شهدت أسعار الذهب في السوق المحلي ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأيام الأخيرة، حيث اقترب سعر الجرام من 5000 جنيه، مسجلًا مستويات قياسية لم يشهدها السوق من قبل، ويعكس هذا الارتفاع تقلبات الأسواق العالمية وضغوطات اقتصادية متواصلة، مما دفع المستثمرين والمتداولين إلى البحث عن ملاذ آمن في الذهب.

ارتفاعات تاريخية في أسعار الذهب 

منذ بداية عام 2025، ارتفعت أسعار الذهب عالميًا بشكل كبير، حيث ارتفع سعر الأونصة من 2750 دولارًا إلى 3050 دولارًا، محققًا زيادة قدرها 300 دولار في غضون 3 أشهر فقط، ويتزامن هذا الارتفاع  مع حالة من عدم اليقين الاقتصادي والسياسي في العديد من الأسواق العالمية، بما في ذلك الأزمات الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية التي تؤثر على حركة الذهب في الأسواق.

أما على المستوى المحلي، فقد شهد الذهب ارتفاعًا في أسعاره، حيث بلغ سعر الجرام في مصر من 3800 جنيه إلى 4275 جنيهًا عيار 21، ليواصل الذهب تحطيم الأرقام القياسية في ظل التقلبات العالمية المستمرة.

الاقتصاد العالمي وتأثيره على أسعار الذهب

من ناحيته، أكد المهندس لطفي المنيب، نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن أسعار الذهب محليًا ترتبط بشكل وثيق بالأسواق العالمية، وأضاف المنيب أن أي زيادة في أسعار الذهب عالميًا تؤدي إلى زيادة في الأسعار المحلية، نظرًا لأن مصر تعد سوقًا مفتوحًا ومتصلًا بشكل دائم بأسواق الذهب العالمية، لافتًا إلى أن سعر الذهب في العالم كان يسجل 2700 دولار قبل تولي الرئيس الأمريكي ترامب الرئاسة، ومنذ إعلان فوزه، ارتفعت الأسعار بنحو 10% على مستوى العالم.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب

وفي تصريح له، أكد د. ناجي فرج، مستشار وزير التموين والتجارة الداخلية، أن أسعار الذهب في السوق المحلي قد وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، موضحًا أن هذا الارتفاع لا يمكن اعتباره ارتفاعًا طبيعيًا بل هو جزء من سلسلة من الضغوط الاقتصادية والجيوسياسية التي تشهدها الأسواق العالمية حاليًا.

 وأضاف فرج أن الذهب يعتبر ملاذًا آمنًا للكثير من المستثمرين في ظل هذه الأوضاع المتقلبة، مشيرًا إلى أن الفيدرالي الأمريكي ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة، مما يسهم في تباطؤ زيادة أسعار الذهب ومن ثم تراجعها بعض الشيء فى الفترة القادمة.

وأوضح أن الارتفاعات المستمرة في أسعار الذهب نتيجة عدة عوامل منها التوترات الجيوسياسية والسياسات الاقتصادية غير المستقرة، بالإضافة إلى زيادة مشتريات البنوك المركزية من الذهب، مما أدى إلى تشديد الضغط على السوق وزيادة الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن.

وفيما يتعلق بتوقعات الأسعار في الفترة القادمة، قال إن السوق قد يشهد مزيدًا من التقلبات في الأسعار، مع احتمالية وصول الذهب إلى مستويات أعلى في حال استمرت العوامل الحالية، ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة "مفاجآت في الأسعار"، حيث يبدو أن الذهب ما زال يحافظ على قوته في الأسواق العالمية والمحلية.

هل حان الوقت للشراء؟

مع استمرار الارتفاعات المتتالية في أسعار الذهب، يثار السؤال حول ما إذا كان الوقت مناسبًا لشراء الذهب أم لا. وفقًا للتوقعات، يرى مستشار التموين أن الذهب يعد استثمارًا طويل الأجل وأنه لا يصلح للاستثمار القصير الأجل، لكن مع حالة عدم اليقين الاقتصادي الحالية، يعتبر الذهب خيارًا آمنًا للكثير من المستثمرين الذين يسعون إلى الحفاظ على قيمة أموالهم.