في ظل تصاعد التوترات على الحدود الجنوبية في لبنان، أدان الرئيس اللبناني جوزيف عون السبت محاولات استدراج البلاد مجددًا إلى دوامة العنف.
هذا التصعيد يأتي في وقت حساس للغاية بالنسبة للبنان، الذي يعاني من أزمات اقتصادية وسياسية خانقة.
ومن خلال تصريحاته، حذر عون من المخاطر التي تهدد استقرار البلاد، مشددًا على ضرورة تكاتف الجهود الداخلية والخارجية لتجنب تفاقم الوضع الأمني. فهل سيستطيع لبنان تجنب الانزلاق في مستنقع العنف مرة أخرى؟
الجنوب اللبناني: توترات متزايدة وتهديدات مستمرة
شهد جنوب لبنان، السبت، تصعيدًا في التوترات مع إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل، رغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل منذ نوفمبر الماضي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن اعتراض ثلاثة صواريخ قادمة من لبنان، في حين حمل وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الحكومة اللبنانية مسؤولية الهجمات الصاروخية.
على الرغم من الإعلان عن انخفاض نسبي في العنف بين الجانبين، إلا أن الحوادث الأخيرة تؤكد استمرار عدم الالتزام الكامل ببنود الاتفاق، ما يزيد من القلق بشأن الوضع الأمني في المنطقة.
الرئيس اللبناني يدين التصعيد ويحذر من التداعيات
في هذا السياق، أدان الرئيس اللبناني جوزيف عون تصاعد العنف في الجنوب، مؤكدًا أن الهجمات الأخيرة تمثل تهديدًا جديًا للبنان ولقضية استقراره.
وقال عون إن "ما يحصل في الجنوب منذ 18 فبراير يشكل اعتداء مستمرًا على لبنان وضربًا لمشروع إنقاذه الذي أجمع عليه اللبنانيون".
وأضاف الرئيس اللبناني أنه يطالب جميع القوى المعنية في المنطقة، وخاصة لجنة المراقبة التابعة لاتفاق نوفمبر 2024، بالتحرك بجدية لضمان احترام وقف إطلاق النار وضبط أي خروقات قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد.
إسرائيل تواصل الغارات رغم الهدنة
رغم اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، فإن إسرائيل تواصل شن غارات جوية على مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه.
وقد لفتت التقارير إلى أن تلك الغارات تأتي ضمن محاولات إسرائيلية للرد على أي تهديدات محتملة، بما في ذلك الهجمات الصاروخية التي تطلق من الأراضي اللبنانية.
وهذه الغارات تعكس حالة من الحذر والترقب المتبادل بين الطرفين، حيث يبقى كل طرف مستعدًا للتصعيد في حال حدوث أي استفزازات.
هل سيستطيع لبنان تجاوز هذه الأزمة؟
مع استمرار التوترات على الحدود الجنوبية، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن لبنان من الحفاظ على استقرار هشا والابتعاد عن دوامة العنف التي قد تهدد وجوده؟ في وقتٍ حساس تتفاقم فيه الأزمات الاقتصادية والسياسية، تحتاج البلاد إلى حلول سريعة وفعالة لضمان عدم اندلاع نزاع واسع النطاق.
هل ستتمكن القوى السياسية اللبنانية من اتخاذ خطوات حاسمة للحفاظ على الأمن أم ستظل البلاد عرضة لمزيد من التفجيرات والاشتباكات؟
0 تعليق