قال الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، مفتى الجمهورية الأسبق، إن الله خلق الخليقة من أجل العبادة وزكاة النفس وإعمار الدنيا، وخلق الإنسان للعبادة واستعمره فى الأرض للإعمار.

وأوضح «جمعة»، خلال برنامجه «نور الدين والدنيا»، المذاع عبر «القناة الأولى»، أن العبد فى الدنيا يتساءل دائمًا لماذا خلق الله البشر؟ وما طبيعة الدنيا؟ ومن أين أتينا؟ وماذا نفعل فى العالم؟ ولماذا نرى الموتى ونخاف فى حين أنه حقيقة؟.

وأضاف: «هذه الأهداف الثلاثة للخلق تجعلنا دائمًا نتساءل فيما بيننا عن: لماذا خلقنا الله؟ ولِمَ يحاسبنا؟ ولمَ يعطينا ويمنعنا؟ ولماذا يضيق أو يوسع علينا؟ وما طبيعة هذه الدنيا؟، والمذاهب الفلسفية اختلفت فى الرد على البشر، ولكن الرد على السؤال كان بالدين والدنيا، لأنهما وجهان لعملة واحدة».

وحول أسئلة: «هل الإنسان مُسير أم مُخير؟، ولماذا خلق الله قابيل إذا كان سيقتل هابيل؟، وكيف يحاسبه الله على ما خلقه؟»، قال «جمعة»: «الحساب يكون على ما خُيرنا فيه، فالله هو الهادى خلقًا، وهو الهادى علمًا، فحياتنا تعكس إرادة الإنسان فيما يفعله فى الدنيا».

وتابع: «القرآن الكريم لم يذكر القصة، وإنما يوضح الهدف من القصة، فلم يذكر اسمها ليكون الدرس والعظة للجميع، والحقيقة الكونية أن الله لا يوجد معه أى خلق، ولا ملائكية وعرش ولا جن، الله سبحان وتعالى فقط، الله الواحد الصمد، خلق الأربعة، الزمان والمكان والأحداث والأشخاص، والكون له بداية ونهاية، ولكن الله يعلم كل شىء ويعلم ذات الصدور، ويرى الكون من بدايته إلى نهايته بتصور مبدع».

ونوه إلى أن الله ليس لديه زمن مثلنا، بل كل الدنيا أمامه جملة واحدة، فهو يعلم ما يحدث اليوم وإلى يوم القيامة.

وقال: «كل إنسان سيكون لديه مثل الفلاشة عند الله، لأنه خلق الإنسان بعقل وتفكير، ولذا يحاسبه على أعماله، ويجب على الإنسان أن يحاسب نفسه من وقت لآخر، ويوم القيامة لا وقت للرجوع، فالله أعطانا الاختيار بعقل الإنسان، سواء تفسد أو تُعمر فى الأرض».

وتابع: «ربنا حطنا فى اختبار، وهو يعلم ما يحدث لنا، لأن الله كريم وأعطى فرصة لكل شخص يعترض ويفسد فى الأرض، وكان وعده بالجنة»، مشيرًا إلى أن الشخص الصالح يعيش بصفات الله وكرمه، لأن العبادة تطمئن القلب، والشخص الذى لا يشعر بالسعادة هو الذى لا يطيع الله ورسوله.