أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهرالأسبق، أن الإسلام يرشدنا إلى كيفية تحويل العدو إلى صديق من خلال قاعدة قرآنية عظيمة، حيث يقول الله تعالى: "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" (فصلت: 34).
وأوضح رئيس جامعة الأزهرالأسبق خلال حلقة برنامج "ولا تفسدوا"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن هذه الآية ترسم منهجًا عمليًا في التعامل مع الإساءة، حيث تدعو إلى مواجهة الشر بالخير، مما يؤدي إلى زوال العداوة وتحولها إلى مودة وصداقة.
واستشهد الدكتور إبراهيم الهدهد بكلام الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود، الذي قال: "إذا التزمت الأمة هذا النهج، عصمت دماءها وأظهرها الله على عدوها"، مؤكدًا أن مواجهة الإساءة بالإحسان ليست ضعفًا، بل قوة عظيمة تظهر في قدرة الإنسان على الانتصار على شهوات الانتقام والغل.
وأضاف رئيس جامعة الأزهرالأسبق أن القلوب بيد الرحمن، وهو الذي يقلبها كيف يشاء، فإذا قابل المسلم الإساءة بالإحسان، تولى الله تحويل قلوب أعدائه وجعلهم أولياء له، مشيرًا إلى أن هذا الخلق العظيم لا يُمنح إلا لمن أحسن صلته بالله.
وأشار الهدهد إلى قصة مؤثرة لعبد الله بن مسعود عندما سُرق ماله في سوق البصرة، فرفع يديه إلى السماء ودعا قائلاً: "اللهم إن كان الذي دفعه إلى السرقة شدة حاجة، فسد حاجته بما سرق، وإن كان دافعه نزغ الشيطان، فاذهب عنه نزغه"، وضرب بذلك أروع الأمثلة في التسامح والعفو، ليكون قدوة في نشر ثقافة الإحسان التي دعا إليها القرآن الكريم.
0 تعليق