الكنيسة , مع حلول الصوم الكبير ، يتساءل العديد من الأشخاص عن سبب الإمتناع  عن إقامة طقوس الزواج خلال هذه الفترة. ويعود هذا القرار إلى اعتبارات روحانية وطقسية تتماشى مع مفهوم الصوم في العقيدة المسيحية، حيث تعتبر فترة الصوم الكبير زمنًا مخصصًا للتقشف والتأمل الروحي، وهو ما لا يتناسب مع أجواء الفرح المصاحبة للزواج.

الزواج فرح لا يتناسب مع روح الصوم

يعتبر الزواج في المسيحية حدثًا سعيدًا، حيث يرمز إلى بداية تكوين أسرة جديدة وحلول الروح القدس على الزوجين. ومن هنا، ترى  أن هذا الحدث السعيد لا ينسجم مع طبيعة الصوم الكبير، الذي يتميز بأجواء التذلل والنسك والتقشف.

ويستند هذا المفهوم إلى كلمات السيد المسيح الواردة في الإنجيل:

ويشير هذا النص إلى أن وقت الصوم لا يكون وقتًا مناسبًا للأفراح، بل هو فترة تركيز على الحياة الروحية والاقتراب من الله بالتوبة والصلاة والصيام.

التناقض بين ألحان الزواج والطقوس الصيامية في الكنيسة

من العوامل الأخرى التي تمنع إقامة طقوس الزواج خلال الصوم الكبير هو أن صلوات سر الزواج المقدس تتضمن ألحانًا مفرحة واحتفالية، وهي لا تتماشى مع الطابع التقشفي الحزين للصوم.

بالإضافة إلى ذلك، فإن يوم الإكليل المقدس (طقس الزواج) من الصعب أن يكون يوم صيام وانقطاع عن الطعام، لأن العروسين وأهلهما وأصدقاؤهما يكونون في حالة احتفال وابتهاج، وهو ما يتناقض مع روح الصيام التي تدعو إلى التواضع والزهد والامتناع عن الملذات.

ضرورة احترام قوانين الكنيسة وتنسيق مواعيد الزواج مسبقًا

نظرًا لهذه الأسباب، يتم التأكيد على ضرورة الالتزام بعدم إقامة حفلات الزواج خلال فترة الصوم الكبير. كما تشدد على أهمية عدم ممارسة الضغوط على رجال الإكليروس لإقامة الزواج في هذه الفترة، إذ لا يصح أن يبدأ الإنسان حياته الزوجية بكسر قوانين الكنيسة.

ولهذا، يتعين على المقبلين على الزواج التخطيط المسبق لموعد زفافهم بحيث لا يتعارض مع فترات الصيام، وخاصة الصوم الكبير، وذلك احترامًا لقدسية هذه الفترة الروحية، التي تعد فرصة للتقرب من الله وتجديد الإيمان بعيدًا عن أجواء الاحتفالات الدنيوية.