال الكندية أول اكتشاف تجاري عام 1991 في بئر سوناه-1؛ إذ عُثر على النفط في تكوين قشن الطباشيري السفلي.

حوض المكلا-سيحوت

يقع حوض المكلا-سيحوت جنوب حوض سيئون-المسيلة، ويمتد على طول خليج عدن، وهو أحد الأحواض الواعدة التي شهدت عمليات تنقيب مكثفة.

وأظهرت الدراسات أن الحوض يحتوي على صخور من العصر الجوراسي العلوي والطباشيري السفلي، بمحتوى كربوني إجمالي يصل إلى 4.41%.

كما تشير التراكيب الجيولوجية في هذا الحوض إلى إمكان وجود كميات تجارية من النفط، ولا سيما مع تسجيل اكتشافات غير تجارية في بئر شارما-1 عام 1982.

تكوين مدبي الجوراسي العلوي (الصخور المصدرية الرئيسة)، وادي المسيلة، جنوب شرق قلعنة، محافظة حضرموت
تكوين مدبي الجوراسي العلوي (الصخور المصدرية الرئيسة)، وادي المسيلة، جنوب شرق قلعنة، محافظة حضرموت - الصورة من "geoexpro"

حوض جيزة-قمر

يقع حوض جيزة-قمر في أقصى شرق اليمن، ويتميز بتراكمات رسوبية يتراوح سمكها بين 6 و8 كيلومترات.

وأظهرت الدراسات الحديثة التي أجرتها جامعة تعز نتائج مشجعة؛ إذ سجّلت قيم الكربون العضوي الكلي (TOC) في بعض الصخور نسبًا مرتفعة تصل إلى 24%؛ ما يشير إلى وجود إمكانات نفطية كبيرة.

وفي عام 2008، حُفرت بئر الرزق-1 في هذا الحوض، وكشفت البيانات عن وجود منطقة ضغط غازي مرتفع؛ ما يعزز احتمالية العثور على كميات تجارية من النفط والغاز في المستقبل.

حوض صدع تهامة

يمتد حوض صدع تهامة على طول البحر الأحمر اليمني، ويُعد من الأحواض النفطية المثيرة للاهتمام بوصفه أحد أهم مصادر النفط في اليمن.

وتشير البيانات إلى وجود صخور مصدرية غنية بالمواد العضوية؛ إذ سجلت آبار استكشافية مثل أنتوفاش-1 وكثيب-1 تركيزات عالية من الكربون العضوي الكلي، تجاوزت في بعض المناطق 20%.

وعلى الرغم من أن الاكتشافات في حوض تهامة لم تصل إلى مرحلة الإنتاج التجاري بعد؛ فإن وجود تسربات نفطية في منطقة الصليف غرب اليمن يعزز احتمالات وجود مكامن غنية بالنفط في هذا الحوض.

الأحواض البحرية

إلى جانب الأحواض البرية، يتمتع اليمن بإمكانات نفطية في مياهه الإقليمية، وخاصة في حوض سقطرى البحري؛ إذ تشير الدراسات إلى احتمال امتداد صخور مصدرية غنية بالنفط من العصر البرمي-الطباشيري إلى قاع البحر.

كما يُشير الامتداد الجيولوجي لصخور قصيبة السيلوية، الغنية بالنفط في المملكة العربية السعودية، نحو شمال اليمن، إلى فرص واعدة للتنقيب في حوض الربع الخالي.

التحديات والآفاق المستقبلية

رغم الإمكانات النفطية الكبيرة التي يتمتع بها اليمن؛ فإن هناك العديد من التحديات التي تعوق استغلال هذه الموارد بشكل كامل.

وتسبّبت الأوضاع السياسية والأمنية في تراجع الاستثمار في قطاع النفط؛ ما أدى إلى انخفاض الإنتاج خلال السنوات الأخيرة.

ومع ذلك؛ فإن الحصول على بيانات زلزالية جديدة يمكن أن يساعد في تحسين فهم التراكيب الجيولوجية للأحواض اليمنية، وفتح آفاق جديدة لاكتشافات مستقبلية.

الخلاصة..

تُشكل أهم مصادر النفط في اليمن عنصرًا حيويًا بالاقتصاد الوطني؛ إذ يعتمد الإنتاج الحالي على حوضي السبعتين وسيئون-المسيلة، في حين لا تزال العديد من الأحواض الأخرى تحمل إمكانات غير مستغلة بعد.

ومع وجود احتياطيات مؤكدة تبلغ 3 مليارات برميل حتى عام 2022؛ فإن استكشاف الموارد غير المستغلة قد يُسهم في تعزيز قطاع الطاقة اليمني مستقبلًا.

ويستعرض الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، احتياطيات النفط المؤكدة في اليمن منذ عام 1985 حتى عام 2022:

احتياطيات النفط المؤكدة في اليمن

ومع تحسن الظروف الاقتصادية والسياسية، يمكن أن يصبح اليمن لاعبًا أكثر تأثيرًا في سوق النفط العالمية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق